وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

القاهرة- دراسة تحمل إسرائيل كامل المسؤولية عن تعطيل السلام

نشر بتاريخ: 13/12/2009 ( آخر تحديث: 13/12/2009 الساعة: 16:31 )
القاهرة- معا- خلصت دراسة عملية، مُنح بموجبها الطالب أيمن إبراهيم سليمان الرقب من محافظة خان يونس بجنوب قطاع غزة، اليوم، درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة، إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تتحمل كامل المسؤولية عن تعطيل السلام مع الشعب الفلسطيني وبقية الدول العربية الأخرى.

وقد تكونت لجنة المناقشة والحكم على دراسة الباحث الرقب من: أ.د محمد اسماعيل، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة مشرفا ورئيسا، و أ.د أحمد الرشيدي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة عضوا، و أ.د كمال المنوفي، أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عضوا، حيث اوصت بمنحه درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى.

وجاءت الرسالة بعنوان: "تطورالمواقف العربية تجاه إسرائيل 1977 – 2002 م"، تناولت تطور العلاقة بين العرب وإسرائيل، ابتداء من رفض قبولها بشكل قاطع إلى طرح المبادرات لإحلال السلام، والتطبيع معها شريطة استعادة الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.

ولفتت الدراسة إلى أن عام 1977م يعد العلامة الفارقة في المواقف العربية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي، حيث بدأت المفاوضات بين مصر وإسرائيل وما تلاها من زيارة الرئيس المصري أنور السادات لإسرائيل وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد.

وتطرقت إلى قمة فاس ( 1982 – 1983) ، وما تلاها من أحداث دولية خاصة بعد بروز الخطر الإيراني، وتفجر الحرب الإيرانية العراقية، كذلك الحرب الأفغانية السوفيتية وما روج عن الخطر الشيوعي السوفيتي على العالم العربي، وغيرها من التغيرات الدولية التي دفعت العرب للتقارب من مصر والسعي لعودة اللحمة العربية لمواجهة جميع هذه الأخطار، كل ذلك دفع للتعايش مع الواقع والقبول التدريجي للوجود الإسرائيلي على أرض فلسطين.

وتناول الباحث ما حدث في مؤتمر مدريد عام 1991 والذي شاركت فيها كل من سوريا والأردن ولبنان وفلسطين ( ممثلة بشخصيات من داخل فلسطين)، وبمباركة من باقي الدول العربية كمحطة تغير جوهري وعلني في الموقف العربي، وذلك بطرح شعارات الأرض مقابل السلام وهجوم السلام بدلاً من هجوم الصواريخ وغيره.

وقالت الدراسة: لقد أفضت هذه المرحلة لتوقيع اتفاق أوسلو في عام 1993 بين الفلسطينيين والإسرائيليين وكذلك بين الأردن وإسرائيل. في حين رفضت سوريا ولبنان توقيع أي اتفاق لعدم الوصول لنقطة تراضي بين الأطراف، إلا أن مرحلة جديدة تجاه الوجود الإسرائيلي بدأت تتبلور من خلال التعاطي مع هذا الكيان وفتح الحوارات معه والتبادل التجاري وفتح مكاتب تجارية له في بعض الدول العربية وبالعكس، وهكذا بدأ التغير الفعلي في الموقف العربي ولم يعد أحد يرفع شعار إزالة الوجود الإسرائيلي عن أرض فلسطين بل التعايش معه.

وبينت الدراسة كيف توالت مبادرات السلام العربية والإقليمية والدولية، خاصة بعد اندلاع انتفاضة الأقصى، وما تبع هذه الفترة من أحداث دراماتيكية ومتغيرات دولية أربكت الجميع، من ضمنها أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 م، والتي دفعت الدول العربية للتحرك السريع للوصول لحلول جديدة مع إسرائيل كان أهمها المبادرة العربية (مبادرة الأمير عبد الله) 2002 في بيروت، حيث خرجت المبادرة العربية التي كان أهم ما طرحته هو انسحاب إسرائيلي من حدود 67 مقابل اعتراف عربي وسلام عربي متبادل مع إسرائيل.

