|
مسؤولون فلسطينينون يدينون الموقف الامريكي من دعوة ابو مازن عقد مؤتمر دولي
نشر بتاريخ: 27/04/2006 ( آخر تحديث: 27/04/2006 الساعة: 18:40 )
القدس - معـــــــا- دان مسؤولون فلسطينيون ما أسموه الانحياز الامريكي الى اسرائيل، واصفين فتور الرد الامريكي ازاء دعوة الرئيس محمود عباس " ابومازن" عقد مؤتمر دولي للسلام في المنطقة بالموقف السلبي الذي يعزز الموقف الاسرائيلي المتصلب ازاء عملية السلام .
ووصف عبد الله عبد الله القيادي في حركة " فتح " وعضو المجلس التشريعي الموقف الامريكي هذا بأنه " سلبي لا يخدم عملية السلام " بل يشجع الاجرام الاسرائيلي المتواصل بحق الشعب الفلسطيني من اغتيالات واعتقالات ، ونسف لكل قرارات الامم المتحدة الخاصة بالاستيطان ، وتحدي قرار محكمة العدل الدولية ضد جدار الفصل ، وجميع هذه الامور اجراءات احادية الجانب، كان يفترض من الادارة الامريكية الوقوف حيادياً وموضوعياً حيالها ، بل رفضها وإدانتها " . واضاف : " هذا موقف مؤسف ، ولا نعتقد انه يخدم عملية السلام ، وانما يشجع المعتدي الاسرائيلي على عدوانه ، وعلى استمرار دورة العنف وعدم الاستقرار ". وطالب عبدالله الادارة الامريكية ، كطرف في اللجنة الرباعية الالتزام ب " خارطة الطريق " معرباً عن دهشته واستغرابه من ازدواجية الموقف الامريكي ، وانحيازه المطلق لاسرائيل .. اما بسام الصالحي - امين حزب الشعب - وعضو المجلس التشريعي ، فإعتبر الموقف الامريكي من خطاب "ابومازن" في النرويج امس بأنه يمثل امتداداً للسياسة غير المتوازنة ، ولا يساعد في ايجاد مخارج حقيقية لجوهر الازمة التي اذا استمرت ستنعكس سلباً على مجمل الوضع الفلسطيني ، وعلى الوضع في المنطقة عموماً ، لان استمرار الازمة بهذا الشكل واغلاق الابواب امام المخارج الواقعية التي تقترح من هنا او هناك ليس له سوى معنى واحد ، وهو ان الادارة الامريكية معنية بإستمرار الفوضى ، ومعاقبة الشعب الفلسطيني وزيادة مشكلاته ، واطلاق يد اسرائيل في تنفيذ سياستها احادية الجانب ، وقال الصالحي : " كان الاجدر والاحرى بالادارة الامريكية ان ترحب بما ورد في خطاب " ابومازن " ودعوته لعقد مؤتمر دولي ، الامر الذي كان سيشجع الحكومة والفصائل الفلسطينية على ان تتقدم اكثر بإتجاه الثقة بموقف " الادارة الامريكية " واللجنة الرباعية. ويرى الصالح ان دعوة "ابومازن" لعقد مؤتمر دولي اراد منها منح فاعلية كاملة لدول مجلس الامن ، واللجنة الرباعية حتى يمكن ان يحصل تقدم في عملية السلام ، خصوصاً ان المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية برعاية امريكية منفردة فشلت في كامب ديفيد ، ولم تؤدي الى نتائج ، وبالتالي من المفيد ان يحال الموضوع الآن الى رعاية اوسع ، وهي موجودة ضمناَ في اطار الرباعية، او في اطار مجلس الامن ". وحث الصالحي الادارة الامريكية على التقاط الاشارات الايجابية الصادرة عن حركة "حماس" والتي كان آخرها تصريحات د. محمود الزهار وزير الخارجية الى قناة الجزيرة والذي ابدى فيها استعداد حكومته للجلوس مع اسرائيل . وقال " كان يجب ان تلتقط هذه الاشارات بصورة ايجابية ، وان لا يجري محاولة اغلاق الابواب امام هذا التقدم النسبي في خطاب "حماس" السياسي واضاف : للأسف ، فالادارة الامريكية لا تساعد على تعزيز الخطاب الاكثر واقعية ، وفي رأيي ان " حماس " الآن على مفترق طرق بين ان تعزز سياسة واقعية أو بين ان تميل الى التشدد ، فإذا كان ثمن كلا الامرين واحد : اي اغلاق الباب امام اي انفراج سياسي " ، فتكون اسرائيل والادارة الامريكية وكأنهما تريدان المحافظة على التشدد حتى تتذرعان بإستمرار العدوان ، وفرص الحل من طرف واحد " .... ويرى خضر خضر - محلل سياسي - ان الرد الرسمي الامريكي على دعوة " ابومازن " عقد مؤتمر دولي يبرز ان الولايات المتحدة غير معنية يأي جهود سلمية حقيقية للوصول الى الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط ، بديل الاستعداد الفلسطيني من قبل مؤسستي الرئاسة ومن قبل الحكومة ايضاً - كما دلت على ذلك تصريحات د. محمود الزهار للجزيرة - والتي اعرب فيها عن استعداد حكومته لمفاوضات مع اسرائيل عبر طرف ثالث او رابع وصولاً الى سلام عادل مبني على الحقوق. واكد خضر ان حديث المسؤول الامريكي عن شريك السلام وربطه بما يسمى ب " الارهاب " انما يتبنى وجهة النظر الاسرائيلية بشكل مطلق حيث لايذكر بتاتاً الشريك الآخر وهو القوة المحتلة - اي اسرائيل - طبقاً لتصريحات " ابومازن " مما يفقد الولايات المتحدة اي دور محايد مستقبلاً للوساطة في عملية السلام ، بدليل ما اشار اليه الرئيس عندما تحدث عن طرف ثالث هو المجموعة الدولية ، ولم يشر الى امريكا كطرف وسيط بين اسرائيل والفلسطينيين ، مما يستدعي اخراج عملية السلام من سيطرة الولايات المتحدة المطلقة عليها كونها تقف في صف القوة المحتلة وكان مراسلنا في القدس نقل عن المتحدث بإسم القنصلية الامريكية في القدس المحتلة رداً على الدعوة التي اطلقها "ابومازن" بعقد مؤتمر دولي بقوله: " لا نرى ان هذا المؤتمر سيؤدي الى اي نتيجة في الوقت الراهن ". وفي هذا الشأن إستذكر المتحدث بإسم القنصلية الاميريكية موقف حكومته ، ومواقف اللجنة الرباعية من الحكومة الفلسطينية المنتخبة حيث قال : " نحن والرباعية اوضحنا موقفنا المتمثل في ان الدعم المتواصل للارهاب من قبل الحكومة الفلسطينية غير مقبول ، واضاف " لا يمكن ان يكون هناك شريك للسلام مع استمرار هذا الشريك في توظيف العنف والارهاب وعدم اعترافه بإسرائيل ورفضه للأسس التاريخية لجهود السلام في المنطقة بما فيها " خارطة الطريق ". |