بريماكوف لمعا:بوش الابن حاول احتكار التسوية ومؤتمر موسكو يتطلب تحضيرا

البحر الميت - معا - اكد رئيس الوزراء الروسي ، الاسبق، والرئيس الحالي لغرفة التجارة والصناعة لروسيا الاتحادية، يفغيني بريماكوف، في حديث لـ (معا) خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش المؤتمر الدولي "الشرق الاوسط 2020:هل يمكن تحقيق حل شامل؟" الذي يعقد في البحر الميت في الاردن لمدة يومين،" على ان عقد مؤتمر موسكو للسلام في الفترة الحالية بحاجة لتحضير جدي "، متهما في الوقت ذاته الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش الابن بالسعي الى احتكار عملية التسوية السياسية بعد عقد مؤتمر انابوليس الامر الذي ادى الى تعطيل عقد مؤتمر موسكو الذي كان من المفترض ان يعقد بعد مؤتمر انابوليس بشهرين.

وفضل بريماكوف الحديث بصفة شخصية وقال " انا لا امثل الحكومة الروسية او وزارة الخارجية الروسية ، واعتقد ان عقد مؤتمر موسكو ليست قضية ملحة الان "، مشيرا الى انه لو عقد هذا المؤتمر بعد مؤتمر انابوليس او بعد فترة وجيزة منه لكان افضل.

واضاف " هكذا كان مخططا في البداية وبالمناسبة هذا الموقف كان موقف امريكا التي اكدت انه بالامكان عقد مؤتمر موسكو بعد مؤتمر انابوليس وانها طلبت مساعدة روسيا حينها بضمان اوسع تمثيل في مؤتمر انابوليس على اساس ان يليه عقد مؤتمر موسكو ".

وتابع " انا بعد ذلك قمت بتكليف من الرئيس بوتين باجراء جولة لمنطقة الشرق الاوسط والتقيت مع العديد من قادة الدول العربية وقلت لهم ان مؤتمر انابوليس مهم وسوف يليه مؤتمر موسكو ، وكان لنا مساحة مهمة في تطوير هذه العملية التي كان من المفترض ان تبدا بمؤتمر انابوليس ومواصلة ذلك بعقد مؤتمر موسكو .

واضاف " لكن مرت فترة من الوقت حتى قالت لنا اسرائيل انها لا تريد المشاركة في مؤتمر موسكو كما ان الولايات المتحدة قالت لنا هي الاخرى انها لا تريد ان تشارك في المؤتمر "، مشيرا الى ان ذلك عكس مؤشرا واضحا على محاولة الرئيس جورج بوش الابن احتكار عملية التسوية السياسية وفي النهاية لم يعقد مؤتمر موسكو واعتقد ان عقده في هذه الفترة بحاجة لتحضير جدي .

وردا على سؤال صحفي حول امكانية ممارسة المجتمع الدولي والولايات المتحدة لضغوط جدية على اسرائيل، قال بريماكوف " لا اعتقد ان هناك ضغوطا حقيقية تمارس على اسرائيل رغم تولد انطباعات بامكانية ذلك ، بعد تصريحات الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي قال ان وقف الاستيطان امر ضروري لانجاح عملية السلام ، لكن هذا الموقف تغير فيما بعد".

وتابع " وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون عادت وقالت ان وقف الاستيطان ليس شرطا لاستمرار المفاوضات "، مشيرا الى اعتقاده بان موقف الولايات المتحدة يمكن ان يتغير مع تاكيده على ان هذا التغير قد لا يصل الى مستوى ممارسة الضغوط الشديدة على اسرائيل.