وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحاج ذياب سعد عطاء لا ينضب منذ ستين عاما *بقلم : عصري فياض

نشر بتاريخ: 10/12/2009 ( آخر تحديث: 10/12/2009 الساعة: 19:12 )
منذ خمسينيات القرن الماضي ، شب الفتى الشغوف بالرياضة وبناء الأجسام والمصارعة الحرة بين ربوع بساتين جنين ، وانبرى يخوض جولات التدريب في قاعة مركز شباب مخيم جنين بصفته أحد الشباب اللاجئين التي تنحدر من قرية زرعين المهجرة ، وفي قاعة مركز شباب مخيم جنين قضى سنوات في بناء جسمة والتدرب على لعبة المصارعة الحرة، ثم طرق أبوب الحبلات المحلية محطما الأرقام القياسية في الفوز على أبطال مشهورين على مستوى الضفتين في بداية ومنتصف الستينات ، حتى بلغ فيه التفوق الفوز ببطولة المملكة الأردنية الهاشمية في العام 1966 بجدارة واستحقاق،وبعد العام 76 أي بعد الاحتلال الإسرائيلي لما بقى من الأرض الفلسطينية وانتمى ذياب سعد لنادي نقابات عمال جنين ، وتعرض للاعتقال على يد سلطات الاحتلال ، وقد في الاعتقال لعدة سنوات ليعود بعد الافراج عنه مدربا ومديرا لنادي نقابات عمال جنين ، وعندما تشكل الاتحاد الفلسطيني للمصارعة كان أمينا للسر فيه في حقبته الأولى وفي الحقبة الثانية نال عضوية الاتحاد وأصبح مشرفا للمدربين في الاتحاد ، وخرّج خلال الثلاثين عاما الماضية نخبة من المصارعين والأبطال التي تشهد لهم الساحة الفلسطينية ولا زال يعطي رغم ما الم به من مرض ، ولم يثنه مرضة عن متابعة هموم المصارعين ، ومتابعة قضاياهم، وتوجيههم والمطالبة بحقوقهم ،ومباركة إنجازاتهم ، واليوم ورغم ما بلغ الحاج ذياب من حالته الصحية ،إلا أن نفسه الرياضي لا زال بقوة ذلك اليوم الذي نال به بطولة المملكة أو يزيد ، الحاج ذياب اليوم يكابد المرض من على سريرة وبيته لا يفرغ من العائدين له وخصوصا من المدربين والرياضيين والأشبال الصاعدين يتلمسون منه التجربة والإصرار

والتحدي ويتشربون من تجربته الغنية دروسا عميقة في الصبر والإرادة ، ورفض الإجحاف وهضم الحقوق .

السلام عليك أيها الحاج التاريخ ، السلام عليك أيها التجربة العظمى ، والعطاء الممتد من الحياة إلى الحياة، ومثلك لو عرف أهل الشأن مكانتهم لخجلوا من درع سيبلى يكرمونك به، أو شهادة سينخرها الزمن يرضونك بها ، تاريخك يكتب من ذهب، وعطاؤك يدون بماء الفخار