وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

البرغوثي: جرائم الحرب الاسرائيلية ضد غزة مستمرة

نشر بتاريخ: 27/12/2009 ( آخر تحديث: 27/12/2009 الساعة: 16:58 )
رام الله- معا- اكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية اليوم الاحد، ان الذكرى الاولى للعدوان على غزة تحل واسرائيل ما تزال ممعنة في عدوانها وجرائمها بحق شعبنا واخر ذلك اعدام ثلاثة مواطنين في نابلس وثلاثة عمال في غزة.

واضاف البرغوثي في مؤتمر صحفي عقده في مركز وطن الاعلامي في رام الله، ان جرائم اسرائيل ترتقي الى مستوى جرائم الحرب التي لم تفرق بين فلسطيني واخر وتستهدف الجميع.

وقال البرغوثي ان من اغتالوا شهداء نابلس وبيت حانون هم انفسهم من اغتالوا الرئيس الراحل ياسر عرفات والشيخ احمد ياسين وابو علي مصطفى.

واعتبر البرغوثي انه بعد ما جرى امس في نابلس ثبت انه لا وجود للامن ولا الامان في ظل وجود الاحتلال وان اسرائيل لم تعد تفرق بين مناطق "أ" و "ب" و "ج" وكل هذه التقسيمات لا معنى لها وان جيش الاحتلال اقتحم خلال الايام الماضية رام الله ونابلس وطولكرم وجنين وبيت لحم ووصلت قواته حتى الى كنيسة المهد في الليلة التي سبقت ليلة عيد الميلاد.

وقال النائب البرغوثي ان كل ما سلف يستدعي مراجعة شاملة للموقف الفلسطيني ومراجعة مبدا التنسيق الامني وهذا مطلب كل الشعب الفلسطيني المهدد في منزله وعمله وفي الشارع.

وأضاف البرغوثي "ان المقاومة الشعبية وارادة الشعب قادرة على صد الاحتلال والمستوطنين وهذا ما جرت ترجمته في كفل حارس التي كان المستوطنون يدخلونها متى شاؤوا الا انهم فشلوا ومعهم الجيش هذه المرة عندما اعتصمنا مع المواطنين ونشطاء المقاومة الشعبية مع اهل القرية في ساحتها من الساعة الثالثة عصرا حتى الحادية عشرة ليلا الامر الذي اضطر الجيش والمستوطنين الى الانسحاب".

واكد البرغوثي "اننا نستذكر في هذا اليوم سبع جرائم حرب ارتكبتها اسرائيل في قطاع غزة ووثقتها لجان التحقيق الدولية بما فيها تقرير غولدستون وهي الاعتداء على المدنيين وقتلهم والاستخدام المفرط للقوة والاسلحة المحرمة دوليا ومنع وصول الطواقم الطبية للمواطنين والجرحى، والاعتداء على الفرق والمراكز والمؤسسات الطبية وقتل الاطباء وتدمير البيئة والبنية التحتية وفرض حصار متواصل على القطاع، وأن كل واحدة من تلك الانتهاكات تشكل جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي".

فشل اهداف العدوان على غزة

وشدد البرغوثي على ان اسرائيل وعدوانها على غزة لم تفلح في كسر ارادة الشعب، وان الحرب العدوانية لم تحقق اهدافها بسبب صمود وثبات الشعب الفلسطيني.

وقال البرغوثي ان اسرائيل لم تتمكن هذه المرة من اخفاء معالم جرائمها في غزة نتيجة للجهد الفلسطيني المشترك اعلاميا ومن مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات حقوق الانسان، وان اسرائيل فشلت هذه المرة في فرض تعتيم اعلامي كما جرى في السابق عندما ارتكبت مجازر صبرا وشاتيلا وجنين ودير ياسين.

واضاف البرغوثي ان نتاج ذلك الجهد توج بتقرير غولدستون والبعثة الطبية المكونة من ست دول التي فحصت وتحققت من جرائم الحرب الاسرائيلية.

وقال البرغوثي ان هناك جريمة لم تتوقف وهي مواصلة الحصار لقطاع غزة والذي يصمت عليه المجتمع الدولي منذ 45 شهرا وهو جريمة حرب لانه يفني حياة الناس تدريجيا من خلال نقص الادوية والمواد الغذائية ومواد البناء وانعدام المياه الصالحة للشرب.

واضاف البرغوثي ان 25 الف بيت جرى تدميرها في القطاع، بالاضافة الى 352 مصنعا، وان بيتا واحدا لم يتم اعادة ترميمه بسبب منع اسرائيل ادخال مواد البناء للقطاع مما ابقى اصحاب تلك المنازل في العراء في ظل برد وشتاء قارص.

