|
جامعة القدس المفتوحة تنظم مؤتمرا يدعو لاقامة متحف وطني للتراث
نشر بتاريخ: 28/12/2009 ( آخر تحديث: 28/12/2009 الساعة: 20:11 )
القدس- معا- نظمت جامعة القدس المفتوحة، اليوم الاثنين مؤتمرا يدعو الي إقامة متحف وطني للتراث الشعبي الفلسطيني المقدسي، تحت رعاية الرئيس محمود عباس، بعنوان "التراث الشعبي الفلسطيني في القدس الشريف.. هوية وانتماء ".
ودعا المشاركون في المؤتمر إحدى الوزارات ذات الشأن كوزارة الثقافة أو وزارة السياحة والآثار الى تبني مشروع المتحف ودعمه وتطويره باستخدام الوسائل التقنية المعاصرة. وأوصى المؤتمر بمضاعفة الاهتمام بالتراث الشعبي الفلسطيني في القدس بأنماطه المختلفة نظريا وعلميا وذلك بإعداد كوادر متخصصين وتأهيلها وتدريبها للعناية به وإبراز معالمه. وطالب المشاركون بتشجيع الدراسات الخاصة بالتراث الشعبي المقدسي لإبراز أهميته وخصائصه ودوره في ترسيخ الهوية الوطنية الفلسطينية لأبناء القدس خاصة ولأبناء شعبنا الفلسطيني عامة. وأكد المؤتمر على ضرورة تنسيق الجهود الفردية والمؤسسية الشعبية والرسمية والمؤسسات الأكاديمية المعنية بالتراث الشعبي في القدس الشريف من خلال لجنة إشرافية عليا تزاول عملها وفق خطة استراتيجية محددة. وأشار المشاركون إلى أهمية استثمار التقدم التقني الهائل في الكمبيوتر وفي التسجيل والتصوير لحفظ مواد التراث الشعبي الفلسطيني المقدسي سواء القولية منها أو الجسدية (كالدبكات والألعاب) أو الأدوات وسواها، بالإضافة إلى أهمية اصدار دور متخصصة في التراث الشعبي الفلسطيني عامة والقدس خاصة تنشر بها أبحاث تراثية باللغتين العربية والإنجليزية. ودعا المؤتمر أبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجدهم ولا سيما في القدس الشريف إلى الاهتمام برموز التراث الشعبي على اختلاف أنماطه والمحافظة عليها من التشويه والاندثار. وأكد د. محمد اشتية وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس، أن السلطة الفلسطينية تقف اليوم على مفترق طرق على أكثر من صعيد بعد 18 عاما على عقد مؤتمر مدريد وأكثر من 16 عاما على توقيع اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل. وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية تتبنى اليوم موقف الرئيس بعدم القبول باستمرار المفاوضات في ظل مضي إسرائيل في تهويد القدس وعدم الكف عن سياسة الاستيطان، مؤكدا أن السلطة لن تستـأنف المفاوضات بأي حال في ظل استمرار الاستيطان وتهويد القدس. واستنكر د. اشتية الجريمة الإسرائيلية بقتل3 منن أبناء الشعب الفلسطيني بنابلس ومثلهم في قطاع غزة، مؤكدا أن ذلك يدل على أن إسرائيل لا تريد للمسار السياسي أن يأتي أكله بل تسعى إلى جرنا إلى عنف وعنف مضاد. وقال إن ما تمارسه إسرائيل اليوم في القدس لا يعدو كونه حربا دولية قائلا إن إسرائيل تضرب عرض الحائط كل المواثيق والقرارات الدولية بخصوص القدس وآخرها المشروع السويدي في الاتحاد الأوروبي بإعلان القدس عاصمتين لدولتين. وبين أن إسرائيل ماضية في مشروعها الرامي لإحلال السكان الفلسطينيين باليهود وصولا إلى عام 2020، بحيث تكون في القدس أقلية عربية لا تتجاوز نسبتها20%، مشيرا إلى أن إسرائيل قد تنجح من خلال الحرب التهويدية الممارسة حاليا في الوصول إلى أقلية عربية لا تتجاوز نسبتها 15% في عام 2020. من جهته شدد الدكتور يونس عمرو رئيس جامعة القدس المفتوحة على أن القدس تعتبر بوابة الأرض إلى السماء، مشيرا إلى أن حادثة صعود عيسى عليه السلام إلى السماء منها أو حادثة الاسراء والمعراج تؤكد على مكانة هذه المدينة المقدسة في الديانتين الإسلامية والمسيحية. وعرج على تاريخ المدينة بتذكيره أن أول ما عمرها هم آباؤها الكنعانيون، مشيرا إلى أن ادعاءات الإسرائيليين حول أحقيتهم بالمدينة لا أساس لها من الصحة بشيء وإنما يتمسكون بأساطير وخرافات ثبت بطلانها علميا، مبينا أن تاريخ اليهود في المدينة المقدسة لا يعدو كونه تاريخ محتل استولى على أرض الغير، بينما علاقة المسلمين والمسيحيين بها عقائدية. وقال بأن الزمان الصعب فقط والقوة هما من مكنا هؤلاء الغزاة من الاستيلاء على القدس، داعيا الأمتين العربية والإسلامية إلى وضع القدس في مقلات الأعين وأفئدة القلوب لأن الأمة بأسرها في عزة إن عزت القدس