|
عذراً سيادة اللواء ...! *بقلم :جواد غنام – القاهرة
نشر بتاريخ: 05/01/2010 ( آخر تحديث: 05/01/2010 الساعة: 13:50 )
قد يقف بعض من يقرأ هذه الكلمات مني موقف العداء وقد ينعتني بنعوت اكرهها ، وقد يثني البعض الاخر لما يجد فيها من منطق في التفكير والحكم ، ورغم ذلك اصر على الكتابة لأضع بين ايديكم بعض ما لمحته من قرائتي اليومية لصفحات الرياضة في الصحف الفلسطينية عبر الانترنت لبعدي عن ارض الوطن ، وللاسف هناك امور تجعل المرء يسلو الرياضة وينأى عن دهاليزها من جراء من علق بثوبها من دنس ورواسب .
اموراً اضع عليها شخصيا علامات استفهام كثيرة وكبيرة وبكافة الالوان حتى يتم تمييزها ، مع اعتذاري مسبقا للجميع لان فهمي لا يتعدى مدى تفكيري ، فبالامس القريب وقبله وبعده طالعتنا الصحف بما يسمى (استفتاءات رياضية) ومن اكثر من جهة ، هذه الاستفتاءات التي من المفروض انها المرآة الحقيقية والصورة غير المشوهة للواقع الرياضي المعاش بما يحمل في ثناياه من ايجابيات وسلبيات ، هذه المرآة التي من المفروض ان ترى ما لا يراه الانسان العادي لانها تنظر بعين ثاقبة ومتخصصة ومهنية من خلال عينة الاشخاص الذين ادلوا باصواتهم ، اي انها باختصار المعبرة عن نبض ورأي الشارع الرياضي الحر غير المسيّس والبعيد عن الاهداف الشخصية والجغرافية ، وبالتالي سيكون هناك اصولا وقواعد واليات توضع ويتم على اساسها قبول الاختيار والترشيح والاستفتاء ، بحيث يكون هناك خطوط عريضة واضحة يتحرك ضمنها المستفتى ، ويكون هناك منطق لدى القائمين عند تصنيف واعلان النتائج ، بحيث اذا خرجت هذه النتائج محابية للمنطق فحتما سيكون هناك خلل ما يجب ان يستدرك قبل نشره . فلا يجوز مثلا ان تضع في الترتيب الاول (س) وهو لايعرفه الشارع الرياضي ولم يقدم للرياضة الفلسطينية شيئا يستحق عليه الفوز ، في حين مثلا يتم استبعاد (ص) او وضعه في المراحل المتاخرة وهو صاحب الانجازات الرياضية الكبيرة ، وهنا فان النتائج تجافي الحقيقة ويجب اعادة النظر فيها والا وضعت علامات الاستفهام التي اقصدها . وما اراه – طبعا من وجهة نظري الشخصية – في بعض الاستفتاءات ولا اقول جميعها ان الجغرافيا والسياسة واضحتان وضوح الشمس فيها ، ولا اتهم احدا هنا او اشير لاحد بذاته بتقصير او خلافه ، لكن دعوني اقولها بصراحة ان الجغرافيا قد طغت في بعض هذه الاستفتاءات لدرجة ان رائحتها ازكمت الانوف ، طبعا لمن ليس لديه مرض الرشح سيشمها ، وبعض اخر حاد عن المنطق والموضوعية بشكل سافر واعتقد هنا ان رائحة السياسة والجغرافيا اجتمعتا فيها ، رغم انني اتضرع الى الله ان اكون مخطئا في تحليلي لانه ان صح فهي كارثة تضاف الى كوارث هذا الوطن المكلوم ، ولست هنا لانصِّب نفسي قاضيا او اعلق اعواد المشانق لاحد ، ولكن دعونا نعود الى الوراء قليلا نستذكر معا الواقع الرياضي الفلسطيني قبل سنتين لا اكثر الى غاية الان. ألست معي عزيزي القاريء وسيدي صاحب الاستفتاء ان هناك قفزة هائلة ونوعية وحتى كمية حصلت للرياضة الفلسطينية ، ولا احصرها هنا في كرة القدم لعبة العالم والجماهير ، ولكن ايضا في كرة السلة وكرة الطائرة والعاب القوى والخيول والكراتيه والمصارعة حتى كرة اليد التي غابت عن جيل كامل عادت في هذه الفترة واثبتت وجودها من خلال دوري الكاس ودوري الممتاز ، وهناك العديد من انشطة الاتحادات التي عادت تمارس بقوة نشاطها على ارض الواقع ، واعتقد ان الرئة الاخرى المكلومة للوطن كانت محرومة نوعا ما من هذا النشاط لظروف قسرية الكل يعلمها ، وليس تقصيرا من احد هناك . وهنا لا اجافي الحقيقة لو قلت ان هذه الثورة الرياضية كان خلفها رجالا اوفياء مع تجاوزنا عن مستويات الوفاء والانتماء والالتزام والانجازات ، لكن العمل كان واضحا وميزا على مستوى الاتحادات الرياضية عامة واتحاد كرة القدم خاصة او على مستوى مظلتهم جميعا اللجنة الاولومبية وعلى راسها وفارس نهضتنا الرياضية اللواء جبريل الرجوب ، وهنا لا امسح جوخا لسيادة اللواء ، لان الشمس لا تغطى بالغربال ، ولان خيط النفاق قصير ، ولان سحب الزيف تنقشع ولو بعد حين (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض....). ، فاللواء الرجوب قاد دفة الحركة الرياضية الى بر الامان بل الى العالمية ولا احد ينكر ذلك ، ولا داعي لسرد اعماله لان الكل يعلمها الا اصحاب بعض الاستفتاءات ، الذين لا يريدون الاعتراف بها وهم يعلمونها حق المعرفة . وهنا اصل لكلمة مفادها ، من العيب علينا كرياضيين ان ندّعي الفهم الرياضي والحيادية والمهنية بينما نضع اللواء ابو رامي في المرتبة المتأخرة (ص) لاغراض واهواء غير منطقية ودون وجه حق ، وقد يقول قائل ان الاستفتاء خرج هكذا بطريقة ديموقراطية ومهنية ودقيقة وغيرها من مصطلحات الاقناع ، فاقول لا يا اخي ليس هذا راي الشارع الرياضي وليس هذا راي المنطق المعاش ، بل هو راي من له راي اخر ... وهنا اختم كلمتي بقولي : عذرا سيادة اللواء ... فلقد حققت للملايين الرياضية حلما كان في منأى عنهم ، ليتطاولوا عليك ويضعوك في المراتب المتاخرة وهو حلما ايضا في منأى عنهم ، ولا اجاملك الحقيقة ان قلت فيك الكلمة الخالدة التي اطلقها ذلك الفارس الخالد في نفوسنا رحمه الله ( يا جبل ما يهزك ريح ) . |