|
"معا" تكشف تفاصيل اعدام الجيش الاسرائيلي لنشطاء فتح بنابلس
نشر بتاريخ: 26/12/2009 ( آخر تحديث: 27/12/2009 الساعة: 01:28 )
نابلس- خاص معا- الساعة الثالثة من فجر اليوم السبت...عشرات من افراد القوات الخاصة الاسرائيلية يحاصرون ثلاثة منازل بنابلس، اثنان في البلدة القديمة "حوش النصر- مدخل البلدة القديمة" وعمارة سكنية في شارع كشيكية في منطقة راس العين بنابلس اضافة الى عدد من "الجواسيس" المقنعين كما وصفهم المواطنون لمراسل "معا" الذي زار المناطق هناك بعد الجريمة.
المناظير الليلة والبنادق الحديثة المزودة بالليزر...الدهان الاسود الذي يغطي الوجوه يضيف مزيدا من الرعب على المواطنين الذين هاجمهم الاحتلال وكلابه البوليسية وهم نائمون في بيوتهم في جو من البرد القارس. لم يكن من السهل على الاطلاق ان تطلب مقابلة شخص فقد خلال دقائق معدودات أعز ما يملك.. ان كان فقد زوجا او ابا او ابنا... ولكن تحتاج احيانا الى الحقيقة فتحاول ان تغض البصر عن مئات الاشخاص الذين يراقبونك وانت تتحدث الى الشخص الذي يملك تلك الحقيقة. روايات اعدام الشهداء الثلاثة كما كشفها مراسلنا من خلال زيارته لذويهم في المنازل التي تمت فيها العمليات. الرواية الاولى: تهاني جعارة 32 عاما فقدت زوجها رائد عبد الجبار السركجي 38 عاما وهذه المرة الى الابد.. بعد ان فقدته المرة الاولى لسبع سنوات متتالية قضاها في سجون الاحتلال افرج عنه قبل عدة اشهر، بتهمة الانتماء الى كتائب شهداء الاقصى الجناح المسلح لفتح. تهاني قالت لمراسل "معا" في نابلس محمود برهم... كنا نائمين انا ورائد في غرفتنا التي لا تتجاوز 6 متر مربع عندما بدأ جنود الاحتلال بالصراخ اخرج اخرج.. وتضيف تهاني اعتقدت في البداية ان هذا حلما ولكن سرعان ما ايقنت الحقيقة بأن جنود الاحتلال واصوات الكلاب امام الباب... وثم في الداخل. وتؤكد جعارة بأن رائد قال للجنود.. سوف اخرج ووقف وما هي الا لحظات أو جزء من اللحظات حتى بدأ اطلاق النار على رائد من خلف الباب ومن النافذة الوحيدة المتواجدة بالغرفة.. فسقط بين يدي ودمائه تسيل منه.. لم اكن اعرف ماذا اقول.. قلت له قل اشهد ان لا اله الا الله، فلفظ الشهادتين قبل استشهاده.. وبدأت الصراخ قتلتوه قتلتوه .. فدخل الجنود وحطموا الباب وكان رائد قد فارق الحياة ثم بدأوا باطلاق النار عليه في كافة انحاء جسده ليتأكدوا بأنهم قتلوه. واضافت تهاني انه ومنذ ثلاثة اشهر فتح زوجي محلا لبيع المواد المستعملة في البلدة القديمة ولنا ولد وبنت وانا حامل في شهري السابع. الرواية الثانية: الفتى ضياء ابو شرخ 16 عاما هو شقيق الشهيد الثاني غسان ابو شرخ 39 عاما الذي اغتالته قوات الاحتلال الاسرائيلي، رأى بأُم عينيه رصاصات الجنود وهب تخترق قلب اخيه، قال لمراسل معا.. كل شيء جرى بسرعة بسرعة... ما ان فتحنا الباب ورأينا جنود الاحتلال الاسرائيلي يحاصرون منزلنا في البلدة القديمة.. حتى اشار ملثمان اثنان وصفهما "بالجواسيس" تجاه شقيقي غسان وهو ينزل على الدرج. حتى فتح جنود الاحتلال النار عليه على كافة انحاء جسده... لم استوعب ما جرى على الاطلاق... ولكن جاء ضابط مخابرات اسرائيلي وطلب مني أن احضر هوية اخي غسان بعد ان قال لي هل هذا هو غسان.. فقلت له نعم غسان، قال "كويس والان اطلب من الجميع ان ينزلوا من البيت". واضاف الفتى: اطلق جنود الاحتلال النار تجاه اخي الثاني ياسر ابو شرخ الذي حاول الهرب عن طريق سطح المنزل من الرعب الذي شاهده ولكنه لم يصب بأذى. ويقول الفتى.. كنت الى جانب غسان عندما اطلقوا النار عليه وكان بامكانهم ان يعتقلوه.. ولكن شقيقي غسان رحل شهيدا الى جانب شقيقي نايف ابو شرخ الذي كان قائدا لكتائب شهداء الاقصى. الشهيد غسان كان يعمل كهربائي سيارات في محله الصغير في شارع عمان غرب نابلس وترك ثلاثة أولاد وبنت ايتام. الرواية الثالثة: فريد صبح 45 عاما وهو الشقيق الاكبر للشهيد الثالث عنان صبح 33 عاما وهو ضابط في جهاز الامن الوقائي الفلسطيني بنابلس وحصل على اعفائين من قوات الاحتلال واخرهما كان اعفاء شبه كامل حيث يسمح له بالمبيت في البيت والتنقل بحرية داخل حدود مدينة نابلس.. يقول فريد لـ"معا".. الساعة الثالثه فجرا كان العشرات من جنود الاحتلال الاسرائيلي يحاصرون عمارتنا المكونة من اربعة طوابق في شارع كشيكه بنابلس.. وقاموا بتفجير مدخل البناية بالمتفجرات وبدأوا باطلاق القنابل من كافة الاتجاهات وكان عنان بالمنزل ولكنه كان يحاول الا يجعل احد يتآذى فطلب من جميع من بالمنزل الخروج منه. ويضيف فريد خرجنا الى بيت العامودي المجاور ودخل الجيش بعد ان احضر عددا من الكلاب البوليسية وبدأ بالقاء القنابل حيث احرق جزءا كبيرا من المنزل خاصة جزءا من الاسفنج والكراسي البلاستكية التي كانت في مخازن البناية. ويضيف فريد.. لم يكن اخي مسلحا على الاطلاق.. واستمر الجيش باقتحام المنزل ولم نعرف ماذا جرى لاكثر من ثلاث ساعات الا عندما خرج الجيش الاسرائيلي من البناية.. وجدنا عنان جثة هامدة... اخترق الرصاص كافة انحاء جسده وعظامه.. نعم كان بالامكان اعتقاله وليس تصفيته.. يقول فريد بحسرة واضحة على وجه... ولكن رحل عنان صبح بعدما امن بالسلام والاعفاء الذي منحه اياه جنود الاحتلال وترك خلفه خمس بنات وولدين سيعيشون ايتاما والى الابد. |