واشار البرغوثي الى مؤتمر شرم الشيخ الذي عقدته الدول المانحة في آذار الماضي لاعادة اعمار غزة دون ان تطالب اسرائيل بدفع تعويضات عن هذا الدمار ،وان كل تلك الاموال لم يدخل منها شيئا لسبب ان تلك الدول لم تنجح في اجبار اسرائيل على كسر حصارها وادخال مواد البناء الى القطاع.
تدمير بيئي ممنهج
واوضح البرغوثي ان التدمير البيئي المنهجي يشمل المياه والمياه العادمة والمجاري، بسبب الحصار وقيام اسرائيل ببناء سدود تحت الارض لمنع وصول المياه من جبال الخليل الى الاحواض المائية في غزة، مما جعل مياه غزة غير كافية للمواطنين الى جانب تلوثها بالملوحة ومياه المجاري وارتفاع نسبة النيترات في مياه الشرب الى جانب تلوثها بالفلور، الامر الذي ترك قطاع غزة بدون مياه صالحة للشرب حسب معايير منظمة الصحة العالمية.

واستشهد البرغوثي على ذلك باقوال الاب مانويل مسلم الذي كان راعي الطائفة اللاتينية في غزة والذي عاش فترة الحرب على غزة والذي قال "انه لاول مرة في حياته يشعر بالعطش الشديد وان اياما عدة مرت عليه دون ان يجد نقطة ماء للشرب".

وقال البرغوثي ان هذا يؤثر على المواطنين ويؤدي الى الاصابة بامراض الكلى والكبد.

واكد البرغوثي ان المجتمع الدولي غدر بغزة واهلها عندما سمح لاسرائيل بارتكاب جرائم الحرب وسكت عليها وعندما وعد بمساعدات ولم تصل وها هو اليوم يغدر بهم عندما لا يمارس ضغوطا على اسرائيل لكسر حصارها.

وطالب البرغوثي بتقديم المسؤولين الإسرائيليين إلى المحاكم الدولية على ما اقترفوه من جرائم حرب خلال العدوان على غزة.

وقال ان إسرائيل قتلت 1420 مواطنا بينهم 410 اطفال و111 امراة، وجرحت 5300 شخص بينهم 1900 طفل، وان نسبة التشوهات الخلقية للمواليد الجدد في قطاع غزة زادت في عام 2009 عن العام الذي سبقه بنسبة 80%،خاصة في شمال غزة بسبب القصف بالفسفور والمواد الكيماوية التي تسبب التشوهات والاصابة بالسرطان.

واضاف البرغوثي ان قوات الاحتلال استخدمت أسلحة محرمة دولية مثل الفسفور الأبيض المدعم بمادة التنجستون وقنابل الدمدم وقنابل تطلق شظايا لقطع الأطراف مما أدى إلى بتر أطراف المئات من المواطنين غالبيتهم من الأطفال واستهداف المدارس والمؤسسات العامة والمنازل الآهلة بالسكان.


اوضاع غير انسانية
واكد البرغوثي ان 90% من سكان غزة يعانون من انقطاع الكهرباء ما بين 4 إلى 8 ساعات يوميا.

وقال البرغوثي ان اسرائيل لا تسمح سوى بإدخال 40 نوعا من الأدوية للقطاع بينما كان يدخل 4000 صنف قبل الحصار وان 50 صنفاً من الدواء و40 صنفاً من المستهلكات الطبية مفقودة، إلى جانب نقص غاز "النيتروجين" اللازم للعمليات الجراحية.

واشار البرغوثي الى ارتفاع حالات فقر الدم (الأنيميا) لدى 30% من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 36 شهرا ولدى 50% من النساء الحوامل، وان نسبة الفقر وصلت الى 80 في المئة خاصة مع تشديد وإحكام الحصار الشامل على القطاع.

واكد البرغوثي ان العدوان الإسرائيلي دمر 17% من الأراضي الزراعية وترك 30% أخرى غير صالحة للاستخدام ،وان خسائر القطاع الصناعي جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تصل إلى مئات ملايين الدولارات.

وأوضح البرغوثي ان 16 مؤسسة دولية اكدت ان الضغوط الدولية خاصة الاميركية تسير في اتجاه تشديد الحصار على غزة وليس ازالته، وان غزة بحاجة الى الاف الشاحنات المحملة بالمواد الا ان ما دخل اليها طوال سنة كاملة سوى احدى واربعين شاحنة تحمل مواد بنية تحتية.

