وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في الكلاسيكو لن تجد عدسات المصورين بؤرة تتوقف عندها وسط حشد النجوم

نشر بتاريخ: 27/11/2009 ( آخر تحديث: 27/11/2009 الساعة: 21:03 )
بيت لحم - معا - عندما ينزل لاعبو برشلونة وريال مدريد أرض الملعب في كامب نو يوم الأحد القادم، لن تجد عدسات المصورين بؤرة تتوقف عندها وسط كل هذا الحشد من النجوم: كاكا، وإبراهيموفيتش، وتشابي، وتشابي ألونسو، وكاسياس، وإنييستا، وفرسا الرهان كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.

هذا ما جاء على موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم كتقديم لمباراة الكلاسيكو التي ستدور يوم الاحد والتي ينتظرها عشاق كرة القدم في العالم بفارغ الصبر وأضاف الموقع العالمي

ويلتقي البرتغالي، الذي اختاره FIFA كأحسن لاعب في العالم سنة 2008، وجهاً لوجه مع الأرجنتيني، الذي حل ثانياً في عامي 2007 و2008، بعد نهائي دوري الأبطال، الذي خرج منه النادي الكتالوني مظفراً منتصراً على مانشستر يونايتد ونال الثلاثية (الدوري، والكأس، ودوري الأبطال). وبعد ستة أشهر من اللقاء التاريخي الذي أمطر فيه برشلونة ريال مدريد بستة أهداف مقابل هدفين في مدريد، يدخل الفريق الأبيض المباراة القادمة متصدراً الترتيب بفارق نقطة واحدة عن برشلونة.


ويخوض رونالدو وميسي هذا اللقاء الكلاسيكي وهما يعانيان من الإصابة، ولكنهما ما كانا ليضيعا مباراة من أكبر مباريات الكرة العالمية. وأعلن رونالدو بعد أن عاد لدوري الأبطال يوم الأربعاء الماضي: "إنني بخير وأريد أن ألعب. لا تزعجني الإصابة. لقد توقفت عن اللعب لمدة شهر ونصف الشهر، ولم أشف بنسبة مائة بالمائة، ولكني أريد أن أساعد الفريق في كامب نو".


الأساطير الأولى
لن تكون هذه أول مرة يجتمع فيها عمالقة الفريقين، فتاريخ ديربي أسبانيا يمتد لزمن بعيد ويحفل بأكبر الأسماء.


كانت أول مباراة بين برشلونة وريال مدريد في يوم 17 فبراير/ شباط 1928، وانتصر فيها الفريق الأبيض في "لي كور"، ملعب برشلونة في ذلك الوقت، بنتيجة (1 – 2). ومع ذلك، لم تشتد المنافسة بينهما إلا بداية من منتصف الخمسينيات، مع وصول الأرجنتيني ألفريدو دي ستيفانو إلى مدريد والمجري لاديسلاو كوبالا إلى برشلونة.


ففي موسم 53-54، اكتسح برشلونة مع كوبالا ريال مدريد، الذي كان قد وصل إليه دي ستيفانو مؤخراً، بخمسة أهداف مقابل هدف واحد. ورغم الصراع المحتدم بينهما على مستوى الأندية، فقد اتحد الاثنان فيما بعد تحت راية المنتخب الأسباني.


وكان التيار في الأعوام التالية مواتياً للفريق الكتالوني حتى عام 1958، الذي انتصر فيه أبناء مدريد 0 – 2 على ملعب كامب نو، الذي كان قد تم افتتاحه مؤخراً. ولكن انتقام دي ستيفانو الشخصي لم يتحقق إلا في آخر كلاسيكو لعبه كوبالا في عام 1960. ففي تحدٍ حقيقي بين النجوم، فاز ريال مدريد وبين صفوفه دي ستيفانو (2)، وفيرينك بوشكاش، وباكو خينتو (2)، على برشلونة الذي كان يضم كوبالا (1) ولويس سواريز بنتيجة 3 – 5.


