|
هل استعجل الفلسطينيون بالسماح باحتراف اللاعبين ؟
نشر بتاريخ: 08/01/2010 ( آخر تحديث: 08/03/2010 الساعة: 19:55 )
بيت لحم - معا - عمر الجعفري - تعيش رياضة كرة القدم الفلسطينية هذه الاوقات عصرها الذهبي ويسجل هذا الانجاز الكبير للاتحاد برئاسة اللواء جبريل الرجوب والذي عمل معجزة بايصال الكرة الفلسطينية الى هذا المستوى في فترة اقل من عامين ، ونحن على اعتاب انطلاق دوري الاياب بعد اسبوعين من الان آثرنا ان نسلط الضوء على المشاكل التي تواجه الاندية من باب قرع جدار الخزان وحتى يلتفت لها المسؤولون بعين الاهتمام وتحديدا في اتحاد كرة القدم .
ذكرت وسائل الاعلام قبل فترة عن ان حارس مرمى احد فرق الصفوة في الدوري الاردني تحول الى بائع قهوة في احد الكراجات بالاردن حتى يصرف على اولاده، لا لشيء الا لان ناديه عاجز على دفع مستحقاته،وكذلك تقرير اخر عن الاندية الهولندية التي دفعتها الديون وعدم قدرتها على تلبية حاجات لاعبيها الى هجر اللاعبين لهذه الاندية عن طريق الانتقال الى الاندية الاوروبية ، وبعد دراسة معمقة لوحظ ان اهم المشاكل التي تواجه الاندية الفلسطينية هي المشكلة المادية وبالرغم من ان هذه المشكلة ليست فلسطينية فحسب الا ان هناك بعض الخصوصية في التجربة الفلسطينية تجعلها تقف عائقا امام تقدم العديد من الاندية وتضع تلك الاندية اما وضع صعب في المستقبل القريب . مصاريف الاندية الشهرية اجرينا اتصالات مع مسؤولي الاندية في الدرجة الممتازة "أ" وسألناهم سؤالا واحدا ما هو متوسط مصرفاتكم الشهرية على فريق كرة القدم في ناديكم خلال فترة الدوري فكانت الاجابة : - سليم ابو حماد رئيس نادي واد النيص : " نحن ندفع 40 الف شاقل شهريا ما بين اجور لاعبين ومأكل واجرة سكن ومراجعات للطبيب ومواصلات وغيرها " - محمد الردايدة - رئيس نادي العبيدية :" فريق كرة القدم يكلفنا شهريا 70 الف شاقل، فيوجد عندنا 5 لاعبين من خارج البلدة بالاضافة الى مواصلات وعلاجات وقد اقمنا معسكر تدريبيا كلفنا الكثير واضاف هذا الحد الادنى من المصروفات " - عزام اسماعيل - نائب رئيس مؤسسة البيرة :" نحن ندفع ما لا يقل عن 45 الف شاقل شهريا منها اجور للاعبين ومكافات واجور مدربين ومواصلات وانا اعتقد ان المبلغ مرشح للزيادة في مرحلة الاياب وخاصة اننا عاقدين العزم على التعاقد مع عدد من اللاعبين وهذا يعني مصارف اكثر". - محمد مصلح - رئيس نادي بيت امر : " فريقنا الاقل مصروفا حيث لا يوجد فيه الكثير من لاعبي التعزيز باعتبار ان معظم عناصر الفريق من البلدة وبالتالي لا يكلفنا الدوري سوى 20 الف شاقل فنحن نعيش على الرماد وبالنسبة للمواصلات فأهل الخير يتكفلون بمساعدتنا في موضوع الموصلات وتنقلات اللاعبين". - رمزي صلاح - رئيس بلدية الخضر - بإعتبار ان البلدية هي الجهة التي اصبحت تدير فريق كرة القدم في الخضر - قال: "ان مصروفات الفريق لا تقل عن 60 الف شاقل شهريا فنحن تعاقدنا مع لاعبين من 48 ويوجد عندنا لاعبين من الضفة فإذا ما قمت بحسبة بسيطة تجد ان هذا المبلغ يسد مواصلات اللاعبين ومواصلات الفريق في المباريات