وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

البرغوثي:اسرائيل لا تريد السلام وتستغل المفاوضات للتغطية على الاستيطان

نشر بتاريخ: 05/12/2009 ( آخر تحديث: 05/12/2009 الساعة: 11:54 )
طولكرم- معا- واعتبر النائب د. مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، أن اسرائيل لا تريد السلام وتسعى الى استغلال المفاوضات للتغطية على مشاريعها التوسعية في وقت تتنكر فيه للحقوق التاريخية للشعب ومبدأ حل الدولتين وترفض حتى مجرد التفاوض على القدس وحق عودة اللاجئين.

جاء ذلك خلال زيارة قام بها د. البرغوثي امس الجمعة إلى مناطق الجدار في المحافظة طولكرم التي تعاني من الاستيطان والجدار ونهب الاراضي.

وشملت جولة البرغوثي ضاحية ارتاح والمنطقة الصناعية الاستيطانية غرب طولكرم، والتقى سكان المنطقة واستمع منهم الى معاناتهم جراء الجدار والاستيطان وما يتعرضون له من مخاطر جراء المواد والمخلفات الكيماوية من تلك المنطقة الصناعية.

وشرح اهالي المنطقة ونشطاء لجنة مقاومة الاستيطان للنائب البرغوثي حجم الاضرار التي لحقت بهم جراء مصادرة 1200 دونم من اراضيهم لصالح بناء الجدار الذي بني اول مقطع منه يوم 5-4-2002.

واشار السكان الى الاضرار الصحية والبيئية التي لحقت بهم جراء ما تنتجه المنطقة الصناعية الاستيطانية من مواد كيماوية ضارة وما تحتويه من مصانع للاسمدة والورق ومادة "الاسبست" المحرمة دوليا خاصة وان تلك المنطقة انشات فوق حوض مائي كبير.

كما اطلع المواطنون د. البرغوثي على المعاناة التي يعيشها العمال على المعبر المقام على اراضيهم والذي يمر منه قرابة ستة الاف عامل يوميا، والذي استشهد عليه ثلاثة عمال خلال الاعوام الثلاثة الماضية.

وفي ندوة سياسية عقدها في جامعة خضوري تحت عنوان "خيار ام خيارات"، وجه النائب الدكتور البرغوثي التحية الى محافظة طولكرم واهاليها على صمودهم البطولي في وجه الاحتلال والاستيطان والحصار.

واعتبر البرغوثي ان المحافظة تتعرض لهجمة استيطانية ممنهجة تستهدف الارض والوجود الفلسطيني، داعيا الى اسناد سكان المحافظة في وجه محاولات الاقتلاع والتهويد التي تقوم بها اسرائيل عبر الجدار والاستيطان ومصادرة الاراضي.

واشار البرغوثي الى ان الاوضاع والمخاطر التي تمر بها القضية الوطنية تستدعي رص الصفوف واستعادة الوحدة الوطنية لمواجهة مساعي الحكومة الاسرائيلية التي تستهدف الوجود الفلسطيني والمشروع الوطني.

ودعا البرغوثي الى نبذ الخلافات والالتفات الى المصالح العليا للشعب وانهاء حالة الانقسام لمواجهة المخططات التوسعية التي تنفذها اسرائيل سواء في القدس التي تتعرض لهجمة استيطانية وتهويد او في سائر الاراضي المحتلة.

واشار البرغوثي الى الاعيب نتنياهو عبر حديثه عن تجميد الاستيطان لمدة عشرة اشهر، واصفا اياه بانه تشويه وتضليل وخداع لا يمكن القبول به وان نتنياهو يمارس واحدة من اكبر الاكاذيب بحديثه عن تجميد الاستيطان.

واوضح البرغوثي انه وبعد يومين من اعلان نتنياهو اصدر وزير جيشه باراك قرارا ببناء 29 مبنى عاما واتبع ذلك بالاعلان عن بناء 492 وحدة استيطانية جديدة، الامر الذي يكشف بما لا يقبل التاويل مدى اكاذيب حكومة نتنياهو.

واعتبر البرغوثي ان استثناء القدس وثلاثة الاف وحدة استيطانية طور البناء والمراكز الحكومية والمدارس والمرافق العامة والكنس من التجميد يؤكد ان اقتراح نتنياهو خبيث ويهدف الى شطب القدس من خلال فصلها عن سائر الاراضي المحتلة واستثنائها من عملية تجميد الاستيطان.