وهي في هوان إن هانت لا سمح الله. ودعا إلى الحفاظ على التراث الحضاري والإنساني في القدس لأنه في صلب الهوية الوطنية، مؤكدا جهود الجامعة في تنظيم فعاليات لها علاقة بالقدس الشريف لا سيما في عام الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية. واستعرض حسن السلوادي عميد البحث العلمي والدراسات العليا في الجامعة رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجهود التي قامت بها اللجنة التحضيرية ليرى المؤتمر النور، مؤكدا على توجيهات الدكتور يونس عمرو رئيس الجامعة والتي كان لها الأثر الأكبر في إثراء المؤتمر وفعالياته. وأشار إلى أن المؤتمر يعقد في ظل حرب تهويدية غير مسبوقة على المدينة المقدسة وتراثها ومقدساتها، محذرا من اندلاع حرب دينية في القدس لا تنتهي إلى بزوال الاحتلال الغاصب. ودعا الأهل الصامدين على الجمر في القدس إلى الاستمرار في صمودهم للحفاظ على عروبة وإسلامية القدس، مطالبا الدول العربية والإسلامية القيام بواجبها تجاه المدينة المقدسة. ودعا ا.د. السلوادي رئاسة الجامعة إلى تبني فكرة إنشاء مركز متخصص في الجامعة يعنى بحفظ التراث يتعدى حدوده المحلية وصولا إلى الإقليمية والدولية. وسجل كامل الحسيني ممثل مجموعة الاتصالات الفلسطينية "بالتل غروب" اعتزاز المجموعة بدعم مشاريع ونشاطات تنظمها جامعة القدس المفتوحة التي قال بأنها تتناول قضايا مصيرية مثل الوجود العربي في القدس. وأشار الحسيني إلى أن الهوية العربية في القدس مهددة كونها محاصرة وتتعرض لسياسة تهويد مبرمحة، لافتا إلى أن أكثر ما يدعو للقلق هو حالة التصحر الثقافي والإنساني في القدس بفصل المدينة عن امتدادها العربي والفلسطيني، داعيا إلى اقتحام القدس ثقافيا عن طريق تقديم الدعم لمؤسساتها، مستعرضا في هذا السياق تجربة مجموعة الاتصالات التي أخذت على عاتقها دعم الكثير من المؤسسات والفعاليات الثقافية في القدس. وأقيمت جلستان خلال المؤتمر الأولى جاءت تحت عنوان "جذور التراث الفلسطيني في القدس وتجلياته"، وتضمنت الجلسة التي ترأسها شريف كناعنة عرضا لعدة أبحاث هي: "الأزياء الشعبية في القدس الشريف" للدكتور نمر سرحان، "أغاني العرس الفلسطيني في التراث الشعبي المقدسي" للدكتور زهير ابراهم وأسامة مرعمي، "العادات والتقاليد في الأفراح والأعراس المقدسية" ناهض محمود محسن، "المصنوعات الشعبية التراثية من تربة وطينة الريف المقدسي" للدكتور ادريس جرادات، "المثل في التراث الشعبي المقدسي" محمد عليان، "الحفاظ على التراث الشعبي المقدسي" نبيل علقم. أما الجلسة الثانية فجاءت تحت عنوان "التراث الشعبي الفلسطيني في القدس(قيم وأصالة وانتماء) وترأسها د. حسن نعيرات وتخللها عرض عدة بحوث هي: "موسم النبي موسى بين الاحتفال والإبطال" عبد العزيز أبو هدبا، "القدس في الشعر الشعبي الفلسطيني بين الحضور والغياب" الدكتور يحيى جبر عبير أحمد، "رأس أبوعمار، قضاء القدس قرية مدمرة لها تراث وتاريخ" للشيخ عباس نمر، "الأعياد والمناسبات والعلاقات العامة في القدس" خلال العصر العثماني للدكتور ابراهيم ربايعة، "البعد الديني الإسلامي في التراث الشعبي المقدسي" للدكتور حسين الدراويش، "القيم الإنسانية في التراث الشعبي الفلسطيني في القدس الشريف" باسمة صواف. وطالبوا بدعم المؤسسات المقدسية العاملة في خدمة التراث الشعبي الفلسطيني في مدينة القدس ماديا ومعنويا كي تتمكن من أداء رسالتها وتطوير قدراتها وامكانتاتها لحماية التراث المهدد بالسلب والضياع في مدينتنا المقدسة. وأشاروا إلى ضرورة التعاون مع منظمة اليونسكو بتعريفها بالتراث الشعبي الفلسطيني في القدس الشريف، وطلب مساعدتها لحماية هذا التراث مما يتعرض له من سلطات الاحتلال من محاولات الطمس والتزوير والتشويه والابادة. ودعا المشاركون الكتاب والشعراء والفنانين والفرق الفنية والتراثية داخل القدس وخارجها إلى استلهام التراث الشعبي المقدسي وتوظيفه في كافة الأعمال المبدعة، مطالبين المؤسسات المختلفة من جامعات ومدارس وجمعيات ونوادٍ وسواها القيام بنشاطات مختلفة من محاضرات وندوات ومؤتمرات تبعث الاهتمام بالتراث الشعبي الفلسطيني في القدس خاصة وتضعه في سلم أولوياتها حتى يتلاءم الاهتمام بالتراث الشعبي مع أهميته في التعبير عن الشعب الفلسطيني وهويته. |