وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الرئيس:فتح حولت القضية من انسانية الى وطنية ومن حدود الى وجود

نشر بتاريخ: 31/12/2009 ( آخر تحديث: 01/01/2010 الساعة: 21:34 )
رام الله - معا - قال الرئيس محمود عباس ، في خطابه الذي يلقيه بمناسبة انطلاقة الثورة الفلسطينية، من مقر المقاطعة، " الثورة انطلقت لتبقى وتنتصر "، مؤكدا ان الثورة الفلسطينية هي الاطول في تاريخ الشعوب التي الساعية للحرية.

واشار الى انطلاق الثورة بقيادة حركة قتح ، ساهم في تحويل قضية شعبنا من قضية شعب لاجئ ومشرد الى قضية وطنية ، وباتت تحتل القضية الفلسطينية كافة المحافل الدولية ومؤسساته.وقال ان فتح حولت القضية من قضية انسانية الى وطنية ، ومن قضية حدود الى وجود.

ووصف الرئيس عباس جريمة اغتيال ستة فلسطنيين في نابلس وغزة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي، بانها ممارسة حقيرة وكريهة ، مشددا على انه لا بد من وقفة وتقديم جرد حساب لسنوات ماضية وقال " اننا سنقول كلمتنا".

و قال ان فتح نجحت بعقد مؤتمرها السادس وعقدت المجلس المركزي لاستكمال عضوية اللجنة التنفيذية اضافة الى احراء انتخابات للمؤسسات وعلى راسها انتخابات اتحاد المراة.

كشف الرئيس عباس عن حركة حماس عرضت رسميا على القيادة الفلسطينية اقتراح التوقيع على الورقة المصرية شريطة ان لا يجري توقيعها في مصر الشقيقة ، مؤكدا ان القيادة الفلسطينية رفضت هذا المقترح باعتباره يهدد مصلحة الشعب الفلسطيي ولا تنسجم مع الاخلاق الوطني والعلاقات التي تربطنا مع الشقيقة مصر.

ودعا الرئيس عباس في خطابه ، من وصفهم بالمتنورين والفاهمين والوطنيين في حركة حماس لتقويم مواقف الحركة والعمل من اجل الانهاء الفوري للانقسام التي تستفيد منه اسرائيل وتستخدمه كذريعة كلما ازداد الضغط عليها من اجل تنفيذ الاتفاقات الموقعة وقرارات الشرعية الدولية، وداعيا تلك الفئة القيادية في حماس لمقارنة ما تكسبه اسرائيل من استمرار الانقسام وما يخسره الشعب الفلسطيني.

وخاطب الرئيس عباس ، اهلنا في قطاع غزة قائلا " معاناتكم هي معاناتنا وسنواصل تقديم كل اشكال الدعم المتاح "، مؤكدا التزام السلطة الوطنية بدفع رواتب لـ 77 الف موظف في غزة ، وانفاق ما قرابة 58% من موازنة السلطة الوطنية في غزة اضافة الى المساعدات والتسهيلات التي تقدمها السلطة الوطنية او المؤسسات الدولية وتقديم الخدمات الصحية والغذائية.

واشار الى انه بمناسبة حلول الذكرى السنوية للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، فان ذكرى 1500 شهيد و5000 جريح و100 الف مواطن مازالوا مشردين، سوف تبقى ، متعهدا باستمرار السلطة الوطنية في جهودها لتطبيق توصيات تقرير غولدستون وصولا الى تقديم مجرمي الحرب الى المحاكمة الدولية العادلة.

وانتقد الرئيس عباس مواقف المهرجين الذين توقفوا عن الحديث ومتابعة تقرير غولدستون بعد نقله من لجنة حقوق الانسان، في حين اشار الى رفض حركة حماس انهاء معاناة شعبنا في قطاع غزة من خلال رفضها اعادة اعمار قطاع غزة عبر المؤسسات الدولية ربط قبولها باعادة الاعمار بان تقوم هي بذلك .

