وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

النائب عيسى قراقع : خالد مشعل اراد ان يصدّر ازمة برنامج حماس المعزول عربيا ودوليا الى الساحة الفلسطينية الداخلية

نشر بتاريخ: 22/04/2006 ( آخر تحديث: 22/04/2006 الساعة: 14:13 )
معا - وجه النائب الفتحاوي عيسى قراقع رئيس نادي الاسير الفلسطيني انتقادات لاذعة لرئيس المكتب السياسي لحماس على خطابه الاخير وقال في رسالة بعثها لوكالة معا : ليس هكذا يتصرف رجل في موقع المسؤولية كخالد مشعل الذي القى على الناس خطاباً متوتراً من دمشق يوم 21/4/2006 اثار بحماسته كوامن ونوازع الصراع الداخلي وفتح الباب امام فتنة فلسطينية نحن في غنى عنها..

واضاف قراقع المشهود له بعلاقات طيبة مع حماس من خلال منصبه السابق كرئيس لنادي الاسير الفلسطيني : لقد اثار الخطاب الدهشة بهذا الهجوم المفاجيء على مكتب الرئاسة بعد كل المديح والاطراء الذي وجهه قادة حماس للاخ ابو مازن على مواقفه الوطنية والديمقراطية ليصبح متهماً بالانقلاب وبالتعاون مع الاعداء لافشال حكومة حماس. وتدنى الخطاب اكثر الى درجة اتهام السلطة الفتحاوية بسرقة القهوة والشاي والكراسي من الوزارات ودعوته للناس الى كشف الحقائق وجمع المعلومات.
واوحى للعالم ان الخزينة الفلسطينية كانت تطفح بالاموال فنهبت وسلبت على يد السلطة المغادرة. ووضع خطاب مشعل حركة فتح وقادتها في موقع المتحالف مع امريكا واسرائيل في استهداف حركة حماس وافشال حكومتها.

ان كل من سمع هذا الخطاب يصاب بالاستياء وبالخوف ايضاً، الخوف على الوحدة الوطنية التي رسخها مكتب الرئاسة بشخص الرئيس ابو مازن والخوف على الناس الذين قد يصدقون هذا التهويل والصراخ وهم على حافة الجوع والكارثة والغضب.

ويبدو ان مشعل اراد ان يصدر ازمة برنامج حكومة حماس المعزول عربياً ودولياً والخارج عن المرجعية الفلسطينية الى الداخل الفلسطيني وهي لعبة خطيرة للغاية يجب الحذر منها..

ويتضح ان استراتيجية حماس باتت قائمة على امر وحيد وهو تعرية وفضح وتشويش كل ما سبق وتعتبر ذلك انجازاً وطنياً وهاماً ولم نسمع عن رؤية سياسية لانقاذ الشعب الفلسطيني ومصيره من المخططات الامريكية الاسرائيلية الهادفة الى تقويض حلم الدولة المستقلة، وعن برامج كسر الحصار والعزلة السياسية وليست برامج للمساعدات الانسانية.

لقد ضحى مشعل بالوحدة الوطنية التي تعتبر من ثوابت العمل الوطني الفلسطيني، واعتبر كل من يخالف حماس عدواً وفاسداً ومتآمراً.

لقد مررنا نحن الفلسطينيين في العديد من التباينات والخلافات والصدامات وجميعها حلت على قاعدة الحوار والوحدة واحترام القانون ولم نسمع كلاماً سوقياً عن السكارى في تل ابيب كما ورد على لسان مسؤول وطني وقائد كبير كخالد مشعل، لقد ادخل علينا مشعل لغة جديدة ليست فلسطينية وهي لغة غريبة غير مسؤولة، لغة انتقامية حاقدة كريهة على التاريخ والنضالية الفلسطينية، لغة شمولية مكفرّة لا تستوعبها الارض الفلسطينية ولا شعب فلسطين. وهي ايضاً غريبة عن الدعوات المسؤولة التي اطلقها قادة حماس للحوار والوحدة والشراكة وكان آخرها دعوة رئيس المجلس التشريعي الى الحوار الوطني.

انه خطاب التضليل، التشويش وخداع الناس وخلط الاوراق والقاء الكرة في الملعب الفلسطيني تعويضاً على عدم القدرة على تحمل مسؤولية الشعب الفلسطيني ومواجهته الحصار والتجويع ومخططات اسرائيل الاحادية الجانب.

ومع كل ذلك نقول لا احد يريد افشال حكومة حماس، وسياق استلام حماس السلس للسلطة دليل على ذلك، ولا احد يطلب من حماس وحكومتها ان تعترف باسرائيل ولا ان تغير جلدها...ولكننا نقول في نفس الوقت ان الشعب الفلسطيني يتطلع بجدية الى التغيير والاصلاح الذي رفعت شعاره حركة حماس، تغيير سياسي واجتماعي يفتح الافق امام حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، يعزز كرامته وسيادته وحقوقه على ارضه في دولته المستقلة، واصلاح اجتماعي وقضائي يعزز احترام القانون الاساسي (الدستور) ومحاسبة الفاسدين في المحاكم والقضاء لا عبر الكلام العام في المحطات الفضائية واظهار التاريخ الذي سبق فوز حماس وكأنه تاريخ فساد ومفسدين.

لقد اصبح من حق الناس ان تسأل الحكومة الفلسطينية الجديدة، وتسأل خالد مشعل الى اين نحن ذاهبون والى اين سيوصلنا برنامجكم السياسي والاجتماعي واجابتكم على ذلك ليس بالعودة الى الوراء واتهام الاخرين بالتعطيل.

لا نريد ان تغرقونا في وحل الحرب الاهلية والتضليل، فالاحتلال يتربص بالجميع، ولا خيار سوى الوحدة والشراكة وصون الدم الفلسطيني وحماية التاريخ ونضالات الشهداء والاسرى.