وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الهيئة الفلسطينية للاجئين تنظم ورشة عمل حول التسامح في المجتمع

نشر بتاريخ: 02/01/2010 ( آخر تحديث: 02/01/2010 الساعة: 12:58 )
غزة- معا- نظمت الهيئة الفلسطينية للاجئين ورشة عمل بعنوان "التسامح في المجتمع الفلسطيني"، وذلك في مقر جمعية الوداد للتأهيل المجتمعي في مدينة غزة، بحضور عدد من الطلبة الجامعيين وعدد من المهتمين والباحثين في القضايا المجتمعية.

واستضافت الورشة الناشط في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان أحمد طافش، الذي أشار إلي حاجة شرائح المجتمع كافة إلى ثقافة التسامح التي تعني الاعتراف بوجود الأخر والقبول به وتجاوز آلام الماضي.

وأضاف طافش أن التسامح في المجتمع هو الذي يقود للتعايش والاستقرار الاجتماعي وتعزيز أواصر التعاون في المجتمع، والأصل في العلاقات الاجتماعية والإنسانية، أن تكون علاقات قائمة على المحبة والمودة والتآلف، حتى ولو تباينت الأفكار والمواقف، بل إن هذا التباين هو الذي يؤكد ضرورة الالتزام بهذه القيم والمبادئ.

وأكد أن وحدتنا الاجتماعية والوطنية، بحاجة إلى غرس قيم ومتطلبات التسامح في فضائنا الاجتماعي والثقافي والسياسي، كما ان من مقتضيات مواجهة التحديات الكبرى التي تواجهنا تلزمنا بإشاعة قيم الحوار والتسامح والمحبة.

وأوضح طافش ان التسامح بما يعنيه من قيم وسلوك ومواقف هو بمثابة الجسر الذي نستطيع من خلاله إعادة تنظيم علاقتنا الداخلية، بما يوفر لنا إمكانية حقيقية وصلبة لمواجهة كل التحديات والصعوبات.

ونوه إلى أن التسامح اليوم ليس فضيلة فحسب، بل هو ضرورة اجتماعية وثقافية وسياسية، وذلك من أجل تحصين واقعنا أمام كل المخاطر المحدقة بنا، والتي تستهدفنا في وجودنا.

وقال طافش: "إن تعميم وغرس هذه القيمة في فضائنا الاجتماعي بحاجة إلى سياج قانوني وإجرائي يحمي هذه القيمة ويوفر لها الإمكانية الحقيقية لكي تستنبت في تربتنا الاجتماعية".

وشدد طافش علي ضرورة تبني وسائل الإعلام وكافة المؤسسات في المجتمع برامج واضحة للتثقيف والتوعية في مجتمعنا ومحاولة ترسيخ مفاهيم التسامح والعفو، والعمل على تكريسها في خطابها الثقافي والإعلامي، حتى يتوفر المناخ المناسب لكي تكون هذه القيمة، جزءا من نسيجها الثقافي والاجتماعي.

وحمل طافش المؤسسات التعليمية والشخصيات المختلفة وقادة الرأي في المجتمع، جزء من هذه المسؤولية، وقال أن المطلوب منهم هو إشاعة وتعميق متطلبات التسامح في واقعنا الاجتماعي والثقافي والسياسي وليس تبرير وتسويغ أشكال وممارسات الكراهية في المجتمع، بل محاربتها ورفع الغطاء الشرعي عنها، والعمل من مختلف المواقع وعبر مختلف الوسائل لتعميق قيم الحوار والتسامح وصيانة حقوق الإنسان في المجتمع.

وأوصى المشاركون في نهاية الورشة بضرورة العمل على وضع إستراتيجية عمل وطني، وتعزز مفهوم الشراكة لبناء مجتمع بعيد عن العنف، ووقف كافة أشكال التصعيد الإعلامي، الذي يقود الشباب إلى التعصب ورفض الآخر، لافتين إلى ضرورة تعزيز نشر ثقافة التسامح في الوسط الشبابي وخاصة في الجامعات، التي يتوجب عليها تبني ثقافة التسامح ضمن نشاطها اللامنهجي، والعمل كذلك على تنمية روح العمل الجماعي وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني من أجل تنظيم لوبي شبابي ذا معرفة وثقة تؤهله للدفاع عن حقوقه ونشر ثقافة التسامح.