وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مستوطنون يحرقون مسجدا شمال الضفة الغربية

نشر بتاريخ: 11/12/2009 ( آخر تحديث: 11/12/2009 الساعة: 16:35 )
نابلس - معا - اضرم المستوطنون الاسرائيليون فجر اليوم الجمعة، النار بالمسجد الكبير في قرية ياسوف شرق مدينة سلفيت، شمال الضفة الغربية، مما ادى الى احتراق اجزاء كبيرة منه.

وقال رئيس مجلس قروي ياسوف عبد الرحيم مصلح لـ"معا" ان عددا من المستوطنين اشعلوا النار في الطابق الثاني من مسجد حسن خضر الكائن وسط البلدة عند الساعة الرابعة من فجر اليوم، بعدما حطموا الباب الرئيسي للمسجد وسكبوا مادة البنزين داخله.

وأضاف مصلح ان النار التهمت مكتبة المسجد الخاصة بالمصاحف بالكامل، واجزاء من السجاد، قبل ان يهب اهالي القرية باطفاء النار بالتعاون مع اطفائية بلدية سلفيت.

واكد مصلح ان المستوطنين كتبوا شعار باللغة العبرية على ارضية المسجد تقول "الانتفام لنار ايفي" واخرى تقول "سنحرقكم كلكم"، مضيفا ان محافظ سلفيت العميد منير العبوشي والاجهزة الامنية الفلسطينية والارتباط الفلسطيني والاسرائيلي وصلوا الى المكان وفتحوا تحقيقا بالحريق.

ورجحت مصادر امنية فلسطينية لـ"معا" ان مستوطنين من مستوطنة تفوح المحاذية للقرية هم من قاموا باحراق المسجد.

ويذكر ان المسجد الذي احرق اليوم يعتبر المسجد الاحدث والاكبر في قرية ياسوف وهو واحد من اربعة مساجد في القرية ويبلغ عدد سكات القرية 2000 مواطن وتقع الى الشرق من سلفيت وجنوب مدينة نابلس وتحيط بها عدد من المستوطنات الاسرائيلية اقربها تفوح.

اسرائيل تستنكر

اعرب رئيس الادارة المدنية الاسرائيلية في الضفة الغربية يوئاف مردخاي عن استنكاره الشديد لما فعله المستوطنون في قرية ياسوف شمال مدينة سلفيت.

وقال مردخاي لوكالة" معا" انه سيتم ملاحقة الجناة الى حين محاسبتهم، موضحا انه اجتمع منذ ساعات الصباح الباكر مع محافظ سلفيت العميد منير العبوشي وقادة من الاجهزة الامنية لبحث حدث احراق المسجد.

واكد وزير الجيش الاسرائيلي ايهود باراك انه ينظر بمنتهى الخطورة الى حادث اضرام النار في مسجد في قرية ياسوف شرقي سلفيت.

واوضح انه اصدر تعليماته الى الاجهزة الامنية الاسرائيلية بالعمل من اجل القاء القبض على المسؤولين عن هذه الفعلة واستنفاد الاجراءات القانونية بحقهم.

وقال باراك ان من ارتكب هذه الفعلة كان يخطط لعرقلة اي محاولة من جانب الحكومة لتحقيق تقدم في المنطقة من اجل مستقبل الدولة.

وتحقق سلطات الاحتلال في حادث قيام مستوطنين باقتحام مسجد في قرية ياسوف شرقي سلفيت حيث أضرموا النار فيه وكتبوا شعارات مسيئة للفلسطينيين باللغة العبرية.

وحثت حركة السلام الان اليسارية الشرطة وجهاز الامن العام الاسرائيلي على القيام بسلسلة اعتقالات في صفوف "غلاة انصار اليمين" ووضع حد لما وصفته الحركة باعمال تنكيل يقف وراءها يهود.

وقال رئيس مجلس المستوطنات داني ديان انه يأمل في ان تلقي الشرطة القبض على المسؤولين عن اضرام النار في مسجد قرية ياسوف وتستنفد جميع الاجراءات بحقهم، واضاف ان من ارتكب هذه الفعلة لم يعمل لمصلحة المشروع الاستيطاني.

الفلسطينيون يدينون احرق المسجد ويطالبون بحماية دولية ضد اعتداءات المستوطنين

أدان الدكتور محمود الهباش وزير الأوقاف والشؤون الدينية الاعتداءات المستمرة من قبل المستوطنين على المساجد، مشيرا أن هذه السياسة الإسرائيلية والانتهاكات الخطيرة جدا بحق المساجد سوف تؤدي إلى تفاقم الأزمة وعدم الاستقرار وزيادة الاحتقان بالمنطقة وأن جميع هذه المحاولات مرفوضة بكل المقاييس والاستمرار بها يعتبر جريمة كبرى وهي اعتداء سافر على حرمة المساجد والمقدسات وتعتبر مخالفه لجميع القوانين والأنظمة التي تنص على حماية الأماكن المقدسة وحرية الوصول إليها.

من جهتها ناشد المتحدث باسم حركة فتح احمد عساف، الأمم المتحدة واللجنة الرباعية الدولية، العمل الجدي على توفير الحماية الدولية للفلسطينيين ضد اعتداءات المستوطنين والجنود الاسرائيليين.

وقال عساف في بيان وصل"معا" إن جريمة إحراق المسجد في قرية ياسوف تثبت بما لايدع مجالا للشك تمادي المستوطنين المدعومين من حكومة بنيامين نتنياهو وجيشه، في تحويل حياة الاهالي الى جحيم لا يطاق، مضيفا إن هذه الجرائم تؤكد أن الحكومة إنما هي غير معنية لا بمفاوضات، ولا باي نوع من السلام، وعلى العالم أجمع، لاسيما الادارة الأمريكية أن، ينظر إلى أفعال الحكومة الإسرائيلية ومستوطنيها وليس إلى أقوالهم.

وقام عدد من قيادات الفصائل الفلسطينية بينهم د.مصطفى البرغوثي، بزيارة تضامنية لمسجد ياسوف.

واكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي خلال كلمة القاها عقب ادائه صلاة الجمعة في مسجد ياسوف ان الحكومة الاسرائيلية هي حكومة مستوطنين واستيطان وتجسد مدى التطرف والعنصرية، مضيفا ان عدوان المستوطنين لم يقتصر فقط على الارض والشجر والحجر بل وصلت الى حد الاعتداء على دور العبادة وتدنيسها.

ودعا النائب البرغوثي الى توفير الامكانيات لاسناد المقاومة الشعبية ضد ما تقوم به الحكومة الاسرائيلية والمستوطنون المتطرفون.

وحمّل النائب أحمد الطيبي رئيس كتلة القائمة الموحدة والعربية للتغيير في بيان وصل"معا" وزير الجيش الاسرائيلي ايهود براك والجيش الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه "الجريمة" وإستمرار الإعتداءات التي يقوم بها المستوطنون تجاه الفلسطينيين.

ووقعت اشتباكات بين الشبان وقوات الاحتلال في محيط المسجد بعد ان شارك اهالي البلدة في صلاة الجمعة، واطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع على المصلين ما ادى الى اصابة عدد منهم بالاغماء، كما واصيب شاب برضوض في رأسه جراء الاعتداء عليه من قبل جنود الاحتلال على رأسه.