وراح الكلاسيكو الأسباني في سبات عميق حتى وصول يوهان كرويف، الذي أعاد برشلونة إلى منصة التتويج في بطولة الدوري بعد غياب دام 14 عاماً. ورغم أن أول مباراة يشارك فيها في الديربي الأسباني انتهت بالتعادل السلبي، فقد بلغ أوجه في المباراة التي فاز فيها برشلونة 0 – 5 على ملعب سانتياجو برنابيو في عام 1974. لقد كان يلعب أمامه حينئذ لاعبون مثل خوسيه أنطونيو كاماتشو، وفيسنتي ديل بوسكي، وسانتيانا. وظل كامب نو حصناً منيعاً أمام الفريق الأبيض حتى آخر عهد النجم الهولندي في عام 1978، عندما جلب سانتيانا والوافد الجديد أولي شتيليكه النصر للمدريديين (2 – 3).


فريق الأحلام
بعد وقت قصير وصل إلى برشلونة دييجو أرماندو مارادونا. ورغم أن الوقت الذي قضاه مع برشلونة كان قصيراً، إلا أنه ترك بصمته على الكلاسيكو الأسباني. ففي موسم 82–83 ألحق الهزيمة بريال مدريد، الذي كان يدربه دي ستيفانو آنذاك، بنتيجة (2 – 1). وبعد ذلك بعام واحد، أخذ رجال دون ألفريدو بثأرهم، وفازوا (1 – 2) في آخر انتصار للمدريديين على كامب نو في خلال 20 عاماً.


وفي أواخر الثمانينيات، لم يتمكن الخماسي الشهير، بقيادة إميليو بوتراجينيو، وميشيل، مع الهداف هوجو سانشيز، التصدي لمسيرة برشلونة، رغم احتفاظ ريال مدريد بلقب الدوري لخمس سنوات متتالية. وفي التسعينيات، استحق برشلونة، تحت قيادة كرويف مدرباً، لقب فريق الأحلام بحق، وفاز بالدوري أربع سنوات متتالية. وتبقى في الذاكرة مباراة 5 – 0 في موسم 93–94، بثلاثية روماريو، الذي كان يلعب بجانبه رونالد كومان، ومايكل لاودروب، واللاعب الشاب خوسيب جوارديولا.


وتعاقب على الفريق الكتالوني كل من البرازيليين رونالدو وريفالدو، والبرتغالي لويس فيجو ليظل محتفظاً بقوته على أرضه ويحقق النصر في الكلاسيكو على أرضه في سبع مواسم متتالية، من موسم 1992-1993 إلى موسم 1998-1999، رغم تدعيم ريال مدريد لصفوفه بلاعبين مثل فرناندو ريدوندو، ودافور سوكر، وبريدراج مياتوفيتش، وغيرهم.


ويصل رونالدينيو وميسي
في يوم 13 أكتوبر/ تشرين الأول 1999، جعل راؤول الصمت يخيم على كامب نو عندما نجح في تحقيق تعادل بطعم النصر (2 – 2)، كسر به سلسلة الهزائم. إلا أن ذلك لم يكسر قاعدة عدم فوز النادي الملكي بالكلاسيكو خارج ملعبه. وتغير كل هذا عندما وصل الجبابرة إلى القلعة البيضاء. لقد نجح زين الدين زيدان، وروبرتو كارلوس، وديفيد بيكهام، وراؤول، وفيجو، ورونالدو، اللذين انتقلا للجانب الآخر، في تحقيق الفوز أخيراً في موسم 2003-2004.


ولكن برشلونة لم يقف مكتوف الأيدي، ورد بلاعبيه تشابي، وكارلس بويول، وبالنجمين الجديدين رونالدينيو، وصامويل إيتو. وبعد وقت قصير انضم إليهم أندريس إنييستا، وليونيل ميسي، الذي تألق بإحرازه ثلاثية في المباراة التي انتهت بالتعادل (3 – 3) في موسم 2006-2007.


ومنذ عام مضى، هزم إيتو وميسي المدريديين 2 – 0، في وقت كان فيه النادي الملكي في حالة يرثى لها. والآن، يحين موعد كلاسيكو تتجدد فيه الأحلام، ويتواجه فيه الفريقان من أجل الزعامة. إنه مهرجان كروي لا يمكن تفويته!