|
النائب مصطفى البرغوثي :ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة
نشر بتاريخ: 13/12/2009 ( آخر تحديث: 13/12/2009 الساعة: 19:43 )
رام الله-معا-اكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ان الخلافات السياسية الفصائلية تطغى على المجتمع الفلسطيني وتعيق التفكير السليم لان الانسان يناقش من زاوية فئوية فقط وهو ما اوصلنا الى حالة الانقسام الداخلية وضعف الوعي فيما يدور حولنا .
وقال البرغوثي خلال ندوة سياسية عقدها في جامعة القدس بدعوة من تجمع المبادرة الطلابي في الجامعة ان الاختلافات الداخلية لا قيمة لها مقارنة مع طبيعة التحدي الكبير الذي يواجهنا وسعي الحركة الصهيونية لتصفية القضية الفلسطينية. وتساءل البرغوثي هل نحن في مرحلة حل ام في مرحلة صراع؟مشيرا الى انه منذ ستة عشر عاما والانطباع السائد اننا نعيش في مرحلة حل ،الا ان الحقيقة المؤسفة هي اننا لسنا في مرحلة حل بل في مرحلة صراع محتدم ،وان مواصلة الوهم باننا في مرحلة حل لن توصلنا الى شيء . واشار البرغوثي الى ان طبيعة الصراع تتجسد من خلال التهويد والاستيطان والجدار وما يجري في القدس والخليل ،موضحا ان اسرائيل لا تقبل بقيام دولة فلسطينية مستقلة وان كل ما يجري من جانبها هو مخطط منذ 42 عاما لتحويل فكرة الدولة المستقلة الى كانتونات ومعازل . واستعرض النائب مصطفى البرغوثي بالخرائط والصور تطور مشروع الاستيطان الاسرائيلي منذ قرار التقسيم الذي حدد 55% من الاراضي الفلسطينية لقيام اسرائيل فيما اعطى الفلسطينيين 45% من مساحة فلسطين ،وهو ما قوبل بمعارضة فلسطينية في حينه لان الفلسطينيين كانوا يملكون في ذلك الوقت 93% من مساحة فلسطين . وقال البرغوثي انه رغم ظلم قرار التقسيم الا ان اسرائيل لم تنفذه بل أنشئت على 78% بحيث لم يتبق للفلسطينيين سوى 22% هي الضفة الغربية وقطاع غزة. واضاف البرغوثي ان ما حمله باراك الى مفاوضات كامب ديفيد 2000 هو مشروع دويلة بدون حدود مع بقاء الاغوار ومناطق الاستيطان والقدس بيد إسرائيل،ليكمل شارون ونتنياهو الخطة التوسعية الاستيطانية من خلال اقتطاع المزيد من الأراضي الفلسطينية وتحويلها إلى معازل . ما تنفذه اسرائيل هو تطبيق لخطة الون واوضح الدكتور مصطفى البرغوثي أن كل ما تقدم لم يكن صدفة بل هو تنفيذ لخطة يغال ألون وزير الخارجية الإسرائيلية عام 1967 عبر بناء مستوطنات في القدس والاغوار وسائر الاراضي المحتلة كرد على عدم رحيل شعبنا خلال حرب 67 وبالتالي الخشية مما يسمى بالمعضلة الديمغرافية . وقال البرغوثي ان خارطة الجدار الذي انشئ عام 2002 تطابق خارطة اوسلو من الجهتين الشرقية والغربية مما يعني ان الجانب الاسرائيلي خطط لهذا الواقع اثناء اوسلو من اجل ان يصبح الكيان الفلسطيني معازل وليس دولة حقيقية. واكد البرغوثي ان اسرائيل تواصل الاستيطان وتريد المفاوضات في آن معا من اجل كسب الوقت وانجاز مشروعها الاستيطاني بالكامل واستخدام المفاوضات كغطاء لاجراءاتها. كما عرض البرغوثي الجرائم الاسرائيلية خلال العدوان الاخير في غزة ،ومدى فظاعة الجرائم من خلال استخدام الاسلحةة المحرمة دوليا مثل الفسفور الابيض وقنابل الدمدم وتدمير 25 الف منزل وكذلك تدمير جميع المصانع بشكل منهجي اضافة الى تدمير احياء بكاملها كحي عزبة عبد ربه وابادة اسر بكاملها كعائلة بعلوشه. وقال البرغوثي ان العائلات التي دمرت منازلها تعيش الان في البرد دون مساكن بسبب منع الاحتلال ادخال أي كيس اسمنت او لوح زجاج لاصلاح المنازل في غزة. استراتيجية وطنية من