وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المطران حنا يقوم بزيارة تضامنية للأسر الفلسطينية المنكوبة في القدس

نشر بتاريخ: 28/12/2009 ( آخر تحديث: 28/12/2009 الساعة: 20:08 )
القدس- معا- زار المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم الاثنين، الاسر الفلسطينية المنكوبة في حي الشيخ جراح بالقدس والتي طًردت من منازلها وهي تفترش الأرض وتلتحف السماء وقد صنعت لها خيمة تأويها من البرد القارس وخاصة في الليل.

وقال المطران عطاالله حنا "إن عيد الميلاد الذي سنحتفل به بعد أيام وفق التقويم المتبع في كنيستنا هو عيد يحثنا على أحترام الانسان ومحبته والوقوف الى جانبه، ولذلك فأننا أتينا اليوم لا لنتضامن معكم فحسب وأنما لنقول لكم بأننا معكم في الألم والشدة والحزن الذي تمرون به وأنتم تعاملون بهذه القسوة وينتهك حقكم الأنساني في العيش بكرامة وحرية في منازلكم التي هي لكم وليست لسواكم وأنتم تقطنون فيها منذ عشرات السنين الى أن طردتم بهذه الطريقة الغير أنسانية والغير حضارية".

واضاف المطران "أن رسالة الميلاد تحثنا على أن نتضامن معكم فميلاد المسيح هو ميلاد لقيم أنسانية أخلاقية فقدها الانسان بعجرفته وغروره، ونحن نعتقد بأن العيد الحقيقي لا يمكنه أن يكون إلا بزيارة الأسر المنكوبة المعذبة والمظلومة.

وأوضح المطران "أتيناكم لكي نبث في نفوسكم الأمل والرجاء رغما عن كل الأوضاع المأساوية التي يمر بها شعبنا. ونحن معكم بصلواتنا وأدعيتنا والله نسأل في هذه الأيام المباركة بأن يغمركم بالرجاء وإلا تفقدوا الأمل لأن قضيتنا هي قضية حق وقضية الحق هي المنتصرة في النهاية".

واضاف المطران "المجوس الذين أتوا من بلاد بعيدة ليقدموا الهدايا للطفل المولود، فأي هدية نقدمها لطفل بيت لحم اليوم، فهديتنا في العيد هي المحبة والتضامن والوقوف الى جانب شعبنا المنكوب في القدس وغزة وكل مكان، فالمسيح في عيده لا يريد منا ذهبا أو لبانا أو مرا أنما يريدنا أن نقف بالفعل الى جانب أخوة لنا يعانون من الظلم والأجحاف في الحقوق، أتينا لكي نكفكف دموعكم وأن يكون وجودنا الى جانبكم بلسما وعزاء في هذا المصاب الذي ألم بكم".

وتابع "فلا يوجد ما هو أبشع من أن يقتلع الأنسان من أرضه وبيته ويشرد في الشارع. ولا توجد هنالك خطيئة أكبر من أن يضطهد الأنسان لأنه ينتمي الى دين معين أو قومية معينة، نحن في عصر اصبح فيه القوي هو الذي يفرض سطوته وأرادته وأصبح مالك المال والسلاح هو الذي يتصرف كمالك للكون ، فيقتل وينتهك الأعراض ويقتلع الناس من منازلها بدون أي رادع".

واعتبر "ما أبشع هذا العصر الذي نعيش فيه الذي يعتبر فيه القاتل ضحية والضحية قاتل ومجرم ، أنه عصر قُلبت فيه الموازين رأسا على عقب فاصبح فاقد الحق مالكه ومالك الحق الشرعي فاقده، ولكن رسالتنا في الميلاد وفي كل يوم من أيام حياتنا بأننا لن نفقد الأمل فأيماننا بالله كبير وهو قادر على كل شيء وهو نصير للمظلومين والمعذبين والمهمشين".

وأوضح "نتضامن معكم من كل قلوبنا ونعبر عن شجبنا وأستنكارنا لما حصل معكم من أنتهاكات خطيرة لحقوق الأنسان وثقوا بأن الحق لا بد إلا أن يعود الى أصحابه".

وشكرت الأسر المنكوبة في الشيخ جراح المطران على زيارته وكلماته التي تبعث الأمل في النفوس مثمنين دور الكنيسة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.