واوضح ان هناك التزامات دولية تقدر بقيمة 4.5 مليار دولار مخصصة لاعادة اعمار قطاع غزة، لكن حركة حماس مازالت ترفض قبول اعادة الاعمار خاصة وان بعض هذه الاموال قادرة على اعادة احياء الحياة في قطاع غزة.

واكد الرئس عباس على وجود اختلاف ما بين المواقف السياسية التي تتبناها القيادة الفلسطينية وبين المواقف التي تعلنها حماس ، مؤكدا ان القيادة الفلسطينية مع خيار طريق السلام داعيا الى التوقف عن التصريحات المخادعة التي تتحدث عن الاستسلام والتنازلات وقال " منذ عام 1988 وحتى 2010 فان موقفنا هي هي لم تتغير ومن يدعي انها تغيرت عليه ان يراجعني".

واضاف " ما هو الفرق بين مواقفنا السياسية ومواقف حماس ، فحماس تتحدث حاليا عن الدولة المؤقتة والتي تعني ما تعنيه القبول بـ (50 الى 60 %) من مساحة الضفة وتاجيل بحث قضية القدس وقضية اللاجئين مقابل هدنة وتهدئة لمدة 10 سنة"، كما ان المشروع الثاني الي تعلنه حماس بقبول حدود الـ 67 لكنها تربط ذلك بان يتحدث الشرف والغرب معها .

واكد عدم وجود خلافات بيننا على العقيدة او خلافات سياسية او المقاومة ، واشار الى حديث احد قادة العسكريين الاسرائيليين الذي قال عن حماس " قمعنا حماس وهم قمعوا كل الناس"، اضافة الى حديثه عن الهدوء الحاصل في قطاع غزة بعد انقلابها العسكري ".

وعلق الرئيس عباس على ذلك قائلا " بلاش نكذب على بعض في تصنيف من مع المقاومة والممانعة وبين الانبضاح والاستسلام والتنازل".

وجدد الرئيس عباس الدعوة لاجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية باعتبارها الحل الامثل ان لم يكن الوحيد لانهاء الانقسام ، وفتح المجال لكي يقول الشعب كلمته ويختار قيادته، مشددا على اصراره اجراء الانتخابات الديمقراطية ورفضه ما عرضته حماس من خلال قيادات فيها بتمديد التشريعي والرئاسة لمدة 10 سنوات .

كما اكد الرئيس عباس على تمسكه باجراء الانتخابات بما فيها انتخابات الهيئات والمجالس البلدية، مشددا على تمسكه بالخيار الديمقراطي وليس كمن يؤمنون بالديمقراطية لمرة واحدة على حد قوله.

الى ذلك وصف الرئيس المبادرة العربية بانها الاثمن التي عرضت منذ عام 1948 خاصة وانها حظيت بموافقة الدول العربية والاسلامية واصبحت ضمن خطة خارطة الطريق وقرارات مجلس الامن الدولي، مؤكدا ان رفض اسرائيل لقبول هذه المبادرة ياتي في اطار مواصلة سياساتها الاحتلالية وخاصة في القدس المحتلة التي تتعرض للتهويد.

وقال " لا فلسطين بدون القدس ، ولن تجدوا فلسطيني واحد يقبل التنازل عن القدس ".

ووجهه الرئيس خطابه لاهلنا في القدس قائلا "'إن القدس، التي احتفلنا هذا العام بكونها عاصمة للثقافة العربية، لا يمكن إلا أن تبقى كما كانت دائماً، عاصمة فلسطين وقلبها، فلا فلسطين دون القدس، ولا سلام دون القدس، وواهم كل من يعتقد بأن هناك فلسطينياً واحداً يمكن أن يساوم على القدس، أو يتنازل عنها'.

وتابع 'إنني أحيي صمود أهلنا، وتمسكهم في البقاء حتى في خيمة تنصب أمام بيوتهم التي احتلها المستوطنون العنصريون'، مشيرا في الوقت ذاته الى وجود تفهم دولي غير مسبوق لمواقف القيادة الفلسطيني الى حد انها اصبحت المطالبة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، سياسة رسمية تُطالب بانجازها كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة'.

