وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فلم تذكرة إلى القدس يفتتح مهرجان القدس السينمائي الدولي الأول

نشر بتاريخ: 13/12/2009 ( آخر تحديث: 13/12/2009 الساعة: 01:10 )
غزة -معا- اختارت إدارة مهرجان القدس السينمائي الدولي الأول فيلم تذكرة إلى القدس ليكون فيلم الافتتاح، وذلك في إطار وضع اللمسات الأخيرة لعمل لجنة المشاهدة في المهرجان والذي تنظمه جامعة فلسطين بالتعاون مع ملتقى الفيلم الفلسطيني والذي سيقام في رحاب جامعة فلسطين بمدينة الزهراء في قطاع غزة، في الحادي و العشرين من ديسمبر الحالي.

بالرغم من أن الفيلم من إنتاج العام 2002 إلا أنه ما زال حاضراً بفكرته الذهبية وبموضوعه وبآليات تنفيذه، وهو فيلم أخاذ وساحر في أنه يأسرنا منذ البداية في التجوال وعمليات الالتفاف والاختراق لأسوار القدس، كي نتأمل ملامح المدينة المنكوبة بالاحتلال والمستوطنين.

الفيلم الروائي تذكرة إلى القدس هو الفيلم الروائي الثالث للمخرج مشهراوي بعد فيلميه (حتى إشعار آخر) و (حيفا). وقد حقق رشيد مشهراوي بعد ذلك عدد من الأفلام منها فيلم انتظار ومؤخراً فيلم عيد ميلاد ليلى وهو حاصل على سبعة عشر جائزة دولية.

فيلم تذكرة إلى القدس يسرد وقائع يعايشها عارض أفلام أطفال جوّال، ومعاناته في الوصول إلى القدس المحتلة والمسيّجة بالمستوطنين والمستوطنات، مفارقات كثيرة ومصادفات غريبة ووقائع لا تخطر على بال أحد في العالم الحر وغيره.

يتنقل البطل الرئيس مع ماكينته القديمة (آلة العرض ذات اللمبة) بين المخيمات الفلسطينية في بيت لحم ورام الله والقدس لعرض أفلام كرتون وغيرها لأطفال المخيمات المحرومين من كل شيء ومن الطعام والحياة أيضاً. يعتبرُ ذلك البطل المغامر والجوال أن مهمة عرض الأفلام مهمة إنسانية ووطنية ويغامر بروحه في التجوال والتنقل.

كانت مشاهد نقل آلة العرض القديمة على عربة خضار بين الحواجز وفي الطرق الالتفافية تعبّر وبشكل واضح عن معاناة المواطن الفلسطيني في التجوال والتنقل بين المدن التي تقسّمها ما يزيد عن 700 حاجزاً احتلالياً. عملية استئجار عرباية خضار ونقل الكاميرا بين الحواجز تظهر حجم الكوميديا السوداء التي يكتنفها الفيلم .

ويبدو أن الفلسطيني يحتاج إلى تذكرة دخول إلى القدس كما يحتاج الدخول إلى السينما، والفيلم يسير بخطين متوازيين، فمن ناحية نشاهد مصاعب ومشاق عارض الأفلام الجوال في حمل آلة العرض والأفلام وتصليح ماكينته عند الميكانيكي، وفي نفس الوقت نشاهد معاناة الناس وكذلك الطرق الالتفافية للوصول إلى الأشغال والأعمال في القدس والمدن الفلسطينية الأخرى، الفيلم فيه رمزية عالية جداً وقوية تهدف إلى أهمية الوصول إلى القدس.

أما لجنة المشاهدة فقد تميزت بتنوعها وثراء اختصاص أفرادها وقد ضمت اللجنة المنتج نبيل العريان والمخرج و المونتير تامر منصور و المخرج محمد أبو قوطة والممثل جواد حرودة والممثل أسامة مبارك والمصور نيبال حجو وعلى صعيد الفنانين والكتاب والنقاد تضم اللجنة كلا من الفنان التشكيلي فايز السرساوي و الروائي محمد نصار، والناقد والكاتب عبدالله بكر والكاتب والسيناريست على عيسى والأكاديمية الدكتورة مي نايف.

وتركز لجنة المشاهدة في عملها وكيفية انتقائها للأفلام التي ستشارك سواء في المسابقة الرسمية للمهرجان أو التي ستعرض على شرف المهرجان على فكرة الفيلم ومضمونه بما يخدم القدس والقضية الفلسطينية والقضايا الإنسانية وهي ما تنص عليه لائحة المهرجان وكذلك الأمور الفنية من ناحية جودة الصورة والصوت والإضاءة والموسيقى التصويرية وكل العناصر الفنية التي بمجملها تؤدي إلى ظهور فيلم ناجح.

وتسود عمل لجان المشاهدة أجواء ودية وطيبة على اعتبار أنها التجربة الأولى لمهرجان القدس السينمائي الدولي الأول حيث يتمنى كل القائمين والمشاركين في هذا المهرجان نجاح هذه الفعالية .

وتابع رئيس المهرجان الدكتور حسين أبو شنب فريق عمل اللجان حيث تمنى لهم التوفيق باختيار الأفلام الأنسب والأفضل، و يتواجد بشكل مستمر منسق عام المهرجان الناقد السينمائي عز الدين شلح ورئيس لجان التحكيم المخرج السينمائي سعود مهنا لضمان تذليل كل العقبات لعمل لجان المشاهدة.