وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الهيئة الاسلامية المسيحية: اسرائيل تشن حربا شاملة على القدس

نشر بتاريخ: 05/12/2009 ( آخر تحديث: 05/12/2009 الساعة: 14:35 )
القدس- معا- اتهمت الهيئة الاسلامية المسيحية اليوم السبت، سلطات الاحتلال الاسرائيلي بتصعيد هجمتها على المدينة المقدسة بصورة لم يسبق لها مثيل.

واعتبر الامين العام للهيئة د.حسن خاطر في بيان وصل "معا"، ان ما يقوم به الاحتلال في حق المدينة المقدسة هذه الايام يعد تطورا خطيرا يطال مختلف القطاعات والمجالات داخل المدينة بطريقة غير مسبوقة.

وبين د. خاطر انه ولاول مرة تكشف سلطات الاحتلال عن نواياها تجاه القدس بهذه الصراحة وبهذا الوضوح عن طريق رفضها المطلق ان يكون الجزء الشرقي من المدينة عاصمة للفلسطينيين وعن طريق تحذيرها للاتحاد الاوروبي من اي دعوة او اعتراف بهذه الحقيقة التي لم تكن في يوم من الايام موضع خلاف.

واضاف د.خاطر ان هذا الموقف الصريح والوقح يعني في الوقت نفسه قتل عملية السلام بأيدي الاسرائيليين انفسهم، لانهم لن يجدوا في ظل هذه المتغيرات اية قيادة فلسطينية او عربية تقبل العبث او التلاعب بهذه القضية التي تمثل في الحقيقة مكانة اكبر بكثير مما يظنه المحتلون ليس للفلسطينيين فحسب انما للعرب والمسلمين بل وللعالم اجمع.

واشار د. خاطر إلى انه في الوقت الذي يتخذ فيه الاحتلال هذا الموقف الخطير على مستوى العملية السياسية، يقوم بشن حملة تهويد واسعة على المدينة واهلها ومقدساتها بهدف تعميق وتجذير معاني هذا الموقف على الارض، وتحويل الشعارات الى ممارسات وفرض منطق سياسة الامر الواقع.

وحذر د.خاطر من تصاعد سياسة هدم المنازل والسطو المسلح على بيوت المقدسيين وطرد اهلها منها واحلال المستوطنين محلهم واضفاء طابع الشرعية والقانون على هذه الجرائم الخطيرة.

وقال "اذا نجحت سلطات الاحتلال في تجربتها العدوانية على حي الشيخ جراح وتمكنت من احتلال مزيد من البيوت واخلاء اهلها منها دون ان يكون هناك مواقف عربية ودولية رادعة، فهذا يعني ان هذا المنهج سينسحب بسرعة اكبر واكثر خطورة على احياء عربية اخرى كحي البستان وغيره".

وبين د.خاطر ان استهداف المسجد الاقصى من خلال تصعيد سياسة العزل وتشديد الاجراءات ومنع الشخصيات الدينية والسياسية من الوصول اليه لمدد زمنية محدد ولمسافات جغرافية معينة، والذهاب باتجاه بلورة قوانين رسمية تمنع الاذان في الاقصى والقدس، اضافة الى الاعلان عن الشروع ببناء مركز شرطة ومبنى اداري وغيره داخل ساحة البراق، والترويج للاطماع التي تهدف الى السيطرة على مبنى المتحف الاسلامي وضمه الى البراق وتحويله الى كنيس يهودي، واطلاق العنان لاكثر من عشرين جمعية ومنظمة اسرائيلية كي تتسابق في النيل من هذا المقدس الاسلامي كل ذلك يندرج ضمن سياسة تصعيد عملية التهويد التي تستهدف كل شيء غير يهودي في المدينة.

واضاف "ليس عبثا ان تشرع سلطات الاحتلال في هذه الفترة بالعبث بكنيسة القيامة ايضا ومحاولة فتح باب في الحائط الغربي للكنيسة"، مؤكدا ان هذا يعد مساسا خطيرا باقدس مقدسات المسيحيين وهو جزء لا يتجزأ من سياسة التهويد الشاملة التي تنفذها سلطات الاحتلال خلال هذه المدة.

واكد د.خاطر ان المدينة المقدسة اليوم تعاني من ثقل التهويد بصورة غير مسبوقة وان المواطن المقدسي بات يعاني اكثر بكثير مما يستطيع تحمله البشر، حيث تطبق عليه اجراءات ظالمة وقمعية ادت خلال العام الماضي الى سحب الهوية مما يقرب من خمسة الاف مواطن، الامر الذي سيضطر هؤلاء واسرهم الى الخروج من المدينة رغما عن انوفهم وفق منطق الاحتلال وقوانينه، كما ان عددا كبيرا من المقدسيين يضطرون ايضا الى الهروب من سياسة الضرائب المفروضة عليهم والتي يصل عددها الى ما يقرب من 14 نوعا، واعداد اخرى تضطر الى الخروج الى الضواحي من اجل تامين حق التعليم لابنائها نتيجة العجز الكبير والمتفاقم عاما بعد عام في هذا القطاع الحساس.

واكد الامين العام للهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس، ان دولة الاحتلال تريد تفريغ القدس من اهلها باستخدام وسائل واجراءات وممارسات ترتقي في معظمها الى مستوى "جرائم حرب" وفق القانون الدولي، قائلا "ان صمود المقدسيين في القدس امر هام ويجب ان يكون المرتكز الاساسي في الاستراتيجية الفلسطينية والعربية لحماية المدينة".

واعتبر ان المواقف العربية والاسلامية الراهنة مما تتعرض له المدينة المقدسة لم تعد تنفع القدس في شيء، فالاوضاع تزداد سوءا يوما بعد يوم على كل المستويات.

وطالب المسؤوليين على مستوى القيادات العليا وعلى مستوى المؤسسات الكبرى وعلى راسها منظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية ان تعيد النظر في هذه المواقف وان تبادر بمواقف واجراءات جديدة تتناسب مع التطورات الخطيرة التي تعيشها المدينة قبل فوات الاوان.