واجور علاج ومكافات للاعبين المحليين واجور تدريب". - عارف عوفه - مراقب مركز شباب طولكرم :"نحن نعتمد على لاعبي المخيم فلا يوجد عندنا لاعبين من خارج المخيم، ومن هنا المبلغ المالي الذي يسد رمقنا لا يزيد عن 17 الف شاقل ويتضمن ذلك اجور مواصلات وعلاجات وغيرها". - علاء حالوب - اداري من ثقافي طولكرم :" ان المبلغ الذي نصرفه شهريا على الفريق لا يقل عن 120 الف شاقل ويتضمن ذلك مكافات للاعبين واجور للاعبي التعزيز واقساط ندفعها عن الطلبة الجامعيين فيوجد عندنا 7 طلاب في الجامعات يكلفونا الكثير واذا ما اخذنا بعين الاعتبار علاجات اللاعبين، ومن هنا خلقت لنا هذه الحالة ارباكا واصبحنا متسولين والديون متراكمة على الادارة ولا اعرف كيف سندبر الامور في مرحلة الاياب" . - ايمن القواسمي - عضو ادري في شباب الخليل مسؤول الاعلام :"المبلغ الذي نرصده شهريا لا يقل عن 90 الف شاقل ويضمن ذلك بدل اجور ومكافات للاعبي التعزيز والمدرب فيوجد عندنا لاعبين من الداخل و7 لاعبين من الضفة ناهيك عن اجور المواصلات ومكرمات اللاعبين وغيرها". - خالد الجباريان - امين صندوق نادي الظاهرية :"ان المبلغ الذي نرصده 80 الف شاقل فيوجد عندنا العديد من اللاعبين من الداخل ويكفي ان اقول ان مواصلات المباريات البعيدة تكلفنا اكثر من 2000 شاقل واذا ما اضفنا الى ذلك مواصلات اللاعبين الى بيوتهم قبل وبعد المباريات والتدريبات وعلاجات اللاعبين. وختم جبارين حديثه بالقول انا مطلوب مني يوميا مبلغ يتراوح بين 2500 الىة 3000 شاقل يوميا ". - جهاد طمليه - رئيس الهيئة الادارية لمركز شباب الامعري :" يكلفنا الدوري تقريبا 65 الف شاقل شهريا يتضمن ذلك معاشات للاعبين وبدل عقود وكذلك المدرب والطاقم الفني. هذا باستثناء المواصلات حيث يوجد عندنا حافلة موديل 2009 تقوم بنقل الفريق الى المباريات المختلفة". عبد القادر الخطيب - رئيس نادي الهلال المقدسي:"تبلغ مصاريفنا شهريا أكثر من 150 الف شاقل وتتضمن اجور لاعبين ومدربين واكراميات هذا بدون المواصلات والعلاجات". كمال عبيدات - رئيس نادي جبل المكبر :"عندي ميزانية شهرية لا تقل عن 150 الف شاقل شهريا تتضمن معاشات للاعبين ومواصلات واجرة ملاعب ومستلزمات رياضية واتعاب للطواقم التدريبية هذا غير المصروفات للفرق الاخرى والنشاطات الاخرى". هل استعجلنا باحتراف اللاعبين ؟؟؟!!! ومن قراءة اولية للارقام التي ادلى بها اشخاص من رجال الصف الاول في انديتهم نجد ان الاندية الدرجة الممتازة "أ" تصرف ما لا يقل عن مليون شاقل شهريا واذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان فترة الدوري الفلسطيني تستمر في المتوسط ثمانية اشهر، اذن المبلغ المصروف خلال فترة الدوري لا يقل عن ثمانية مليون شاقل من قبل الاندية فقط . واذا ما قرأنا هذه الارقام قراءة متأنية نجد ان غالبية المصرفات تذهب للاعبين كعقود وما يترتب على ذلك من مواصلات فنحن نعرف اكثر من لاعب تخصص له سيارة تقله عند مشاركته في اي تدريب او مباراة ، ناهيك عن اجور علاجات اللاعبين التي تدفعها الاندية في حالة اصابة