وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"تجارة الاسلحة في العيد": الاباء يمولون والاطفال يشترون والتجار يربحون

نشر بتاريخ: 27/11/2009 ( آخر تحديث: 28/11/2009 الساعة: 14:26 )
رام الله - معا - تجارة السلاح باتت احد ابرز معالم وطقوس العيد، حيث تتم هذه الصفقات بين الاطفال واصحاب المحال التجارية والاباء هم اول الممولين واخر المتابعين للخسائر المالية الناجمة عن مثل هذه الصفقات، سيما ان الحديث يدور عن اسلجة رديئة يشتريها الطفل في الصباح ولا تعمر حتى ساعات المساء، وسط شكوى الامهات غير المسموعة.

انواع مختلفة من الاسلحة البلاستيكية يجري اغراق السوق المحلي بها، وسط حالة اقبال شديدة من قبل الاطفال الذين انفقوا كل ما جمعوه من "عيدية" على شراء تلك الاسلحة التي كان اخطرها ما يطلق "حب بلاستيكي"، كونه يهدد عيون الاطفال اذا ما تعرضوا لاطلاقها عليهم حيث يكون بمقدور حبة واحد ان تؤدي الى فقدان احدى العيون اذا اصابتها مباشرة

لكن ذلك لم يمنع الاطفال من الاقبال على هذا النوع من الاسلحة والي قد يصل سعر الواحدة منها الى 80 شيكل " كلاشن او ام 16"، في حين يصل سعر القطعة الصغيرة الى ما بين 20 الى 30 شيكل.

وتنتشر ظاهرة حمل الاسلحة البلاستيكية بين صفوف الاطفال في اغلب قرى ومخيمات محافظات الوطن دون قيود رقابية على التجار واصحاب المحال التجارية الذين يستغلون حلول العيد لترويج اكبر قدر ممكن الاسلحة وجني الارباح، وسط عدم مبالاة اغلب الاهالي الذين يتابعون هذا الهدر في المال دون اي تدخل يذكر خاصة وان اغلب تلك الاسلحة سرعان ما تتعرض للعطب.

وتقول احدى الامهات في احدى قرى رام الله، لـ (معا)،" ان التجار يستغلون الاطفال بعرض مثل هذه الالعاب امامهم ، الامر الذي يدفعهم للتنافس على شراء انواع مختلفة منها "، موضحة انها لا تستطع فعل شيئا امام رغبة اولادها بشراء مثل هذه الالعاب التي ما ينتهي العيد حتى يكون مصيرها مكب النفايات جراء تعرضها للخراب.

ورغم تاكيدها على خطورة بعض انواع هذه الاسلحة على الاطفال ، الا انها لم تتمكن من منع اطفالها من شرائها وتقول "الاولاد يشجعون بعض والتجار يستغلون ذلك لجني الارباح"، في حين يقول صاحب محل سوبر ماركت باحدى احياء مدينة رام والبيرة " اذا لم اعرض الاسلحة للبيع فان اغلب الاطفال سوف يتوجهون الى محل اخر ، لذلك فان الاسلحة البلاستيكية بضاعة رائجة بين الاطفال"، مؤكدا ان الاباء لا يستطيعون مقاومة رغبة اولادهم في شراء هذه الالعاب.

واللافت للنظر ان مصدر العديد من هذه الاسلحة البلاستيكية بانواعها المختلفة هي شركات اسرائيلية تعمل على تصنيعها وترويجها في الاسواق الفلسطينية في حين ان البعض منها ياتي عبر تجار فلسطينيين يجلبونها من الخارج لبيعها في الاراضي الفلسطينية، حيث يؤكد بعض اصحاب المحال التجارية ان الاطفال لا يلتفتون كثيرا لنوعية وجودة هذه الالعاب الامر الذي يجعل الطفل يكرر شراء اللعبة اكثر من مرة بسبب سرعة تلفها.

ويفاخر الاطفال بشراء الاسلحة الكبيرة وحملها امام بقية الاطفال في الحي او الحارة وسط حالة التباين بين الاطفال الذين ينتمون لاسر فقيرة واسرة غنية، حيث تكون الاسلحة الصغيرة والرخيصة من نصيب الاطفال الفقراء في حين تكون الاسلحة البلاستيكة غالية السعر من نصيب الاطفال الاغنياء .