|
التحذير من كارثة إنسانية.. نقص حاد في الأدوية يؤدي الى توقف إجراء العمليات في بعض المستشفيات بالقطاع
نشر بتاريخ: 26/04/2006 ( آخر تحديث: 26/04/2006 الساعة: 03:01 )
خان يونس- غزة- معا- ترددتُ كثيراً قبل توجهي إلى الطبيب لإجراء فحص طبي لأسناني، وبعد عناء شديد جراء ضعف الناحية المادية التي تعصف بي قررت زيارته وكتب لي وصفة علاجية "روشته" بعد عملية الفحص الموضعي.. فتوجهت إلى صيدلية قريبة من بيتي لأصرف العلاج ولكني لم أجده، فبحثت في الأماكن المجاورة فباءت محاولاتي بالفشل, فجميع أصحاب الصيدليات إعتذروا عن ذلك نتيجة لعدم توفر الدواء أو حتى بديلاً عنه".
بهذه الكلمات تحدث إلينا المواطن كرم الفرا ( 27 عاماً) من سكان مدينة خان يونس الذي أكد لنا خلو " الصيدليات " من بعض الأدوية والمسكنات الطبية اللازمة لعلاج انواع من المرض. وقال الفرا وقد بدت على صوته نبرات الضعف والحزن" إن الإحتلال الإسرائيلي أصبح يحاربنا في كل شيء ويمنع إدخال الأدوية من الموانىء والمعابر الإسرائيلية إلى قطاع غزة". حال المواطن الفرا ينطبق بصورة كبيرة على حال مجموعة من المواطنين كنا قد إلتقيناهم في خان يونس ورفح, والذين أعربوا عن تخوفهم الشديد جراء النقص الحاد للأدوية في الصيدليات، واصفين الأيام القليلة المقبلة بـ " القاتمة "، حيث لا تحمل أية بوادر طيبة للشعب الفلسطيني الذي يعاني الأمرين. المواطنة فاطمة أحمد وجدناها جالسة على مقربة من مستوصف صحي غرب رفح، وتحمل بيدها مجموعة من الأوراق الطبية البالية التي غابت معالمها جراء كثرة استعمالها، قالت لنا وبصوت ضعيف من شدة المرض:" لم أتمكن من صرف "روشتة" العلاج التي كتبها لي الطبيب المعالج في عيادة الوكالة بسبب عدم وجود الدواء المطلوب". قابلنا الدكتور خليل الزمر صاحب صيدلية البريج المركزية الذي أكد لنا وجود نقص واضح وكبير في بعض الأدوية وحليب الأطفال بكافة أنواعه فقال لنا:" الأغذية مقطوعة بالكامل منذ شهرين، والأدوية أيضا بدأت تنقطع, خاصة المتعلق منها بالأمراض الصدرية والصداع ومختلف المسكنات وبعض المضادات الحيوية الأجنبية". وأشار الزمر إلى وجود نقص كبير في معظم الأدوية البيطرية وهرمونات الحيوانات، لافتاً إلى أن معظم الأدوية محجوزة في الموانىء الإسرائيلية ويرفض الإحتلال إدخالها إلى قطاع غزة، مشيراً الى أن إدخال الأدوية كان يتم عبر مصر, ولكن المراقبين الدوليين قاموا قبل فترة بفرض تشديد على الأدوية القادمة من مصر لقطاع غزة. وللتعرف على حقيقة الازمة التقت "معا" الدكتور سالم لقان الذي يعمل مندوباً طبياً للشركة العربية ( Wyeth )، الذي أكد أن الشركات نفسها تعاني من مشكلة الأدوية وحليب الأطفال الذي يتم توزيعه على الصيدليات، قائلا:" نحن نقوم باستيرادها عن طريق الموانىء الإسرائيلية التي تتعمد تأخير إدخالها وإن تم ذلك فيكون بصورة بطيئة جداً". ووصف الوضع الداخلي بقطاع غزة جراء نقص الأدوية بـ " الكارثي "، مؤكداً أن الطلب أكثر من العرض، ما أدى إلى حدوث مشاكل للشركات والصيدليات والمستهلك ( المواطن ) نتيجة لعدم توفر الأدوية. وبين لقان وجود مشكلة إقتصادية حيث تقوم الشركات الفلسطينية بدفع مبالغ كبيرة لنظيراتها الإسرائيلية التي تقوم بنقل البضائع والتي يتأخر إدخالها لشهور مما يحملهم أعباء كبيرة، فضلاً عن حاجة الصيدليات للعديد من أصناف الأدوية. الدكتور أديب علوان صاحب صيدلية الجنينة الجديدة في رفح يُعزي أسباب النقص في الأدوية نتيجة لإغلاق معبر " كارني " بصورة دائمة أمام البضائع بمختلف أنواعها لا سيما الطبية منها، مشيراًَ إلى أن المواطنين يقصدونه دوماً ولكنه يعتذر في أحيان كثيرة بسبب عدم توفر بعض الأدوية التي تعاني منها معظم صيدليات رفح. وأعرب جميع من قابلتهم "معا" عن أملهم بأن تحمل الأيام المقبلة " فرجاً لشعبنا " في جميع النواحي والإتجاهات دون الانتقاص من الحقوق المشروعة التي كفلتها الشرعية الدولية. وعقبت وزارة الصحة على ما ورد في التقرير من معلومات, مؤكدة وجود أزمة حادة في الادوية بمستشفيات وعيادات وزارة الصحة في جميع انحاء القطاع, خاصة الادوية التي تعالج الامراض المزمنة, والخاصة باجراء العمليات الجراحية, ما ادى الى توقف العديد من المستشفيات عن اجراء تلك العمليات. واتهمت الوزارة اسرائيل بالتسبب بهذه الازمة, من خلال اغلاق المعابر والحصار المفروض على القطاع, مناشدة الجهات الدولية التدخل العاجل لمنع وقوع كارثة انسانية في القطاع. |