وقال، 'لا توجد اليوم دولة في العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية، تدافع عن مواقف الحكومة الإسرائيلية، مطالبا الحكومة الاميركية بالايفاء بوعودها خاصة بان ما قال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان اقامة الدولة الفلسطينية فيه مصلحة حيوية لامريكا".

واضاف " هذا حديث مهم والمطلوب تطبيقه على الارض وعدم تحوله الى مجرد حديث في الهواء"

وحذر الرئيس عباس من مخاطر الافخاخ التي تنصبها اسرائيل لجر شعبنا نحو ردات عنف وقال 'لن نقع في الفخ الذي ينصبونه لنا، إنهم يسعون عبر استفزازاتهم إلى جرنا لردود فعل تأخذ طابع العنف، كي يتخلصوا من العُزلة والضغط الدولي فسيستغلون قوة نفوذهم الإعلامي، لتأخذ الضحية صورة الجلاد'.

واكد على ان تصعيد الخلاف مع مصر الشقيقة بسبب الأنفاق لا يخدم سوى إسرائيل ومخططاتها، فإسرائيل تريد أن تتخلص من أي التزام تجاه القطاع، ومعظم القادة الإسرائيليين، يعملون لكي يكون للقطاع كيانه الخاص، وهو ما يتوافق مع نوايا أصحاب مشروع إقامة الإمارة المتأسلمة في غزة، وهذا يصب في مصلحة المشروع الإسرائيلي، مشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة التي تقترحها عدة أطراف إسرائيلية من داخل الحكومة وخارجها، وتقوم على أساس كيان في غزة مرتبط سياسياً لا جغرافياً بجزر وكانتونات فلسطينية في الضفة الغربية تقع خلف جدار الفصل العنصري.

وشدد على أن التوقيع على الوثيقة المصرية، والذهاب إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية هو الطريق الأمثل لتحقيق المصالحة الوطنية، إن لم يكن الطريق الوحيد، حتى يقول الشعب الفلسطيني كلمته، ويحدد خياراته الوطنية، مؤكدا ان شعبنا وقيادته يواجه تحدياً مصيرياً، يتعلق بالقدس ومستقبلها، واعتبر أن كل الجهود يجب أن تنصب من أجل إفشال مشاريع الحكومة الإسرائيلية التي تتحدى العالم بأسره بإجراءاتها وأعمالها،

وقال السيد الرئيس: 'إن يدنا ستبقى ممدودة للوصول إلى سلام عادل ينهي الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع عام 1967، ولكننا لن نتنازل عن ثوابتنا الوطنية، والنقاط الثماني التي أكدت عليها، ولاقت إجماعا فلسطينياً وعربياً ودولياً هي الأساس الذي نبني عليه سياستنا في منظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1988.

واكد الرئيس عباس رفضه لمحاولات اسرائيل وصف التحركات السياسية الفلسطينية الى مجلس الامن الدولي بانه اجراء احادي الجانب، مشيرا الى ان الهدف من هذه الخطوة هي ترسيم حدود دولتنا المستقلة وقال " نتطلع باهمية لاجتماع اللجنة الرباعية في موسكو ونامل ان يتخذوا موقفا لمساعدتنا في ترسيم حدود دولتنا ".

واوقد الرئيس عباس في ختام خطابه الذي القاه بحضور ومشاركة غالبية االقيادات السياسية وقادة الاحزاب والنواب من المجلس التشريعي ، شعلة شعلة السنة السادسة والأربعين للثورة الفلسطينية في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، إيذانا ببدء فعاليات إحياء الذكرى الخامسة والأربعين لانطلاق الثورة وحركة فتح، في حين وضع إكليلا من الزهور على ضريح الشهيد ياسر عرفات، وقرأ الفاتحة على روحه الطاهرة.