وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الراصد الفلسطيني يوثق ويفضح الجرائم الاسرائيلية في العدوان على غزة

نشر بتاريخ: 01/12/2009 ( آخر تحديث: 01/12/2009 الساعة: 19:47 )
رام الله - معا - عقد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ولويزا مورغنتيني نائبة رئيس البرلمان الاوروبي السابقة واياد السراج رئيس برنامج الصحة النفسية في قطاع غزة مؤتمر صحفيا في رام الله اطلق من خلاله الكتاب "غيرنيكا فلسطين" الذي اعده الراصد الفلسطيني .

وقال البرغوثي ان الكتاب الذي جاء اصداره بمناسبة الذكرى الاولى للعدوان على غزة يتناول الاحداث التي سبقت واعقبت العدوان على غزة مشيرا الى ان الكتاب هو اهداء لاهلنا في غزة والى الشهداء هناك والى ذكرى شهداء المجازر الاسرائيلية بدءا من مذبحة دير ياسين ومرورا بمجزرة صبرا وشاتيلا ومخيم جنين والمجزرة الكبرى في قطاع غزة.

واشار البرغوثي الى ان ما جرى في غزة كان افظع مما جرى في كرنيكا في اسبانيا على ايدي الفاشيين بقيادة فرانكو من مجزرة بحق المدنيين من اجل ترويعهم وكسر مقاومتهم .

وقال البرغوثي ان الهدف من الهجوم على غزة هو قتل الامل وروح المقاومة ،الا ان اسرائيل فشلت فيما ارادت لان روح المقاومة وروح الانسانية بقيت لدى شعبنا ،مؤكدا ان وحشية الاحتلال التي لم تكشف فورا في دير ياسين وصبرا وشاتيلا ومخيم جنين كشفت هذه المرة وان تقرير غولدستون كان مجرد البداية .

واكد النائب مصطفى البرغوثي ان تاليف الكتاب جاء من اجل المحافظة على الذاكرة في ذكرى يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني وان الهدف من انتاجه هو ان كثيرا من فصول تاريخنا ضاعت لانها لم تكتب وان ذاكرتنا متهمة بانها قصيرة ،اضافة الى الاهمية التي ينطوي عليها الكتاب من اجل فضح وتعرية الاحتلال ومتابعة الحملة الجارية لفضح تلك الجرائم ومعاقبة مرتكبيها عبر تقرير غولدستون ومحاكمة من يقفون وراءها من مجرمي الحرب الاسرائيليين ،الى جانب ان الكتاب هو جزء من رواية الفلسطينيين في ظل محاولات تزوير التاريخ،وان الكتاب جزء من جهد جماعي لاستعادة الصورة الانسانية للشعب الفلسطيني ولاستعادة شرعية القضية الفلسطينية .

واستعرض البرغوثي اهم ما تضمنه الكتاب وهو الكثير من المعلومات والارقام والحقائق عن الجرائم التي ارتكبت في غزة الى جانب تعرية الكتاب لمجموعة من الاساطير الاسرائيلية كاسطورة الانسحاب من غزة ،واسباب الحصار والقاء المسؤولية عنه على عاتق الفلسطينيين وكذلك تبيان حقيقة ان من خرق التهدئة وبدا الحرب على غزة هي اسرائيل .

واضاف البرغوثي ان الكتاب يوضح انه خلال سنوات الحصار قتل 28 اسرائيليا مقابل 6348 فلسطينيا ،حيث ان الكتاب يعري مقولة اسرائيل انها تريد السلام وتدافع عن نفسها في وجه الاعتداءات .

وقال البرغوثي: إن الكتاب يؤكد ان العدوان على غزة لم يكن ضد طرف سياسي معين بل كان ضد الشعب الفلسطيني في غزة مشيرا الى استشهاد 1410 مواطنين مقابل مقتل 13 إسرائيليا منهم 7 قتلوا برصاص الجيش الاسرائيلي نفسه،واستخدام اسرائيل الفسفور الابيض وقنابل الدمدم وقنابل تطلق شظايا لقطع الاطراف محرمة دوليا مما ادى الى بتر اطراف المئات من المواطنين غالبيتهم من الاطفال.

وأعرب البرغوثي عن شكره لمن تطوعوا بجهدهم للمساعدة في إنجاز الكتاب وكذلك لمؤسسة تيربو على حسن اخراجها له.

من جانبها قالت مورغانتيني انها تشارك النائب مصطفى البرغوثي فيما قاله بشان المجازر الاسرائيلية ومدى مشابهتها لما جرى في اسبانيا ،مذكرة بما شاهدته وهي برفقة الدكتور محمد سكافي خلال حظر التجول على رام الله واجتياح قوات الاحتلال لها اثناء عملية السور الواقي ومدى الصعوبات التي واجهتنا آنذاك ونحن نحاول اسعاف الجرحى ومدى فظاعة التدمير التي كان يقوم بها جنود الاحتلال ،وكذلك ريما ترزي التي قاومنا معا خلال الانتفاضة الاولى اجراءات الاحتلال واغلاق جمعية انعاش الاسرة في البيرة نتذكر المرحومة المناضلة سميحة خليل.

