وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

صحيفة اسرائيلية تدعو قادة اسرائيل الى عدم خسارة الرئيس عباس

نشر بتاريخ: 17/12/2009 ( آخر تحديث: 18/12/2009 الساعة: 09:24 )
بيت لحم- معا- دعت صحيفة "هآرتس" في كلمتها الافتتاحية اليوم الخميس قادة اسرائيل الى عدم خسارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس كشريك للسلام.

وكتبت"هآرتس" في افتتاحيتها:"لقد كان متوقعا ان لا يؤدي قرار تجميد الاستيطان جزئيا الى اعادة القيادة الفلسطينية لطاولة المفاوضات كما هو معلوما مسبقا ان منح التسهيلات للمستوطنات المعزولة لم تساهم في بناء الثقة بين رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس عباس".

يواصل نتنياهو السير على خيط رفيع بين التزامه بحل الدولتين وطموحه ارضاء المستوطنين وممثليهم في الائتلاف الحكومي وحزب الليكود وكذلك الرئيس عباس موجود داخل كماشة ضلعها الاول يتمثل برغبته في تحقيق انهاء الاحتلال، فيما تعتبر مخاوفه من ان يخدم تنازله عن مواقفه الاساسية المتعلقة بقضايا حساسة مثل استمرار البناء الاستيطاني في الضفة والقدس خصومه في حماس الضلع الثاني للكماشة.

لقد اشار الرئيس عباس خلال مقابلته الصحيفة مع "افي سخاروف" الى مخرج للتعقيد المزدوج "تجميد فعلي للاستيطان في الضفة والقدس مدة ستة اشهر دون اعلان علني"، علما بان حكومة اسرائيل ملتزمة علنا بما التزمت به حكومة شارون من تجميد للاستيطان وذلك ضمن مفاعيل خارطة الطريق حيث تعهدت بتجميد شامل للاستيطان وتفكيك البؤر الاستيطانية.

اذا اراد رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو ووزير الجيش باراك فعلا انقاذ حل الدولتين ومنع تحطم القيادة الفلسطينية الداعمة لهذا الحل وتلاشيها يتوجب عليهم الرد ايجابيا على اقتراح عباس لان تخليد الجمود السياسي واختفاء زعيم براغماتي مثل الرئيس عباس عن الساحة سيلحق بالمصالح الاسرائيلية اضعاف الضرر الذي قد يلحقه قرار تجميد البناء في المستوطنات الاسرائيلية وراء الخط الاخضر لستة اشهر.

ويتوجب على نتنياهو وباراك اخذ العبر من الدروس المرة التي عاشاها خلال ولايتهم السابقة لان مكافأة القائد المجرب الذي حاول دفع التسوية السياسية قدما والحفاظ على مكانة اسرائيل العالمية ومحاباة اليمين المتطرف في ذات الوقت هي الخسارة.

وهذه المرة قد تنتهي العابهم البهلوانية بخسارة شريك مهم جدا لعملية السلام اضافة الى تسريع تدهور مكانة وعلاقات اسرائيل الدولية.