|
خبراء ومختصون يدعون إلى إستغلال وتفعيل مصادر الطاقة البديلة في فلسطين
نشر بتاريخ: 23/04/2006 ( آخر تحديث: 23/04/2006 الساعة: 16:29 )
غــزة- معا- دعا خبراء ومختصون في مجالات مختلفة إلى العمل على استغلال مصادر بديلة للطاقة، وزيادة الوعي بهذه المصادر لمواجهة النقص المتزايد في مصادر الطاقة، مشددين على ضرورة إجراء الدراسات والأبحاث اللازمة من اجل استغلال امثل لكافة مصادر الطاقة البديلة.
جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمها مركز التعليم المستمر بكلية مجتمع العلوم المهنية والتطبيقية بالتعاون مع نادي صناع الحياة بغزة تحت عنوان "مشروع مركز الطاقة البديلة" بمشاركة عميد الكلية الدكتور يحيى السراج وعدد من الخبراء والمختصين والباحثين في مجال الطاقة البديلة. وفي كلمة له خلال افتتاحه الورشة أكد السراج حرص الكلية الدائم من اجل تطوير مجتمعنا الفلسطيني والمساهمة في رقيه وحل مشكلاته وأضاف في هذا الإطار تأتي هذه الورشة من اجل البحث في مصادر الطاقة البديلة والعمل على إيجاد جهة تبحث فيها وترعى الأفكار الخاصة بها وتتبناها" . وتطرق السراج في كلمته إلى مدى أهمية مجال الطاقة المتجددة وحاجة فلسطين بصورة عامة لها وقطاع غزة بصورة خاصة وذلك لغنى القطاع بمصادر الطاقة المتجددة كالشمس والرياح والطاقة الحيوية وغيرها، مشددا على أن رسالة الكلية ترتكز على مواكبة التقدم العلمي العالمي في كل المجالات وأضاف "أن الكلية ستكون السباقة في احتضان فكرة المركز ودعمه بكل الإمكانات المتوفرة". ومن ناحيته أشاد مسئول نادي صناع الحياة في غزة الأستاذ سامي عكيلة بالمستوى العلمي والتقني الذي تتمتع به الكلية وإدارتها وأضاف "أن كل من ينظر إلى هذه الكلية وما تتمتع به من إمكانات علمية وتكنولوجية تشكل مصدر فخر لكل إنسان فلسطيني كما أنها تقدم اختصاصات علمية متميزة ومهمة في مجالات تقنية ومهنية مختلفة". وتطرق عكيلة إلى الأنشطة التي ينفذها نادي صناع الحياة مبينا أن رسالة النادي تمتد لتشمل كل مجالات الحياة بكل أشكالها وان النادي سيستمر في صناعة التقدم والازدهار ما أمكن رغم كل الصعوبات والظروف الصعبة وأضاف "هذا المشروع ما هو إلا حلقة في سلسلة مشاريع مفيدة يسعى النادي لتأسيسها لتكون في خدمة المجتمع الفلسطيني في المستقبل". مركز الطاقة البديلة: واستعرض مسئول المشاريع في نادي صناع الحياة المهندس محمد الكردي فكرة المشروع وجدواها ومدى حاجة مجتمعنا لها مضيفا بان هذه الفكرة تتلخص في إقامة مركز مهني تطبيقي متخصص في مجال استغلال أشكال الطاقة البديلة والنظيفة المتوفرة في فلسطين كالطاقة الشمسية والرياح والحيوية وغيرها ". وأوضح الكردي أن من أهم أهداف هذا المشروع هو العمل على جمع الخبرات الشبابية المحلية وعقد دورات تدريبية من أجل التوعية وإعداد كادر عملي لانجاز المشاريع المستقبلية، إضافة لتوطيد علاقات تعاون مع مؤسسات دولية متخصصة في هذا المجال، والعمل على إنشاء قاعدة معلومات عن الوضع الحالي والمستقبلي لقطاع الطاقة في فلسطين. واقع الطاقة في فلسطين: وفي ورقة العمل التي قدمها حول واقع الطاقة في الأراضي الفلسطينية تطرق المهندس زياد الغصين مدير الدراسات والأبحاث في سلطة الطاقة الفلسطينية لأهم مشاكل قطاع الطاقة في فلسطين موضحا طبيعة هذه المشاكل التي تمر بها الطاقة الكهربائية خلال مراحلها المختلفة بدءا من التوليد ومرورا بالتوصيل وانتهاء بالتوزيع. وأشار الغصين إلى بعض العقبات والإشكالات