وأوضحت أن هذا التحول العربي غير المسبوق في سبيل إحلال السلام مع دولة الاحتلال قابله تعنت واضح في الموقف الإسرائيلي.

واستعرض الباحث الرقب المواقف العربية تجاه إسرائيل عبر عقدين ونصف، هي فترة الدراسة رأى أن الموقف العربي من إسرائيل مر بمراحل متعددة، اتسم بدايته بالتشدد والرفض للوجود الإسرائيلي في المنطقة، ثم سرعان ما تراخى هذا الموقف الموحد إلى قبول تدريجي لهذا الوجود، حيث بدأت عبارات مثل " إزالة أثر العدوان" بعد حرب 1967م، تغزو الخطاب السياسي العربي بدلاً من عبارة "إزالة إسرائيل عن الوجود"، وما بدأت هذه العبارات حتى بدأنا نجد مواقف أكثر ليونة مع التعامل مع الوجود الإسرائيلي وصلت لحد طرح المبادرات الداعية للاعتراف بإسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي العربية المحتلة عام 1967م.

وأشار إلى أن العرب قبلوا بعد مرور الزمن بما رفضوه من قبل، وأنه كلما رفض العرب طرحاً للتسوية بسبب تدني سقف الحقوق المطروحة في المبادرات، يطرحون مع مرور الزمن مبادرات قد تكون بمستوى أقل مما طرح عليهم بالسابق الذي يقابل في حينها برفض إسرائيلي، سعياً منهم لتحقيق المزيد من التنازلات.

وتناول بالتفصيل رفض العرب قرار التقسيم الذي منحهم الحق في إقامة دولة عربية على مساحة 46% من أرض فلسطين التاريخية، وقبولهم بعد ذلك بدول على مساحة 22% من المساحة الإجمالية لفلسطين في طرحهم مشروع قمة فاس، والمبادرة العربية للسلام، وكيف أن الرئيس المصري السابق أنور السادات كسر حالة التردد والجمود، وشرع بالسلام مع إسرائيل.

واعتبرت الدراسة أن الحرب الإسرائيلية على لبنان في العام 1982م أثرت على القضية الفلسطينية، حيث بدأت الولايات المتحدة تنظر إلى منظمة التحرير الفلسطينية بأنها ليست تنظيماً إرهابياً يرعاه السوفييت، وتعززت هذه النظرة في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان، الذي أدرك أنها قضية أكبر وتحتاج إلى حل، بل إنه أدرك إن الحل السلمي للقضية الفلسطينية هو أفضل ضمان لأمن إسرائيل على المدى البعيد، ما دفع الإدارة الأمريكية لفتح قنوات اتصال سرية مع قادة منظمة التحرير، وأنه أمام إدراك الأنظمة العربية لضعف الدور السوفييتي، أقدم بعضها على قبول البديل الأمريكي، وكانت الموافقة المبدئية للمنظمة بمشروع ريغان، قد مثل البداية العلنية لقبول أطراف أخرى لهذا البديل، ومثلت الحرب أيضاً فرصة لكي تعود مصر إلى الإطار السياسي العربي.

كما خلصت الدراسة إلى أن العرب جاءوا بمبادرتهم للسلام عام 2002م لسحب البساط من تحت أقدام الإسرائيليين الذين استغلوا المتغيرات الدولية مثل انهيار الاتحاد السوفييتي، وحرب الخليج الثانية، والحملة الأمريكية ضد "الإرهاب" عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وشرعوا بحملة تحريض ضد العرب متهمينهم بالإرهاب وأنهم لا يريدون السلام.

وأشارت إلى ان الإسرائيليين لم يكترثوا بمبادرة السلام العربية مراهنين على عامل الزمن، عسى أن يطرح العرب مبادرة جديدة لسقف أقل، وشطب مثلاً: قضية عودة اللاجئين من مطالبهم.