واشادت بعمل الدكتور مصطفى البرغوثي والراصد الفلسطيني من خلال اصدار الكتاب الذي يكشف خطة اسرائيل لتدمير كل مكونات غزة وفضح حقيقة الادعاء الاسرائيلي بانهاء الاحتلال للقطاع رغم رفض تنسيق اعادة الانتشار مع الجانب الفلسطيني عام 2005 ،مؤكدة ان ما جرى ليس انسحابا من القطاع بل اعادة تنظيم للاحتلال وخنق المواطنين ووضعهم في سجن كبير وقصفهم من البر والبحر والجو .

واشارت مورغانتييي الى ان الكتاب اوضح ان الفلسطينيين في غزة لم يكن بامكانهم الهروب الى أي مكان من القصف ،مؤكدة انها تألمت لما استمعت إليه من طفل فلسطيني لدى زيارتها غزة مع وفد برلماني أوروبي "من انه لم يبق له سوى ان ينتظر كيف سيموت" .

وقالت انه آن الاوان ليقول العالم لاسرائيل انه ليس بامكانها ان تبقى فوق القانون الدولي ،مثلما انه آن اوان انهاء ازدواجية المعايير ونفاق المجتمع الدولي ،حيث لا يمكن الحديث عن حقوق الانسان في وقت تخرق اسرائيل تلك الحقوق بشكل فاضح مؤكدة ان ما قاله الدكتور مصطفى البرغوثي في مقدمة الكتاب ان تقرير غولدستون هو البداية وهذا صحيح.

ودعت مورغانتييي الى العمل من اجل ان تدفع اسرائيل ثمن ما ارتكبته من جرائم مؤكدة انه آن الاوان لكي يتوقف الاستيطان وينتهي الاحتلال .

واوضحت الى انها ستشارك في مسيرة السلام والحرية التي ستجرى وسندخل الى رفح من اجل انهاء الحصار لقطاع غزة .

واكدت ان هناك مسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي وعلى عاتق اسرائيل عما يجري من انقسام مثلما ان هناك مسؤولية فلسطينية بسبب استمرار الانقسام الداخلي ،موضحة ان الفلسطينيين يشكلون معجزة في بقائهم ومقاومتهم الشعبية خاصة ما يجري في نعلين وبلعين وما تقوم به المبادرة الوطنية والنساء وكل الشعب الفلسطيني،مشددة على ان شعب المعجزات قادر على إنجاز معجزة الوحدة الوطنية.

وأشارت إلى مشروع القرار الذي ستتقدم به السويد الى اجتماع وزراء خارجية الدول الاوروبية الاثنين القادم يعتبر القدس عاصمة للدولة الفلسطينية معربة عن أملها في ان يحدث ذلك .

وقالت مورغانتيني ان البرلمان الاوروبي الذي يمثل 450 مليون اوروبي لم يقبل فرض الحصار على حكومة الوحدة الوطنية ولا الحصار على غزة مثلما انه لم يقبل بعدم الاعتراف بشرعية الانتخابات الفلسطينية.

من جهته اكد السراج ان هناك تداعيات لدى الاطفال في غزة تركتها الحرب الاخيرة وتتعلق بالجانب النفسي من حيث التبول اللاارادي والخشية من التوجه الى المدارس بعد القصف الذي تعرضت له مدارس غزة وفقدان زملاء لهم استشهدوا في العدوان الاخير.

وقال السراج ان 73 بالمئة من الأطفال في قطاع غزة مصابون باضطرابات نفسية حادة نتيجة للعدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع .

واضاف ان حوالي 30بالمئة من أطفال غزة يعانون من مشكلة التبول اللاإرادي بسبب استحكام الخوف مشيرا الى مشاكل عصبية أخرى مثل البكاء والانطواء وقضم الاظافر والأحلام الليلية المخيفة وآلام جسيمة نتيجة للعدوان الاسرائيلي .

وقال إياد السراج إن الطفل الفلسطيني فقد أهم ركنين في حياته وهما الشعور بالأمان ووجود الأب القادر على حمايته وإعالته نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة وما خلفته من قصف ودمار مادي ومعنوي.

وأضاف السراج أن 15 بالمئة من أطفال غزة يعانون خللا نفسيا نتيجة للكبت والعنف المتراكم داخلهم ما أثر على مستقبلهم وابداعهم وتحصيلهم العلمي.
واشار السراج الى ان الطفل اختزن كمية هائلة من العنف في الحرب، وغير قادر على التعبير عنها، خصوصا بعد أن شعر أن أحدا من أهله لم يكن قادرا على حمايته.

وقال إن العنف يولد العنف، فالأطفال يحاولون إخراج هذه الطاقات التي اكتسبوها من خلال ألعاب عنيفة يختارونها لتتوافق مع واقعهم ولتمنحهم شعورا بالقوة و الأمان كتقليد جنود الاحتلال في استخدام الاسلحة البلاستيكية.

واختتم السراج حديثة بالاعراب عن الامل الذي يحدوه عندما يشاعد اناسا مناضلين يعملون على فضح الاحتلال كالدكتور مصطفى البرغوثي الذي وصفه بانه قائد وطني بارز ،داعيا في الوقت ذاته الى استعادة الوحدة الوطنية والتمسك بخيار المقاومة الشعبية بعد ان فشل خيار السلام.

واشار الاستاذ المحامي رجا شحادة خلال مداخلة له الى ان الامر المميز بعد عدوان غزة انه مثل نقطة انعطاف نوعية في تعاظم التاييد الشعبي العالمي للقضية الفلسطينية .