اللاعبين فقد ذكر رئيس نادي واد النيص انه دفع مبلغ لا يقل عن 1500 دينار لعلاج اثنين من اللاعبين خلال شهر واحد. وان كان يحق لنا التساؤل هل استعجل الاتحاد والفرق الفلسطينية اعتماد نظام الاحتراف ودفع الرواتب للاعبين دون دراسة معمقة لمصادر الدخل وخصوصا ما يحدث في هذه الاوقات ضمن نشاط وعمل وصراع بين الاندية على استقطاب اللاعبين وهل على الاتحاد ضبط عملية انتقال اللاعبين وتنظيمها وخاصة ان مستوى العديد منهم ليس جيدا ناهيك عن المبالغ الخيالية التي يتقاضونها، فلا يعقل ان يصل بالاعب ان يتقاضى 1000 دولار على المباراة. فيجب ان يكون هناك نظاما بحيث لا تورط الهيئات الادارية انديتها في الديون ان لم يكن لديها القدرة المادية لاستقطاب المحترفين فغدا ستغادر الهيئة الادارية ويبقى الدين على الفريق ويصبح ثقيلا جدا . فإن كان لا بد من الاحتراف فالتوضع الاسس والنظم المحددة له ويكون باشراف ورقابة الاتحاد فلا داعي للمقامرة . مليون شيكل شهريا فمن أين ؟؟؟!!! العديد من رؤساء الاندية والمسؤولين الذين تحدثنا معهم شكو من سوء الاوضاع المادية التي تعيشها انديتهم وقالوا بالحرف الواحد لقد اصبحنا متسولين نطرق ابواب المحلات التجارية والمؤسسات طالبين المساعدة وأسر العدد منهم انه لا ولن يعود للعمل الاداري بعد انتهاء فترته الانتخابية. كما ان مواصلات الفريق ايام المباريات تأخذ نسبة لا بأس بها من المصروفات فقد قال احد المسؤولين، يكفينا مباراتين الى منطقة طولكرم لتدفع ما لا يقل عن 4000 شاقل. فغني عن القول ان احد اندية الدرجة الممتازة " أ " اعتذر عن المشاركة في بطولة المرحوم فيصل الحسيني لان ناديه لا يملك اجرة الحافلة التي ستنقل فريقه الى الملعب. السؤال المهم من اين تتدبر الاندية امرها وكيف يمكن ان تتغلب على هذه المشكلة وخاصة انها الابرز التي تواجه الهيئات الادارية ؟ نجد ووفق رؤيا بعض الرياضيين والاقتصاديين الذبن التقينا بهم طرحوا بعض الحلول بالاضافة الى ما تحدث به اللواء الرجوب - مساهمة الحكومة بنصيب جيد من مصروفات الاندية لفترة من الزمن حتى تستطيع الاندية في هذه الفترة الوقوف على قدميها فالصورة قاتمة وليس كما يدور في ذهن البعض . - تنظيم وضبط عملية دخول الجمهور الى ارض الملعب وتوزيع ريع الدخول في فترات متقاربة . - التوجه نحو المؤسسات والشركات لايجاد رعاية فاعله فالعديد من الاشخاص والشركات لم تدفع تعهداتها عن الموسم الماضي، وفي المقابل ماذا ستحصل تلك الشركات مقابل الرعاية خصوصا ان السوق الفلسطيني محدود والشركات القادرة على الرعاية قليلية. - هناك بعض الاتحادات التي تفرض على الاندية قبل دخولها في الدوري ان يكون في ميزانياتها مبالغ محددة واعتقد انه لا مانع من تطبيق هذا في الموسم القادم. ومنع الاندية من توريط انفسها بالديون ولو بالقانون. ولدى الرجوب الحل ايضا - تشكيل لجان في الاندية لمعالجة القضايا المادية. - إيجاد مصادر دعم ثابة للاندية. - تنظيم عمل البوفيهات الموجودة في الاندية. - ايجاد علاقات مع المصانع والشركات. - كذلك توزيع ريع تذاكر دخول الملاعب. |