اربعة عناصر واكد البرغوثي ان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة ،وان علينا ان نغير قواعد اللعبة والنهج الحالي عبر تغيير ميزان القوى من خلال تبني استراتيجية وطنية تقوم على اربعة اسس :الاول:المقاومة الشعبية الواسعة التي يجب ان تتسع وتصبح جزءا من حراك شعبي واسع والا تبقى مجرد بؤر للمقاومة كما هو جار في نعلين وبلعين وجورة الشمعة والمعصرة وسوسيا وقفين وشوفه وجيوس،وان هذا يحتاج الى اعادة ثقافة المقاومة للناس ومنها مقاطعة البضائع الاسرائيلية . ودعا البرغوثي الى التخلي عن ثقافة اننا في مرحلة جني المكاسب والغنائم مما جعل الثقافة الوطنية تذوب ويتراجع الدور الوطني مؤكدا ضرورة تغليب المصلحة الخاصة على المصلحة الوطنية. وقال البرغوثي ان السوق الفلسطينية هي ثاني اكبر سوق مستورد للبضائع الاسرائيلية البالغة ثلاثة مليارات دولار سنويا ،مؤكدا ان تخفيض نسبة الاستيراد من اسرائيل خمسة بالمئة مقابل زيادة الانتاج المحلي بنسبة 5% سيوفر مئة الف فرصة عمل جديدة لابناء شعبنا. واشار البرغوثي الى ان العنصر الثاني هو : دعم الصمود الوطني للناس وتخصيص الموازنات لذلك . واشار الى ان دعم الصمود الوطني يحتاج الى اقرار الصندوق الوطني للتعليم العالي الذي قدمه البرغوثي للمجلس التشريعي وجرى اقراره بالقراءة الاولى ولم يصدر كقانون ،مؤكدا ان هذا الصندوق سيحل مشكلة 180 الف طالب جامعي ،وانه اذا تم اقراره فلن تتعدى تكلفته 1% من مجمل المساعدات الخارجية المقدمة للسلطة. كما اكد البرغوثي ضرورة خلق فرص عمل للعمال الذين يعملون في المستوطنات وتحريم العمل في تلك المستوطنات التي تقام على ارضنا. استنهاض حملة التضامن الدولية وقال البرغوثي ان العنصر الثالث هو استنهاض حملة التضامن الدولية مع شعبنا وفرض العقوبات والمقاطعة على اسرائيل التي اخذت تتسع ،مشيرا الى ان احدى وخمسين نقابة بريطانية تضم سبعة ملايين ومئة الف عامل قررت الانضمام لحملة المقاطعة والعقوبات لاسرائيل وان تبدا بممارسة ضغط على حكومة بلادها لوقف كل اشكال التعاون العسكري مع اسرائيل مما حمل الحكومة البريطانية الى اتخاذ قرار يطالب بتمييز المنتجات القادمة من الاراضي المحتلة اذا كانت منتجات فلسطينية ام انها من انتاج المستوطنات،الى جانب قرار وزيرة المالية في النرويج سحب جميع الاستثمارات من الشركات الاسرائيلية العاملة في الصناعات العسكرية اضافة الى رفع دعاوى في كندا ضد كل شركة تعمل في بناء الجدار ،وكذلك مسيرة شريان الحياة ثلاثة التي ستصل الى غزة قريبا قادمة من العديد من دول العالم. واكد البرغوثي ان العنصر الرابع هو استعادة الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام المؤذي لمواجهة المخاطر المحدقة بارضنا ومستقبل قضيتنا. ودعا البرغوثي الى تنفيذ قرار المجلس المركزي بالتوجه بقرار لاهاي الى الامم المتحدة وفرض عقوبات على اسرائيل وان تتبنى منظمة التحرير باعتبارها الهيئة الممثلة للفلسطينيين في الخارج مبدأ مطالبة العالم بفرض عقوبات على اسرائيل ومقاطعة المنتوجات الإسرائيلية. وحذر البرغوثي من القبول باقتراح تبادل الاراضي في أي حل مع اسرائيل حتى لا يتم تشريع الاستيطان واضفاء الشرعية على الكتل الاستيطانية التي تنوي اسرائيل ضمها مؤكدا ان نهجنا يجب ان يتمسك بالقانون الدولي الذي لا يجوز ان يكون موضع تفاوض بل ان التفاوض يجب ان يكون لتطبيقه. ودعا البرغوثي الى استعادة الثقة بانفسنا وعدالة قضيتنا وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الخاصة |