وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خبراء ومختصون يؤكدون زيادة نسبة تشوهات الأجنة والأمراض السرطانية

نشر بتاريخ: 02/12/2009 ( آخر تحديث: 02/12/2009 الساعة: 14:21 )
غزة- معا- كشف خبراء ومختصون المشاركين في ندوة "عام على حرب الإبادة وثلاث على الحصار: الآثار الصحية المتفاقمة للحرب على قطاع غزة وكيفية مواجهتها"، زيادة في نسبة التشوهات لدى الأجنة بعد الحرب، فضلا عن زيادة في نسبة السرطانات خاصة بعد الحرب الاخيرة على غزة.

دعا خبراء ومختصون لتوفير أجهزة لكشف الإشعاع وقياس درجته وتأثيره على الإنسان والبيئة ودعم إجراء الأبحاث العملية الدقيقة حول أثار الحرب والإسراع في محاكمة جنرالات الاحتلال بعد تورطهم بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا.

واوصى المشاركون المواطنين بتناول الفيتامينات خاصة فيتامين E،C وتناول حمض الفوريك كإجراء وقائي للحد من تأثير المواد المشعة التي استخدمت خلال الحرب والتنويع في الغذاء والتركيز على الخضار الورقية والبقوليات.

ودعا المختصون إلى الفحص الدوري وملاحظة أية تغيرات تظهر على الجسم، والفحص المبكر موصين الحوامل تحديدا إلى متابعة الحمل منذ الأيام الأولى وعدم الانتظار لنمو الجنين خاصة وأن الأنبوب العصبي يتشكل في الأسابيع الثلاثة الأولى من الحمل لتفادي التشوهات.

وطالب مختصون في وزارة الصحة المقالة بفحص ومراقبة المواد الغذائية التي تأتي عبر المعابر خاصة اللحوم للتأكد من سلامتها ونسب الهرمون داخلها وهل هو في مستوى المسموح به وفق المعايير الصحية العالمية.

جاءت هذه التوصيات خلال ندوة متخصصة نظمها مركز معا للعمل التنموى ومجلة افاق للبيئة والتنمية، تحت عنوان "عام على حرب الإبادة وثلاث على الحصار: الآثار الصحية المتفاقمة للحرب على قطاع غزة وكيفية مواجهتها".

وحضر الندوة د. عبد الفتاح عبدربه أستاذ العلوم البيئية المساعد قسم الأحياء في الجامعة الإسلامية، أستاذ الفسيولوجيا الطبية في كلية الطب في الجامعة الإسلامية ماجد محمد ياسين، وأستاذ علم الأمراض المساعد في كلية الطب في الجامعة الإسلامية عبد المنعم لبد، وأستاذ الهندسة الوراثية المساعد قسم الأحياء في الجامعة الإسلامية، صلاح أبو جاد الله وعدد من الإعلاميين وذلك في مقر مركز العمل التنموي معا في غزة وأدارتها الصحفية سمر شاهين.

واشار المختصون خلال كلماتهم إلى صورة متشائمة وقاتمة حيال مستقبل الأجيال القادمة في ضوء بعض المؤشرات التي بينت زيادة في نسبة التشوهات لدى الأجنة بعد الحرب، فضلا عن زيادة في نسبة السرطانات بشكل عام وسرطان الدم "اللوكيما" على وجه الخصوص.

وتهدف هذه الندوة التي تأتي ضمن الفعاليات المتصلة بمجلة آفاق للبيئة والتنمية الهادفة إلى بلورة منبر لمناقشة مهنية ومؤثرة لمختلف القضايا البيئية التنموية باتجاه التأسيس لسياسات وممارسات واستراتيجيات تنموية ومستدامة صديقة للبيئة.

وقدم د.عبد الفتاح عبد ربه ورقة عمل حول "الآثار البيئية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة"، وقدم عرضا بالأرقام والصور عن تبعات الحرب الشرسة على قطاع غزة والتي طالت كل مناحي الحياة بدءا بالإنسان وانتهاء بالبيئة.

وقال عبد ربه "إن المشاكل البيئية كانت موجودة ما قبل الحرب منذ عشرة سنين ونيف ولكن مع الحرب تفاقمت حده هذه المشاكل فمن حيث طرأ زيادة على معدلات تلوث المياه بزيادة نسبة الكلورايد والنترات إلى أضعاف المسموح بها صحيا وفق المعايير العالمية"، موضحا أن المياه أكثر تلوثا في الجنوب وأن 90 % من المياه أصبحت غير صالحة للاستخدام الآدمي وهذا يدلل بشكل قاطع أن الوضع المائي في خطر.

قدم د. ماجد ياسين ورقة عمل مفصلة حول "الأسلحة التي استخدمت في الحرب وأثارها على صحة الإنسان والبيئة"، وأعتبر أن السلاح الذي استخدم من قبل إسرائيل ضد قطاع غزة بأنه كان مفاجأة حيث لم تستخدمه إسرائيل من قبل فيما استخدم هذا السلاح في كل من الفالوجا في العراق.

وقال أن غاز الفسفور الذي استخدم خلال الحرب المكون من مادة شمعية لونها أصفر برائحة الثوم ويستخدم في صناعات كثيرة وأيضا يستخدم بكثره لحماية قوات الجيش في الحروب ويشكل ساتر من الدخان والأتربة لحماية الجيش المهاجم، موضحا أن هذا السلاح صمم للاستخدام في مناطق صحراوية خالية وليس في مناطق آهلة بالسكان.

