وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

التميمي يحذر من إقدام الجماعات اليهودية على اقتحام مقبرة باب الرحمة

نشر بتاريخ: 29/12/2009 ( آخر تحديث: 29/12/2009 الساعة: 11:22 )
القدس- معا- أدان الدكتور الشيخ تيسير رجب التميمي قاضي قضاة فلسطين إقدام اليهود المتدينين المتطرفين على تدنيس مقبرة باب الرحمة وإقامة الشعائر التلمودية فيها بمرافقة وحراسة من شرطة ومخابرات الاحتلال الإسرائيلي، محذرا من أنها خطوة تمهيدية للاستيلاء عليها، وتأتي ضمن سلسلة إجراءات ممنهجة تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد البلدة القديمة من القدس بهدف تفريغها من أهلها وتهويدها.

وبين ان ذلك يمثل انتهاكاً واضحاً وصريحاً لكافة الشرائع الإلهية والقوانين والمواثيق الدولية المجمع عليها في العالم والتي تنص على عدم انتهاك حرمة الأماكن المقدسة، قائلا:"ان سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تكتف بممارسة جرائمها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان الفلسطيني وحرمة الأحياء بل طال انتهاكها حتى الأموات والأحجار".

وأكد قاضي القضاة إن مقبرة باب الرحمة هي مقبرة إسلامية منذ 1400 عام، وتقع في الجهة الشرقية الجنوبية من المسجد الأقصى، وقد دُفن فيها الصحابي عبادة ابن الصامت والصحابي شداد ابن أوس إضافة إلى عدد من الشهداء والعلماء ورفات بعض الشهداء الأتراك والعراقيين.

وأوضح أن هذا ليس بالأمر الغريب على الاحتلال الإسرائيلي مستذكرا الاعتداء على مقبرة الرملة وتجريفها وتحويلها إلى شارع ومكب للنفايات ومقبرة الجماسين في يافا وإقامة حي سكني لليهود المتطرفين يدعى "شيكون بايلي"، ومقبرة الشيخ مؤنس التي أقيم عليها قسم من أبنية جامعة تل أبيب، ومقبرة مأمن الله كبرى المقابر الإسلامية في القدس ومقبرة الشيخ مراد في يافا التي حولها الاحتلال إلى وكراً للفاحشة والمخدرات ومقبرة البرِوة المهجرة في 1948 والتي حولها الاحتلال إلى حظائر للأبقار وغيرها الكثير.

وأشار الشيخ التميمي أن الإنسان مخلوق مكرم ومحترم حيا وميتا، وما يتأذى منه الحي يتأذى منه الميت، وكسر عظام الموتى في الحرمة والإثم ككسر عظام الأحياء موجب للعقوبة، وأن مجرد الجلوس والمرور على القبور يعد انتهاكا لحرمة الموتى، لافتاً إلى أن الاعتداء على المقابر الإسلامية بنبشها أو العبث بها أو انتهاك حرمتها أو نقل الموتى منها أو استعمالها بخلاف ما خصصت له وهو دفن الموتى، عمل محرم.

وحمل رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي ترتكبها بحق المقدسات والمقابر الإسلامية، محذرا من المساس بحرمة المقابر الإسلامية، وطالب منظمة المؤتمر الإسلامي والمجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته بالتدخل والضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لردعها ووقف عدوانها وانتهاكاتها الدائمة لحرمة المقدسات من جبروت الاحتلال وإجراءاته التعسفية التي طالت حتى الأموات.

يذكر أن الدكتور التميمي كان قد أصدر فتوى بتحريم نبش مقبرة مأمن الله في القدس والاعتداء على المقابر الإسلامية في القدس وفلسطين المحتلة عام 1948م وعليه فان ما يقوم به المستوطنين تحت حماية الاحتلال هو انتهاك خطير وصارخ ويؤدي إلى تأجيج الوضع وعدم استقرار المنطقة.