وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فلسطين واسرائيل احتفلتا بقرار الاتحاد الاوروبي واختلفتا في التفسير !!!

نشر بتاريخ: 09/12/2009 ( آخر تحديث: 10/12/2009 الساعة: 08:06 )
بيت لحم- معا- لاول مرة منذ فترة طويلة جدا اتفقت ردة الفعل الفلسطينية مع مقابلها الاسرائيلية من خلال الاحتفال بقرار الاتحاد الاوروبي وكل طرف صوره نصرا له وفقا لتفسيره وفهمه للقرار.

والغريب ان الطرفين اهتما ببند واحد تقريبا يتعلق بالقدس ومستقبلها، فيما تجاهلت اسرائيل البند المتعلق بوحدة أراضي 1967 واعتبارها محتلة واجبة التحرير لتشكل بوحدتها "غزة، والضفة، والقدس" مساحة الدولة الفلسطينية المستقلة ورفض أية تعديلات على حدود الرابع من حزيران الا باتفاق الطرفين.

وتجاوزا للبنود الاخرى غطت المواقف الرسمية الفلسطينية والاسرائيلية وكذلك الصحف الصادرة على طرفي الحدود بند القدس وموقف الاتحاد الاوروبي من تقسيمها او اعتبارها عاصمة للدولتين.

ووصفت الصحف الاسرائيلية ما جرى من تعديل على المقترح السويدي فيما يتعلق بالقدس وربط مصيرها بنتائج المفاوضات حتى وإن ألمح قرار الاتحاد الى نتيجة المفاوضات باعتباره القدس عاصمة اسرائيل وفلسطين نصراً للضغوط الاسرائيلية فخرجت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصادرة اليوم الاربعاء بعنوان صغير على خلفية خبر إقرار الكنيست لقانون الاستفتاء العام قالت فيه "اكتفت أوروبا بالمفاوضات حول القدس" مضيفة في تفاصيل الخبر "لقد نجحت الضغوط الاسرائيلية ورفض وزراء خارجية اوروبا تبني اقتراح السويد التي قطعت باعتبار القدس الشرقية عاصمة فلسطين واكتفى الوزراء بدعوة الاطراف الى حل القضية عبر المفاوضات".

وبدروها قالت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية تحت عنوان كبير "أوروبا تقسم القدس واميركا تحتج" أصدر مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاروربي اعلانا اكثر لينا من الاقتراح السويدي اكدوا فيه ان القدس ستتحول الى عاصمة الدولتين لكن من خلال المفاوضات فقط، ولكن الامريكيين احتجوا على مبدأ التحديد المسبق لنتائج المفاوضات".

أما "هآرتس" فقد ابرزت الامر وكأنه نجاح للدبلوماسية الاسرائيلية وقالت "لقد نجحت الدبلوماسية الاسرائيلية الفاعلة فتبنى وزراء خارجية أوروبا قرارا لينا وإن كان اول موقف أوروبي من نوعه يتناول قضية القدس بهذا الشكل".

وفي اطار ردود الفعل الرسمية اعرب وزير خارجية اسرائيل افيغدور ليبرمان عن رضاه من القرار الاوروبي قائلا "أنا راض من عدم اتخاذ وزراء خارجية اوروبا قرارا حماسيا واحادي الجانب كما ورد في الاقتراح الاول، وان القرار الذي قطع بضرورة حسم قضايا الوضع النهائي من خلال المفاوضات فقط يعتبر تحسنا وتقدما في المواقف الاوروبية.

واضاف ليبرمان "ان اسرائيل تقدر عاليا الدول التي عملت على تبني الصيغة النهائية ومنعت بذلك الفلسطينيين من التطرف اكثر في مواقفهم ما سيمس بامكانية استئناف المفاوضات".

وعلى الجانب الآخر من المتراس احتفت الصحف الفلسطينية وكذلك المسؤولون في السلطة الفلسطينية بقرار الاتحاد الاوروبي باعتباره نصرا للقانون والشرعية الدولية وانتصارا للحقوق الفلسطينية.

صحيفة "الايام" الفلسطينية خرجت بنعوان كبير "الاتحاد الاوروبي: القدس يجب ان تكون العاصمة المستقبلية لدولتين"، وأبرزت في عنوان فرعي رفض الاتحاد الاوروبي ادخال أية تغييرات على حدود الرابع من حزيران 1967.

ولم يختلف عنوان صحيفة "الحياة الجديدة" كثيرا عن عنوان شقيقتها "الايام" مع إبراز موقف رئيس الوزراء الفلسطيني د. سلام فياض الذي اعتبر القرار نصرا للشرعية والقانون الدوليين، فيما رأى احمد قريع بالقرار خطوة الى الامام.

وقالت صحيفة "القدس" في عنوانها الرئسي المدعوم بعدد من العناوين الفرعية "الاتحاد الاوروبي: القدس العاصمة المستقبلية للدولتين، لا اعتراف بضم القدس الشرقية، رفض كامل للاستيطان والجدار وهدم المنازل وقلق عميق من الاوضاع في غزة".

وكما خلت العناوين الاسرائيلية من عبارة حدود الرابع من حزيران 1967 ووحدة الاراضي المحتلة، خلت العناوين الفلسطينية من كلمة "عبر المفاوضات" وبهذا احتفل الطرفان بنصرهم واختلفا بتفسيراتهم.