وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بين الأمل والحذر.. تتابع زوجات الإسرى القادة والقدماء أنباء الصفقة

نشر بتاريخ: 23/12/2009 ( آخر تحديث: 23/12/2009 الساعة: 22:24 )
بيت لحم- غزة- تقرير معا- تعيش عائلات الاسرى الفلسطينيين حالة من الشد لم يسبق أن عاشتها من قبل، في ضوء الحراك الكبير الذي تشهده صفقة تبادل الاسرى بين اسرائيل وحركة حماس، التي تدير عبر وساطة مصرية وألمانية المفاوضات بهذا الشأن مع اسرائيل.

ويقف ذوو الاسرى موقف المترقب لما سينتج عن المفاوضات التي تدار عبر الالمان بين تل ابيب وغزة، وخاصة ما تتناقله وسائل الاعلام عن ابعاد مجموعة من هؤلاء الاسرى بينهم عدد من القيادات البارزة أمثال القيادي الفتحاوي مروان البرغوثي والامين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات.

وتؤكد عبلة سعدات زوجة احمد سعدات، أن قرار الإبعاد إذا ما بقي مطروحا، فإن موقف زوجها منه مرتبط بموقف الجبهة الشعبية التي ستقرر في النهاية ما إذا سيكون أمينها العام في وطنه أو في الخارج.

وقالت في حديث لـ "معا" إن وجهة نظر زوجها الخاصة البقاء في الوطن وفي أسوأ الظروف القبول بالابعاد إلى غزة، وأضافت "أبو غسان أمين عام لحزب له مكتب سياسي يقدر على تحديد مصلحة ومنفعة الحزب، والمفروض أت يأخذ الحزب الموقف بشأن البقاء في الوطن أو الابعاد وهو ( أحمد سعدات) سيلتزم بالقرار.

وأوضحت سعدات أن زوجها الذي اعتقلته اسرائيل من سجن للسلطة الفلسطينية في اريحا بتاريخ 14 آذار 2006، لم يطرح مع عائلته موضوع الابعاد، بل يطالبهم دائما بان لا يتفاءلوا كثيرا وان لا يراهنوا على الاحتلال حتى لا يخيب املهم.

ورأت أن زوجها الذي اعتقل من بيته ومدينته ووطنه من المفروض أن يعود إليها، "فمقابل أن شاليط سيرجع الى اهله ووطنه من حق أي أسير فلسطيني أن يرجع هو الآخر الى بيته ووطنه".

وتعتمد عائلة سعدات في الحصول على المعلومات المتعلقة بصفقة تبادل الاسرى على وسائل الاعلام، رغم محاولاتها ايجاد مصادر أخرى لمعرفة مصير ابنها، وتقول عبلة سعدات "المفاوضات تجري وسط تكتم شديد بعكس كل المرات حتى أحمد لا يعرف اية معلومات عن ما يجري"، وترى أن هذا أفضل حتى لا يترك الباب مشرعا للشائعات والدعايات المختلفة.

ولم تتمكن زوجة سعدات المحكوم بالسجن 30 عاما من الإتصال به منذ آذار الماضي بعد ان نُقل الى قسم العزل الانفرادي في سجن ريمون، ومنذ ذلك الحين بات الاتصال معه يتم عبر المحامين الذين يقومون بزيارته في السجن.

ولا تخفي عبلة سعدات شعورها المتغير عن السابق تجاه الحديث عن صفقة الاسرى، قائلة: "قبل العيد وهذا الاسبوع شعرت بخطوات جديدة وجدية على الساحة، ولكن اسرائيل تعرقلها".

واعربت عن ثقتها بحماس والفصائل الأخرى الأسرة للجندي، مشيرة إلى أن موقفهم مطمئن بالنسبة للافراج عن القيادات الذين من بينهم احمد سعدات، ولكنها رأت ان اسرائيل ستبقى تضغط حتى تحصل اكبر قدر ممكن من التنازلات.

وعن فحوى رسالتها للفصائل الآسرة لشاليط قالت: رسالتي فخر واعتزاز وثقة كبيرة بالقائمين على التفاوض واتمنى وأطلب منهم أن يثبتوا على مواقفهم ويتمسكوا بالافراج عن اكبر عدد من الاسرى لانها قد تكون الفرصة الأخيرة لهم، وأن يكون في مقدمة هؤلاء ذوو الاحكام العالية والقدامى والنساء والاطفال وأسرى القدس واراضي 48.

أما بخصوص رسالتها إلى اسرائيل فقالت: "مثلما شاليط عزيز وغال على ابناء شعبه واهله فمعتقلونا غالون علينا ومن حقهم الانساني ان يخرجوا لاهاليهم واطفالهم الذين حرموا من كلمة بابا لسنوات طويلة، وان من حقنا العيش داخل وطننا بحرية".