نماذج من جرائم الاحتلال بحق اطفال غزة

واستعرض البرغوثي بعض الحالات التي تعالجها الاغاثة الطبية كالطفل حسن حويلي "13" سنة من مخيم جباليا الذي يعاني من اعاقة دائمة بسبب القصف الجوي الذي استهدف مدرسة الفاخورة والتي استشهد فيها 45 مواطنا.

وقال البرغوثي ان هذا الطفل عولج في مصر وعاد وهو الان بحاجة الى رعاية مستمرة .

واشار البرغوثي الى الفتاة خلود التيتي "18" عاما التي بتر ساقها اليسرى نتيجة القصف المدفعي لمنزل اسرتها وهي تعاني من اعاقة دائمة، اضافة الى الطفل عبد الرحمن المطوق "13" عاما من جباليا الذي اصيب بشظايا صاروخ من قبل طائرة بدون طيار مما ادى اصابته بشلل نصفي.

وعدد البرغوثي اسماء عشرات الاطفال الذين باتوا معاقين بسبب القصف الهمجي الاسرائيلي ومن بينهم الطفل معاذ ابو ربيع من بيت لاهيا والذي بتر ساقه ويعاني من شلل نصفي حيث ارسلته الاغاثة الطبية الى سلوفينيا للعلاج،اضافة الى عائلة بعلوشه التي فقدت خمس بنات لها.

واكد البرغوثي ان اكبر خطيئة دولية اليوم هي التعايش مع التلاعب الاسرائيلي الذي تمارس من خلاله تل ابيب قوانين حرب وقوانين احتلال في آن معا،وان الاسرائيليين يدعون انهم في حالة حرب مع كيان في غزة تسمح لهم بفرض الحصار ،مؤكدا ان اسرائيل لا تحاصر فقط غزة بل تحتلها.

وقال ان استخدام قوانين الحرب في بلد تحت الاحتلال وشن حرب عليه هو أمر غير مسبوق في تاريخ البشرية.
اصدار كتاب كيرنكا فلسطين.

وقال البرغوثي أن الراصد الفلسطيني أصدر مؤخرا كتاب "كيرنكا فلسطين" بمناسبة الذكرى الاولى للعدوان على غزة، يوثق الأحداث التي سبقت ورافقت وأعقبت العدوان.

وأشار البرغوثي الى ان ما جرى في غزة كان أفظع واكثر وحشية مما جرى في كرنيكا في اسبانيا على ايدي الفاشيين بقيادة فرانكو من مجزرة بحق المدنيين من اجل ترويعهم وكسر مقاومتهم.

واضاف ان اسرائيل لن تفلت من العقاب هذه المرة وان تهريب تسيفي ليفني من بريطانيا بسبب ملاحقتها من القضاء على ما ارتكب من جرائم في غزة عندما كانت وزيرة للخارجية هو تاكيد على ذلك.

واكد البرغوثي "ان ما يجري في غزة ليس ضد حماس كما تدعي اسرائيل بل ضد كل شعبنا الذي يمارس ضده عقاب جماعي، وانه لا سبيل امامنا الا تغيير موازين القوى وان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة ،وان علينا تغيير مسارنا بدءا من استعادة الوحدة الوطنية وتفعيل المقاومة الشعبية واستعادة روح وثقافة المقاومة ومقاطعة البضائع الاسرائيلية التي يصل حجم استهلاكها الى ثلاثة مليارات دولار والتي اذا خفضت نسبة استهلاكها 5%".

وتابع "فإننا سنخلق 100 ألف فرصة عمل لشبابنا الخريجين من الجامعات، وتعزيز المقاومة الشعبية وفرض المقاطعة الدولية والعقوبات على اسرائيل مثلما جرى في بريطانيا من قبل لجنة التضامن التي عملنا معها طوال ثلاث سنوات حتى وصلنا الى لحظة اعلنت فيها 52 نقابة بريطانية تضم سبعة ملايين عامل مقاطعتها لاسرائيل وكذلك مقاطعة اتحاد الاكاديميين البريطانيين الجامعات الاسرائيلية، وان المطلوب الان توسيع هذه الحملة، وان يتم اعادة توزيع الموارد لدعم الصمود خاصة لاهلنا في غزة".

ودعا البرغوثي الى التضامن والتكافل مع اهلنا في غزة ودعم الانشطة مثل قافلة شريان الحياة والى قرار عربي ودولي جماعي بكسرالحصار عنهم.