وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وللأندية أبعاد اخرى **بقلم : اياد عودة الله

نشر بتاريخ: 06/01/2010 ( آخر تحديث: 06/01/2010 الساعة: 21:23 )
تعرف الأندية بأنها مؤسسات رياضية ثقافية اجتماعية كشفية لها دور كبير في تنشئة أجيال متعاقبة قادرة على حمل المسؤولية والنهوض بأفراد المجتمع وحمايتهم من مخاطر الانحراف ، وتوجيههم نحو الطريق القويم الذي يجعل من ذلك الشبل الذي التحق بصفوف ناديه على أمل أن يرتدي قميصأً يحمل اسم بلدته إلى شخصية قيادية تتنقل في عطائها من أزقة الحارة الى المدينة عابرة سماء الوطن ومن ثم العالمية ، فهكذا بدأ أغلب العظماء مسيرتهم .

غير أن التركيز الأكبر من جانب الأندية يبقى على الجانب الرياضي والكروي بالذات مع تهميش واغفال الجوانب الاخرى والتي هي باعتقادي اكثر أهمية وسط عدم استقرار الاوضاع المحلية ، فصحيح أن ذلك الفريق يجتذب معه آلاف الجماهير وله صيت داخلي بل وخارجي يملآن الأفق ، وصحيح أن التفاف جماهير البلدة حول الفريق بحد ذاته قيمة اجتماعية تجمعهم في بوتقة واحدة وتعزز مدى ارتباطهم ببعض ، لكن كل هذا من الممكن أن ينعكس سلباً مع سماع الاطفال للكلمات النابية والشتائم ، وسينقلب الوضع للأسوأ مع اندلاع اقل شرارة من احداث الشغب المقيتة ، وبالتالي فإن الجانب الاجتماعي هنا ونتيجة للعصبية وغياب روح التشجيع النظيف يمثل بالوناً قابلاً للانفجار في أي لحظة .

وعلى هذا وجب على ادارات الأندية التركيز على الأبعاد الأخرى الثقافية والاجتماعية ، وهذا يتطلب تفعيل أدوات التواصل مع وزارتي الثقافة و التربية والتعليم ، وحلقة الوصل هنا تتمثل في وزارة الشباب والرياضة المسؤولة عن الأندية كنوع من التكامل الوظيفي بين الوزارات ، وتأتي أهمية دور النادي الثقافي مع التزايد المستمر في نسب التسرب والتسيب من المدارس ، اذ تشكل النشاطات المتنوعة ملجأ يجتذب الشباب الذي ترك دراسته والتحق بسوق العمل ولم يعد يدري كيف يشغل أوقات فراغه ، فلا يعقل لناد يمتلك فريق كرة قدم في الدوري الممتاز ولديه دائرة رياضية بأعلى مستوى وليس لديه أي نشاط غير الكرة ، وانما يتلخص الأمر بمسمى وحيد ( مشرف ثقافي واجتماعي ) نجده على المدرجات يشجع فريق الكرة أيضاً كاستكمال لمناصب الهيئة الادارية ، فالأنشطة كثيرة والمجالات واسعة ، فبالامكان عقد دورات تعليمية ومؤتمرات ومنتديات فكرية وعلمية ومحو الأمية ومهارات الاتصال التي يفتقدها معظمنا، والتواصل مع المدارس ومؤسسات العمل التطوعي ، وعلى الجانب الاجتماعي والكشفي تأتي المعسكرات الكشفية والطلائعية و تكريم الحجاج وطلبة الثانوية وغيرها الكثير .

ان قيام الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم باطلاق دوري المناطق في الموسم المنصرم ، أدى الى ترك ابعاد اجتماعية كبيرة في كثير من القرى والبلدات ، وساهم في تفعيل النشاط لدى كثير من الأندية التي ابتدأت بنواة رياضية وتوسعت الى المجالات الأخرى ، وأخرى اقتصر نشاطها على كرة القدم ، ومنها من عاد الى سباته العميق ، وبالنظر الى العدد الكبير لهذه الأندية وكون الكرة هي المحرك الأساسي لنشاطاتها القابل للتوسع والمد ، ندرك حتمية اطلاق هذا الدوري خلال الموسم الحالي لا إلى المواسم القادمة ، فلا طعم لناد من دون الكرة ، ولا فائدة حقيقية منه ان اقتصر عليها .