وأوضح أن الخطورة تكمن في أن الفسفور يقذف من الدبابات وهذه الشظايا تبقى مشتعلة ويزداد اشتعالها في حالة ملامستها لسطح الأرض نظرا لتواجد الأكسجين بكثرة، مشيرا أن الأضرار الصحية لغاز الفسفور تتمثل في الدخان المنبعث منه وتأثيره على الجهاز التنفسي وإحداثه للحروق وتهتك قد يصل للعظام والتعرض له بكثره يؤدي إلى تلف أعضاء الجسم فضلا عن تسببه في حدوث السرطان، ناهيك عن حدوث في تهيج في العيون والتهاب في ملتحمة العين وقد تؤدي بعض الشظايا إلى العمى.

وتابع أنه جاري الفحص في مختبرات تابعة للأمم المتحدة لهذه الأسلحة وبيان مدى خطورتها وتأثيراتها، موضحا أن اليورانيوم يوجد على نوعين نوع "ألفا" والذي يدخل الجسم عن طريق الجهاز التنفسي والدم والنوع "بيتا" يخترق الأنسجة الحية، لافتا إلى أن الإشعاع المنأين يؤثر على الجسم حيث يؤدى إلى تكوين أيونات الأكسجين النشط والذي يتكون في حالة التعرض للإشعاع وله دور في تشوه الأجنة.

ونبه د. ياسين إلى أن التعرض بكثره للإشعاع الناجم من استخدام أسلحة اليورانيوم من شأنه أن يحدث تشوهات وخلل في الخارطة الوراثية خاصة في جهاز الكبد والكلى، وقد يسبب السرطان خاصة سرطان الدم فضلا عن العقم والتخلف العقلي والإعاقات لذا أنصح بتناول الفيتامينات C, E بكثرة للتقليل من أثار الإشعاع على الجسم.

وقدم د. عبد المنعم لبد ورقة عمل مفصلة حول "قنابل الدايم ومدى ارتباطها بوجود حالات السرطان"، وأوضح أن تلك القنابل بدأ استخدامها في عام 2006 في العالم واستخدمت من قبل أمريكا في عام 2002 واستخدمت كبديل عن الأسلحة التقليدية العادية التي تحتوي على متفجرات ومسامير وقطع من الحديد، وجرى طحن تلك المواد لتصبح مثل البودرة وجرى خلطها مع المواد المتفجرة لتوضع بعد ذلك داخل الصاروخ وتصبح بعد ذلك خفيفة الوزن حيث تطلق من طائرات الهولكبتر وطائرات الرصد "الزنانة "، موضحا أنه بمجرد ما أن تقذف هذه المادة ينفجر الصاروخ محدثة نارا حارقة وشديدة تدمر كل شيء أمامها وتحدث بتر للأطراف.

وأوضح د. لبد أن الخطورة تكمن في صغر هذه ذراتها والتي لا ترى بالعين المجردة ولا حتى المجهر وكل ذرة هي بمثابة شظية إذا ما اخترقت الجسم لا يشعر الإنسان بوجودها إلا بعد فترة وغالبا ما تؤدى إلى الموت أو الإصابة بالسرطان فيما بعد، مشيرا أن هذه الذرات تحدث وهجا من النار الشديدة داخل جسم المصاب وتعمل على تفريغ للهواء في المكان المصاب.

وكشف د. لبد عن وجود زيادة في نسبة سرطانات العظم والعضلات بعد الحرب وهذا يشير بالدليل القاطع إلى استخدام إسرائيل لتلك القنابل في حربها، وأن هذا النوع من الغاز يزرع كشظايا في الجسم والخلايا التي لا ترى بالعين المجردة ولا في الميكروسوب وبعد سنين تظهر بأعراض سرطانية وهي أخطر نوع من السرطانات.

ولم يخف د. لبد علاقة تلك المواد بسرطان الدم الذي ارتفعت معدلات الاصابة به بعد الحرب فضلا عن تأثير تلك المواد في إحداث طفرات على الخارطة الوراثية خاصة خلايا الدم باعتبارها الأكثر تجددا في الجسم من غيرها.

وبين د.لبد أن نسبة الاصابة بسرطان الدم عام 2006 وصلت الى 11 % بين الرجال و6% لدى النساء وهى أعلى نسبة على مستوى العالم وأن الخطورة تكمن في أن 90% من حالات الأصابة لا تعالج وتموت أو يفشل علاجها، مؤكدا أن هناك علاقة مباشرة بين مخلفات الحرب وسرطان الدم "اللوكيميا".

وقدم د. صلاح أبو جاد الله ورقة عمل حول "العلاقة بين الإشعاع وتشوه الأجنة"، أشار فيها أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية في المقدار الذي يزيد عن الحد المسوح به يؤدى إلى سرطانات الجلد.

وأشار إلى أن التعرض لأشعة اكس لها تأثير على الشفرة الوراثية محدثا طفرات بها، مؤكدا ضرورة أخد الحيطة والحذر عند التعرض لهذه الأشعة التي تستخدم يوميا ونتعامل معها خاصة لدى النساء الحوامل ويمنع دخولهن أقسام الأشعة نظرا لأنها تحدث تشوهات للأجنة.