زوجة الأسير نافذ حرز: الصفقة شغلنا الشاغل

"أم احمد" (48 عاما) زوجة الاسير نافذ حرز ( 54 عاما) أقدم أسير من قطاع غزة في سجون الاحتلال قالت إنها تتابع عن كثب الانباء التي ترد على شاشات التلفزيون بخصوص صفقة الاسرى داعية الله ان يكون زوجها ضمن الصفقة.

وحول متابعتها لمجريات الصفقة اوضحت "أم أحمد" أن الصفقة واخبارها اصبحت الشغل الشاغل لها ولاهل بيتها، وقالت لـ"معا": "الصفقة تشغل بالنا هي شغلنا الشاغل البنات والاولاد متولعين والاحفاد يرددون كل يوم سيدي بدو يروح"، مشددة ان الجميع اعصابه مشدودة ويشعر بتوتر ويتابع جيمع نشرات الاخبار.

وتتابع ام احمد حديثها: "اشعر بان هناك حالة من الفوضى التي تعمها الفرحة تسود البيت وهذه الفوضى غير طبيعية ناتجة عن التقلب في الاخبار التي نسمعها حول قرب اتمام الصفقة تارة او فشل الصفقة تارة اخرى".

واضافت: "اصبح الانسان يشعر بانه مريض نفسي ينتظر الامل ولكن دون أن يكون محدد بمدة زمنية وهذا شعور جدا صعب ان تكون على يقين بان هناك فرج ولكن لا تدري متى يحدث".

وتعلق "أم احمد" أملا كبيرا يصل إلى حد الجزم على ما سمعته من المسؤولين في وزارة الاسرى بالحكومة المقالة عندما توجهت اليهم للسؤال عن مصير زوجها، فاكدوا لها أن الاولوية للاسرى القدامى.

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت نافذ حرز الذي ينتمي الى حركة فتح في العام 1985 من داخل بيته امام انظار اطفاله الخمسة لان طفلته السادسة لم تكن قد رأت النور بعد، وهي سهى التي تبلغ الان 21 عاما ولديها 3 أولاد، فيما بلغ عدد احفاده 21 حفيدا لم يتعرف عليهم ولا يستطيع ان يميزهم من بين أبنائه. وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل اسرائيليين.

ورغم أنها على يقين بأن زوجها تشمله صفقة التبادل، الا انها لا تريد ان تفرح قبل الاوان حتى لا تشعر بصدمة في حال لم يخرج، وقالت: "نريد ان تنتهي الصفقة حتى نعرف اين نقف، لا نريد أن نغرم بالامل حتى لا نشعر بصدمة".

وفي معرض ردها حول امكانية ان يكون زوجها ضمن الاسماء التي تتمسك اسرائيل بابعادها، ردت ام احمد "حتى لو كان مبعد.. الابعاد ولا السجن.. اقل ما فيها بشوف الهوا والنور"، مستذكرة ان الرئيس الشهيد ياسر عرفات وزعيم حركة حماس الشهيد احمد ياسين كانا مبعدين وعادا الى ارض الوطن.

زوجة الاسير روحي مشتهى: لا نعبأ بما تبثه وسائل الاعلام

"أم جمال" زوجة الاسير روحي مشتهى من كتائب القسام والمحكوم بالسجن المؤبد اربع مرات و40 سنة، قللت من تفاؤلها بإتمام الصفقة في القريب، مشيرة إلى انها لا تعبأ كثيراً بما تتناقله وسائل الاعلام حول الصفقة رغم أنها تتابع الاخبار من حين لآخر.

وقالت : "نرفض ان تتم الصفقة بدون الاحكام العالية لان املهم الوحيد بالخروج من السجن هو من خلال ادراج اسمائهم في الصفقة"، مؤكدة على ضرورة أن تدفع اسرائيل ثمنا باهظا مقابل الجندي شاليط.

وتتوقع "أم جمال" أن يكون اسم زوجها ضمن الصفقة"، مستبعدة أن يتم ابعاده لان الذين تطالب اسرائيل بابعادهم هم من سكان الضفة في حين انها وزوجها يقطنون القطاع.

الاسير روحي مشتهى ( 50 عاما)، معتقل منذ العام 1988، محكوم بالسجن المؤبد اربع مرات و40 سنة، امضى منها 22 عاما بتهمة تأسيس الجهاز الامني لحركة حماس "مجد".

واعتقل بعد زواجه بستة أشهر، وحول تأثير غيابه عنها وهي لا تزال عروسا، قالت ام جمال: "تأثرت كثيرا بغيابه وافتقدته خصوصا بعد وفاة والديه وهو داخل السجن".