وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

العوض: مسرحية الضمانات الأمريكية هدفها تسويق الاستيطان

نشر بتاريخ: 02/01/2010 ( آخر تحديث: 02/01/2010 الساعة: 12:57 )
غزة- معا- قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب أن عام 2009 كان صعبا على الشعب الفلسطيني وقد تعرض خلاله لعدوان ومجازر دموية تمثلت في العدوان الذي تعرض له قطاع غزة مطلع العام الماضي وأدى إلى استشهاد ما يزيد عن الف وخمسمائة مواطن وجرح أكثر من ستة الآف مواطن وتدمير خمسة عشر الف منزل ومؤسسة وتشريد ساكنيها.

جاء ذلك خلال لقاء سياسي موسع نظمته مساء الجمعة، منظمة الشهيد نائل أبو حميدة في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع بحضور رفيق المصري عضو اللجنة المركزية للحزب وعدد من أعضاء قيادة الحزب في المحافظة، بالإضافة إلى عدد واسع من اعضاء وأصدقاء الحزب في المنطقة.

وأشار العوض إلى أن العام الماضي شهد أيضا تصعيدا إسرائيليا واسعا للاستيطان ومحاولات تهويد القدس وتشديد الحصار على قطاع غزة في محاولة إسرائيلية لخلق وقائع إسرائيلية جديدة تمنع إقامة الدولة الفلسطيني المستقلة وعاصمتها القدس على كافة الأراضي المحتلة عام 1967 وحل قضية اللاجئين طبقا للقرار 194، ونوه العوض أن إسرائيل وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية حاولت استغلال عملية المفاوضات للتغطية على استمرار عدوانها واستيطانها.

وقال في هذا المجال إلى أن القرار الفلسطيني القاضي بعدم استئناف المفاوضات قبل الوقف التام والشامل للاستيطان بما فيها القدس وتحديد مرجعية المفاوضات وسقف زمني لها جاء ليقطع الطريق على المسعى الإسرائيلي هذا.

وقد حذر العوض خلال حديثه من مخاطر المساعي الأمريكية الأخيرة للالتفاف على هذا الموقف والعودة مجددا لمسرحية كتب الضمانات التي جربناها مسبقا ولم تأتي إلا بالوبال على شعبنا داعيا القيادة الفلسطينية على رفضها التمسك بموقفها الثابت بأن لا عودة للمفاوضات قبل الوقف الشامل والتام للاستيطان بما فيها القدس وتحديد مرجعيتها وسقفها الزمني.

أما على صعيد الوضع الداخلي أشار العوض إلى أن مخاطر الانقسام تتزايد يوم بعد الآخر وقد باتت قضية المصالحة تخضع لحسابات إقليمية الخاسر الأكبر فيها الشعب الفلسطيني.

وقال: "إن جهود إتمام المصالحة ما زالت تصطدم بعقبة رفض حركة حماس التوقيع على وثيقة المصالحة المقدمة من مصر الشقيقة بعد شهور من الحوار الوطني"، مؤكدا على أن استمرار حالة الانقسام ستلحق مزيد من الضرر بالمشروع الوطني الفلسطيني وتودي لمخاطر فقدان التأييد لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.

وطالب العوض حركة حماس بالأسراع بالتوقيع على الوثيقة من اجل إنقاذ المشروع الوطني منوها إلى أهمية اخذ ملاحظات القوى كافة بعين الاعتبار إثناء تطبيق الوثيقة، مؤكد أن طريق المصالحة يمثل الطريق الأقصر لرفع الحصار وضمان فتح المعابر كافة بما فيها معبر رفح بما يضمن اعادة اعمار ما دمره العدوان على قطاع غزة والتخفيف من الاعباء الكبيرة التي يعيشها أبناء قطاع غزة.

واستطرد العوض قائلا أن الوضع الفلسطيني برمته يعيش في أزمة سواء على صعيد تعثر العملية السلمية ووصول المفاوضات إلى طريق مسدود أو اصطدام خيار المقاومة باعتبارها حقا مشروعا للشعب بجدر متعددة أهمها ما دأبت له بعض فصائل المقاومة لاستخدامها بطريقة استعراضية وكذلك في تحسين موازين القوى بين الفصائل ذاتها.

وأشار العوض الى ان السبيل لمواجهة هذا المأزق يتمثل بضرورة الخروج من حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية والاتفاق على إستراتيجية فلسطينية متفق عليها لمواجهة المخاطر والتحديات بما في ذلك ضرورة الاتفاق على تشكيل قيادة موحدة لجبهة مقاومة شعبية في مواجهة الاحتلال والاستيطان، وختم العوض الى أن حزب الشعب قدم خلال اجتماعات المجلس المركزي في الآونة الأخيرة مذكرة واضحة تمثل أساسا جيدا يمثل هذه الإستراتيجية بما في ذلك التوجه للإعلان عن حدود الدولة الفلسطينية المستقلة على جميع الأراضي المحتلة عام 1967 والاستفادة من تنامي التأييد الدولي لذلك بما فيها موقف لجنة المتابعة العربية القاضي بالتوجه لمجلس الأمن وكذلك موقف الاتحاد الأوروبي الأخير بشان القدس.

من ناحية أخرى قال عضو اللجنة المركزية للحزب ومسئول محافظة شمال غزة رفيق المصري إن هذا اللقاء يأتي في سياق سلسة من اللقاءات السياسية التي ينظمها الحزب في محافظة شمال غزة للاطلاع الرفاق والأصدقاء على التطورات السياسية كما أنها تأتي في إطار التحضيرات المكثفة التي يجريها الحزب استعدادا لإحياء الذكرى الثامنة والعشرين لإعادة تأسيسه التي تصادف العاشر من الشهر القادم منوها في هذا المجال الى ضرورة إن تمثل الانطلاقة مناسبة جديدة لتفعيل دور الحزب والجمهور في الضغط لانهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة المخاطر والتحديات التي تواجهها القضية الوطنية.