وأشار البرغوثي الى أهمية تقرير الاتحاد الأوروبي بشان الانتهاكات الإسرائيلية في القدس وتاكيده على ان الحكومة الإسرائيلية وبلدية الاحتلال في القدس تعملان بموجب "إستراتيجية ورؤيا" تهدف إلى تغيير الميزان الديمغرافي في المدينة، وعزل القدس الشرقية عن الضفة الغربية وهدم المنازل وسحب الهويات وعدم منح تراخيص بناء للمواطنين المقدسيين واستمرار الحفريات.

وقال البرغوثي انه بدون تجميد الاستيطان بشكل كامل بما في ذلك القدس وتحديد مرجعية وإطار زمني محدد للمفاوضات لن تتم العودة الى مائدة التفاوض التي تريد اسرائيل استخدامها غطاء لنشاطاتها الاستيطانية.

ودعا البرغوثي الى فرض عقوبات على اسرائيل لردعها على ما تقوم به من تهويد للقدس ونهب للأراضي الفلسطينية في اطار منظومة "الفصل والتمييز العنصري" التي انشاتها في الاراضي الفلسطينية.

وشدد البرغوثي على ضرورة إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الشعبية والعمل على تخفيف الأعباء عن الفئات الفقيرة، وإنشاء صندوق الطالب الجامعي لدعم الطلبة وإسناد مناطق الجدار والاستيطان التي تتعرض لهجمة استيطانية مسعورة.

كما دعا البرغوثي الى تبني استراتيجية وطنية تقوم على المقاومة الشعبية وفرض الامر الواقع الفلسطيني في مواجهة الامر الواقع الاسرائيلي وتحدي الاحتلال عبر اعلان مخططات هيكلية جديدة وتوسيع حدود المدن والقرى لتشمل مناطق c، واستعادة الوحدة الوطنية ومقاطعة البضائع الاسرائيلية وفرض عقوبات على اسرائيل واستنهاض اوسع حملة تضامن دولية مع الشعب.

وجدد البرغوثي الدعوة الى نقل قرار لاهاي الى الامم المتحدة وتنفيذ قرار المجلس المركزي بهذا الخصوص والمطالبة بفرض عقوبات دولية على اسرائيل حتى تنفذ القرار، والاعلان من جانب واحد عن حدود الدولة الفلسطينية ومطالبة الامم المتحدة باقرار هذه الحدود على جميع الاراضي المحتلة عام 67 دون استثناء بما فيها القدس.

واعرب البرغوثي عن شكره لرئيس الجامعة والهيئتين الادارية والتدريسية وممثلي الكتل الطلابية على حسن استقبالهم له، مؤكدا دعمه لرفع مستوى التعليم النوعي في فلسطين.

وكان رئيس الجامعة د. داوود الزعتري وممثلون عن القوى الوطنية في المحافظة والكتل الطلابية في الجامعة في استقبال النائب مصطفى البرغوثي.

واعرب الزعتري عن ترحيبه بالدكتور البرغوثي وزيارته للمحافظة، مؤكدا على اهمية الدور الوحدوي الذي يقوم به من اجل انهاء الانقسام الداخلي.

كما اشاد بدور النائب البرغوثي في المقاومة الشعبية وفي فضح سياسات الاحتلال التوسعية على الساحة الدولية ودعمه لصمود الشعب.

واشار د. الزعتري الى اسهامات د. البرغوثي في دعم جامعة خضوري والتعليم العالي بشكل عام.

من جانبهم ناشد ممثلو الكتل الطلابية النائب البرغوثي مواصلة دعم طلبة الجامعات وسعيه لاقرار صندوق الطالب الجامعي الذي كان قدمه الى المجلس التشريعي ومررة بالقراءة الاولى عام 2006.

على صعيد متصل التقى النائب البرغوثي الهيئات التنظيمية والقطاعين النسوي والطلابي في المبادرة الوطنية في محافظة طولكرم، واستعرض معهم الاوضاع العامة التي تمر بها الساحة الفلسطينية والوضع السياسي الراهن واهمية تعزيز المقاومة الشعبية والنضال الجماهيري.