وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الهباش: لا بد من وقفة جادة وموحدة لمواجهة الارهاب الاسرائيلي

نشر بتاريخ: 29/12/2009 ( آخر تحديث: 29/12/2009 الساعة: 18:05 )
القدس- معا- قال وزير الاوقاف والشؤون الدينية د. محمود الهباش اليوم الثلاثاء، ان ما تقوم به الجمعيات والمدارس الدينية اليهودية وبالتعاون مع ما يسمى "سلطة الاثار والداخلية الاسرائيلية" من اعتداءات على القصور الاموية جنوب المسجد الاقصى وفي باب المغاربة وباب الخليل والباب الذهبي المغلق جريمة بحق الاثار الاسلامية وسرقة للتاريخ في محاولة منها لتزوير الحقائق واحلال تاريخ يهودي مزعوم.

وأضاف د. الهباش في بيان وصل "معا"، أن هذه الوضع يتطلب منا جميعا سرعة التحرك لحماية هذه الاماكن التاريخية وحماية المسجد الاقصى المبارك".

ونبه د. الهباش الى الاخطار المحدقة بالمسجد الاقصى والاماكن المقدسة والاراضي الوقفية، وتصاعد الهجمة الشرسة بحقها، واعتداءات المستوطنين المتكررة وبتغطية من الجيش والمستوى السياسي.

ووصف د. الهباش العام 2009 انه الاسوأ والاوسع والاكثر سلبا للارض وطردا للسكان من القدس من خلال سياسة التهجير المحمومة والمتسارعة وبشتى الطرق الارهابية.

وقال الهباش ان اسرائيل ماضية وبدون رادع في تهويد القدس كاملة، من الاماكن الدينية الى مصادرة الاراضي مرورا بتهجير السكان وتدنيس المتطرفين للمقابر الاسلامية والتي اخرها مقبرة باب الرحمة وإقامة شعائر تلمودية فيها، وحتى الاسماء العربية تقض مضاجعهم في محاولة اخرى جديدة منها لمحو الاسماء من ذاكرة الانسان والزمان.

واضاف الهباش ان الوقت الصعب الذي يمر على الارضنا والقدس والمواطن بحاجة الى وقفة صلبة ومدروسة على المستوى العربي والاسلامي اولا، وعلى المستوى الدولي ثانيا بعيدا عن كلمات "الاستياء والاستنكار والاستهجان والرفض بالكلمة دون العمل على ارض الواقع".

واوضح الهباش "اذا كان العالم جادا باحقاق السلام العادل والشامل فعليه وبصورة جلية ان يثبت ذلك على الارض ووقف الاستيطان المستشري بالقدس وبقية ارجاء الارض الفلسطينية والاعلان صراحة مقرونا بالافعال بان القدس الشريف عاصمة الدولة الفلسطينية".

واشار الهباش الى ان قرار سلطات الاحتلال بناء حوالي 700 وحدة سكنية جديدة في القدس العربية المحتلة، عدا عن انه انتهاك للقانون الدولي، ولحقوق الانسان، فانه يشكل تحديا للمجتمع الدولي.

وحذر د. الهباش اسرائيل من خطورة الاستمرار في الاستيطان وخاصة في القدس، وخطورة المس بالاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية، الذي يشكل انتهاكا صارخا للعقيدتين الاسلامية والمسيحية، ومن شأنه ان يعيد الامور الى المربع الاول، وخلط جميع الاوراق والقضاء المبرم على فرص عملية احياء السلام حسب تعبيره

وأعتبر د. الهباش ان تمادي اسرائيل في العدوان والغطرسة واسالة الدماء والاستيطان وهدم المنازل وسحب بطاقات المقدسيين يجيء بسبب عدم فعالية ووضوح الموقف والمنهج الامريكي وتراجع ادارة اوباما عن اشتراطها وقف الاستيطان لبدء المفاوضات، مما دفع حكومة التطرف لاستثمار هذا التراجع برفع وتيرة الاستيطان، وتشديد الحصار.

وأضاف الوزير ان الموقف الامريكي والذي لا يتعدى "المعارضة" لا يشكل حلا على الارض ولا ضغطا حقيقيا يمكن ان يردع حكومة اسرائيل، مطالبا الادارة الامريكية بوصفها الراعي الرسمي لعملية السلام بالضغط الحقيقي على اسرائيل، وضرورة امتثالها لاستحقاقات عملية السلام.

وتساءل الهباش مخاطبا العالم الحر والديمقراطي والذي ما انفك يطالب بحقوق الانسان الا يكفي هذا العدد الكبير من الشهداء وهدم مئات المنازل واقتلاع الاشجار ومصادرة الارض، ان يخرج العالم من سباته الرهيب والمريب، وينظر بعين البصيرة لافعال اسرائيل وانتهاكها الواضح والصريح لكل اشكال الانسانية والحياة.