|
الحلاقون ضاقوا ذرعا بزبائنهم فاغلقوا محالهم بعد ان اصبحت الحلاقة على الدفتر
نشر بتاريخ: 01/05/2006 ( آخر تحديث: 01/05/2006 الساعة: 21:09 )
خان يونس - معا - " عندما تتصل به فالرد حتماً سيكون " جوال مرحبا .. الهاتف مغلق " ، هذا الجوال لصاحب صالون حلاقة ( مصفف شعر ) .. كنا نراه بإستمرار يعمل في محله الصغير وسط خان يونس والزبائن دائمي التردد عليه .. إنه " أبو أحمد " 28 عاماً صاحب صالون " الأجيال " الذي أصبح يغلق جواله ومحله مصدر رزقه الوحيد حتى يتجنب الإحراج من زبائنه .. لأنه أصبح " يحلق " للزبائن على الدفتر .
لقد أصبح الحال صعبا للغاية ما بين الشباب في خان يونس لا سيما الموظفين منهم ، فالجيوب تئن من قلة ما يدخل إليها ، فذهبت عقولهم وأحلامهم أدراج الرياح في إنتظار إستلام رواتبهم التي أصبحت تغازل أفكارهم وآمالهم كل صباح ومساء . قابلنا " أبو أحمد " الذي تردد كثيراً في الحديث عن همومه ، فهو متزوج ولديه إثنان من الأبناء ومستأجر بيتاً صغيراً يأوي إليه منذ فترة وجيوبه خاويةً من " النقود " إلا ما رحم ربي من شواقل بسيطة تساعده على شق طريقه وسط مصاعب الحياة التي أصبح لا يحتمل مفاجآتها .. على حد تعبيره . قال لنا وبتنهيده حارة : " منذ الشهرين تقريباً وأنا أحلق للزبائن على " الدفتر " ، جميع من يقصد المحل ، يقص شعره ويمشي قائلاً : ( أشوفك المرة الجاي وسجل على الدفتر ) . وأشار " أبو أحمد " أن هذا الحال دفعه إلى إغلاق محله وجواله الخاص ، ليتجنب الإحراج مع زبائنه الكثر ، فهو بشهادة الجميع ماهر في مهنته التي تمنى أن يعتاش من ورائها كريماً هو وأسرته . وأضاف قوله : " لدي متطلبات كثيرة منها بدل إيجار المحل والشقة التي أسكن بها إلى جانب إلتزاماتي المادية نحو أسرتي والديون المتراكمه عليا ، فبالله عليكم ماذا أفعل .. " نتجول في شوارع خان يونس التي أصبحت شبه خالية من المارة والمتسوقين فسائقو سيارات الأجرة ملوا إنتظار الركاب في مواقف الإنتظار ، وأصحاب المحال التجارية تراهم جالسين على الأبواب وكأن على رؤسهم الطير .. الحياة أصبحت مدعاة للألم والفقر والضيق . ولربما حال المواطن " أبو أحمد " لا يختلف كثيراً عن السواد الأعظم من أبناء شعبنا الذين ينتظرون بفارغ الصبر إستلام رواتب الموظفين ، فجميع السكان بمدينة خان يونس أصبحوا في إنتظار وترقب لما تحمله الأيام القادمة من بشائر للرواتب بعد أن طرح المسئولون هنا وهناك إمكانية تحويل رواتب الموظفين إلى حساباتهم مباشرة . |