وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ماهي اسباب تراجع التعليم في فلسطين ؟ "حديث الوطن" يفتح الملف

نشر بتاريخ: 17/12/2009 ( آخر تحديث: 19/12/2009 الساعة: 20:12 )
بيت لحم- معا - اجمع تربويون، وخبراء في مناهج، وطرائق التعليم المتبعة في فلسطين ،بضعف مخرجاته ، بسبب الضعف الذي اصاب المعلمين لاسباب تتعلق بظروف عملهم ورواتبهم .

ويرى الخبراء ان التعليم المدرسي يعتمد على " الاستظهار " مما أدى إلى القضاء على التفكير الذاتي والإبداعي.

شبكة " معا " الإذاعية (فتحت الملف،الثلاجة) وطرحت القضية للنقاش، انطلاقا من الأسئلة التي أثارها العديد من الأهالي والمعلمين، وأصحاب الاختصاص، والمعنيين بالعملية التعليمية خلال حلقات برنامجنا الاذاعي اليومي "حديث الوطن" والذي يقدمه الزميل رياض خميس .

و يتهم البعض المناهج الفلسطينية بالتحنط، والآخر أعادها لضعف قدرات المعلمين على تنفيذها، وهناك من اتهم التخطيط بالعقم وعدم القدرة على المواكبة والتحديث، وهناك من يتهم الاحتلال والظروف التي عاشتها فلسطين في الانتفاضة، وقد تكون هذه الأسباب جميعا مع الاختلاف بمستوى المسؤولية.

فيما يستشعر المجتمع الفلسطيني بكافة مستوياته، القلق على العملية التعليمية، وهو يلمس تراجع مستوى الطلاب تربويا وتعليميا، ويظل السؤال من يتحمل المسؤولية؟

في "حديث الوطن" اقر بصري صالح الوكيل المساعد لشؤون التخطيط والتطوير في وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطيني والدكتور سامي عدوان الباحث المتخصص في شؤون المناهج والتعليم الفلسطيني واستاذ التربية في جامعة بيت لحم بالضعف الذي تعاني منه العملية التعليمية في فلسطين.

فقد اكد صالح ان الاحصائيات الدولية المتعلقة بأداء طلبة فلسطين في امتحاني العلوم والرياضيات منذ 2003 وحتى الان "مستقرة على سوء" ويحمل صالح المدارس بما تحويه من كادر وادوات تعليمية وبيئة مدرسية " 5% من التباين في اداء الطلاب مرجعا الـ 50% الباقي الى عوامل اخرى .

وأوضح صالح الى ان وزارة التربية والتعليم الفلسطينية تخوض نقاشا مستمرا ،في الية تطوير التعليم في فلسطين ،منوها الى ان رغم كل الصعوبات والمعوقات فان فلسطين تصنف ضمن تقارير دولية في الربع الاول في التعليم بين الدول العربية وانها من قليل الدول العربية التي لا تتحيز في حق التعليم بين الذكور والاناث .

واشار صالح الى المؤشر التراجعي الكبير الذي تعيشه العملية التعليمية ، وخطط وزارته نحو الانتقال من عملية التشخيص الى وضع الرؤى الجديدة والتصورات الملائمة انطلاقا من شعار وزارة التربية والتعليم بأن " التعليم الجيد مسؤولية الجميع " مؤكدا ان الوزارة تتجه لاعتماد تعديلات هامشية على المنهاج في العام القادم، تراعي الطالب والمعلم، وتتوافق مع الخطة الخمسية " الجودة والنوعية في التعليم " التي اطلقتها وزارته.

وفي الجهة المقابلةاعرب الدكتور سامي عدوان الباحث في مجال المناهج الفلسطينية عن توافقه مع صالح في قضية الدور السلبي للمدارس في تراجع التعليم مشيرا الى الحاجة الماسة لاعادة تأهيل المعلمين وتطوير البنية المدرسية وضرورة المداورة الوظيفية في مهنة التعليم ، ضاربا مثلا سلبيا لعدم تطبيق تلك المداورة حيث ينتظر بعض المتقدمين لوظيفة التعليم، سنتين الى ثلاث للحصول على وظيفة معلم وتكون هذه الفترة كافية لتقنين معرفتهم بما تعلموه .

وفي موضوع المناهج الفلسطينية ورغم مطالبته باعادة النظر في محتواها والاتجاه فيها نحو التعليم المعرفي الا انه يؤكد انها مناهج " استثنائية " جاءت تحت ظروف قاهرة يعيشها الشعب الفلسطيني وحازت على رضى دولي وعربي .

وفي اطار حديثه عن الواقع غير المرضي الذي تعيشه الجامعات الفلسطينية، اشار د. عدوان ان السبب يعود الى عدم توجه النخبة من الطلاب الى دراسة مهنة التعليم، بسبب عدم تلبيتها لما يتطلع له منتسبوها حيث العائد المادي غير المرضي والوضع الاجتماعي الذي تفرضه ظروف هذه المهنة

بالاضافة الى رتابة مهنة التعليم والتي تنعكس على المجهود الذي يبذله المعلمون في هذا المجال .

وختم عدوان مطالبته بأن تنتهي من ثقافتنا طقوس التعليم التقليدية وان تتوجه وزارة التربية والتعليم الفلسطينية لعرض مخططات بمشاركة خبراء في مجال التعليم للخروج بمناهج ترضي وتلبي طموح المعلم والطالب وولي الامر .

ويرى باحتون في شؤون التعليم ان إصلاح التعليم في فلسطين من شأنه أن يُساهم في الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي ورفع مستوى الشعوب.

ويقولون ان هناك متطلبان رئيسيان : أولاً، الاعتراف بشجاعة بأن الوضع القائم ما زال لا يرتقيً في تنمية عقول الجيل الناشئ ليقوموا بما هو مطلوب منهم، وثانياً، الرغبة السياسية والوطنية بتطبيق التغييرات المقترحة. من أجل هذا لابد و أن تكون هناك شراكة مستدامة بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني. ويجب أن يقوم المفكرون والقائمون على التدريس بالعمل جنباً إلى جنب لإنجاح هذه الشراكة.

ولان التعليم عند الفلسطينيين يكتسب معنى وقيمة جديدة وخاصة، وهم يواجهون تحدي الاحتلال، وتحدي التطور العلمي والتكنولوجي في نظامهم التعليمي، ولأن التعلم يجعل الإنسان أكثر ادراكا ، وأكثر نفعاً للإنسانية فان لمهمة تبدو اكثر ضرورية.

ويتساوى اكتساب المعرفة مع البحث عن الحقيقة، وفي هذا السياق قال الفيلسوف ابو يوسف الكندي "يجب أن نتقبل الحقيقة ونبحث عنها بغض النظر عن مصدرها، حتى ولو كانت من بلاد بعيدة ودول مختلفة. لا شيء أهم من البحث عن الحقيقة إلا الحقيقة نفسها".