المادية التي تعترض تطوير قطاع الطاقة في الأراضي الفلسطينية وذكر بأن ديون شركة توزيع الكهرباء وصلت إلى ملايين الدولارات، وأكد الغصين أن العمل على تطبيق سياسات الطاقة المتجددة على نطاق واسع سيكون له مساهمة كبيرة جدا في خفض تلك الديون وتطوير كافة القطاعات الاقتصادية التي تعد الطاقة عصبها الأساسي. طاقة الأمواج: وفي إطار آخر استعرض الدكتور جمال الزبدة عميد التعليم المستمر بالجامعة الإسلامية سابقا تجربته حول الطاقة البديلة المستخرجة من الأمواج موضحا أن طاقة الأمواج البحرية هي مصدر هائل من مصادر الطاقة وتنشأ نتيجة حركة الرياح، مضيفا أن الأمواج تنتج في الأحوال العادية طاقة بين عشرة إلى مائة كيلو وات لكل متر من الشاطئ في المناطق متوسطة البعد عن خط الاستواء. وشدد الزبدة على أهمية الاستغلال الاقتصادي لطاقة الأمواج الميكانيكية رغم أن ذلك يتطلب وجود عدد كبير من أجهزة أو وسائل لجمع هذه الطاقة ومن ثم تحويلها إلى طاقة كهربية على سبيل المثال. وأشار الزبدة الذي أعد دراسة حول هذه الطاقة بالاشتراك مع فريق عمل إلى أنه لا يوجد نموذج محدد و لكن هنالك العديد من النماذج و التي تختلف عن بعضها البعض مما يعني الكثير من البحث و التجارب العلمية والعملية, موضحا أنهم الآن في مرحلة الإعداد لعمل نموذج يمكن تطبيقه في قطاع غزة و لكن المشكلة تكمن في نقص التمويل. الطاقة الشمسية.. النقية: ولم يقتصر الأمر على هذه البدائل من الطاقة، بل تطرق المشاركون في الورشة إلى بدائل أخرى مثل الطاقة الشمسية التي تحدث حولها محمد شاهين أستاذ الفيزياء بمدرسة الكرمل الثانوية وأحد مستخدمي الطاقة الشمسية مبينا أنه قام بتنفيذ هذا المشروع منذ ما يزيد عن 18 عاما وكانت تجربة ناجحة وتميزت بتطورها المنطقي المتسلسل، وأوضح شاهين انه استخدم في هذه التجربة ثلاثة ألواح شمسية بمساحة 50*100 سم2، وأعرب شاهين عن حلمه بأن يأتي اليوم الذي يتم فيه الاستغناء عن مصادر الطاقة الملوثة للبيئة، حيث أن الطاقة الشمسية هي طاقة نظيفة لا تلوث الجو وتترك فضلات مما يكسبها وضعاً خاصا في هذا المجال. واتفق الدكتور احمد محيسن المحاضر في كلية الهندسة بالجامعة الإسلامية مع شاهين مؤكدا أهمية استغلال الطاقة الشمسية من خلال الحمامات الشمسية، موضحا أنه يوجد مبدأين لتوفير الطاقة من ناحية معمارية، وهما طريقة مباشرة و طريقة غير مباشرة يقصد بها مباني ذات تصميم معماري موفر للطاقة. مشاريع وتوصيات: وقدم المهندس عوني نعيم مدير دائرة الطاقة الجديدة والمتجددة في سلطة الطاقة الفلسطينية ورقة عمل حول أهم المشاريع المنفذة على مستوى فلسطين في مجال الطاقة البديلة تطرق خلالها إلى أهمية مشروع الطاقة البديلة في تحقيق الاستقلال في هذا المجال معددا أهم المشاريع وأهم المؤسسات الداعمة، وأعرب نعيم عن ترحيب سلطة الطاقة بهذه الخطوة مؤكدا استعدادها للتعاون وتوفير كل ما هو ضروري لإنجاح هذا المشروع. وفي ختام الورشة أوصى المشاركون بضرورة تنفيذ هذا المشروع لأهميته ومساهمته في مسيرة التطوير والارتقاء والاستقلال الاقتصادي كما دعا المشاركون إلى تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ هذا المشروع ورفدها بمجموعة استشارية من الخبراء، إضافة لعقد عدة ندوات علمية متخصصة لبحث سبل التنفيذ وعوائقه، كما أكد المشاركون على ضرورة ابتعاث مجموعة من المهندسين في دورات علمية متخصصة في مجال الطاقة البديلة والاستفادة من تجارب الدول الأوروبية والعربية في هذا المجال. |