وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جماهير غفيرة تشيع جثمان الشهيدة عطاف زلط الى مثواها الاخير في طولكرم

نشر بتاريخ: 02/05/2006 ( آخر تحديث: 02/05/2006 الساعة: 19:27 )




طولكرم - معا - وسط صيحات التنديد والإستنكار للجريمة البشعة التي نفذها جيش الاحتلال الاسرائيلي فجر اليوم في طولكرم , شيعت جماهير غفيرة من ابناء المحافظة الشهيدة السيدة عطاف يوسف زلط 41 عاماً الى مثواها الاخير في مقبرة الشهداء في ضاحية ذنابه شرقي المدينة .

و تقدم المشيعين نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور حسن خريشه والنائب الشيخ رياض رداد الصيداوي وممثلين عن القوى الوطنية والاسلامية في المحافظة .

وردد المشيعون الهتافات المنددة بالجريمة واصفينها بالجبانة و البشعة حيث نفذت بحق سيدة آمنة في بيتها , ذنبها فقط انها فلسطينية كانت في مكان أستهدف فيه احد المطلوبين لجيش الاحتلال الاسرائيلي , مؤكدين ان مثل هذه الجرائم لن تكون معيقاً على الصمود والتحدي امام الهجمة الاسرائيلية الشرسة بحقهم وحق ابنائهم .

وقال خريشة ان جيش الاحتلال الذي يتسلل ليلاً الى مناطق السلطة الفلسطينية بحجة استهداف مطلوبين لديه , يتعمد ان يرى الدم الفلسطيني , فلذلك اطلق الرصاص بشكل عشوائي على البيت التي تقطنه زلط مما ادى الى استشهادها واصابة ابنتيها بجراح , حيث انه عمد بعد ذلك على تركهم جميعاً ينزفون دون تقديم العلاج او السماح لسيارات الاسعاف ان تصل اليهم , كما انه عمل على تعريتهم قبل الخروج من المنزل مما يشكل خرقاً فاضحاً لحقوق الانسان وكرامته .

من جهتها نعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح " اقليم ضاحية ذنابه " الشهيدة زلط , مستنكرة العملية الاجرامية التي نفذها جنود الاحتلال الاسرائيلي فجر اليوم , واكدت فتح في بيانها انها ستبقى على درب الشهداء حتى نيل الحرية وكرامة الشعب الفلسطيني .
وكانت المواطنة عطاف يوسف زلط ( 45 عاماً) إستشهدت إثر إصابتها برصاصة في الرأس فيما أصيبت إبنتها أحلام ( 22 عاما) بعدة رصاصات في يدها اليسرى وفخذيها, حيث تم تحويلها من مستشفى ثابت ثابت الى مستشفى الزكاة لخطورة حالتها, فيما أصيبت شقيقتها أنسام ( 18 عاما) الطالبة في الثانوية العامة بجروح طفيفة نتيجة شظايا الرصاص الذي اطلق على منزلها.

وتمكنت قوات الاحتلال في أعقاب العملية من إعتقال اياد المعين من كوادر الجهاد الاسلامي في طولكرم وهو من سكان مخيم نهور شمس, والذي تتهمه الاجهزة الامنية الاسرائيلية بالتخطيط لتنفيذ عملية تفجيرية في اسرائيل.

وفي تفاصيل العملية العسكرية قال شهود عيان إن قوات خاصة وعسكرية من جيش الاحتلال حاصرت قرابة الساعة الرابعة والنصف فجراً منزلاً مكوناً من طابقين في الحي الجنوبي لضاحية ذنابة, ثم بدأوا بالمناداة عبر مكبرات الصوت على من فيه بالخروج, وما لبثوا أن طفقوا باطلاق النار العشوائي على المنزل, ما ادى الى استشهاد المواطنة وإصابة ابنتيها.

واستمرت عملية حصار المنزل وقصفه بالرشاشات والقذائف حوالي خمس ساعات, تمكنت في نهايتها القوات الاسرائيلية من اعتقال المطلوب, بعد أن هدمت جرافة عسكرية جدار إحدى الغرف في الطابق السفلي, حيث تمت عملية الاقتحام وسط اطلاق الرصاص وقنابل الصوت داخل المنزل, وأكد الشهود أنهم رأوا المطلوب يخرج مجرداً من ملابسه وعدد كبير من الجنود يحاصرونه باسلحتهم, قبل نقله من المكان.

واستمرت قوات الاحتلال في عملية تفتيش المنزل مستخدمة الكلاب البوليسية, ومتعمدة تحطيم كل ما وجد فيه من اثاث ومحتويات, وأطلقت النار في جميع غرفة, مما تسبب في أضرار مادية جسيمة بالمنزل.

وفي أعقاب استشهاد المواطنة عطاف زلط عمت أجواء من الحزن محافظة طولكرم وضاحية ذنابة, واحتشد عدد كبير من المواطنين في ساحة المستشفى الحكومي في المدينة, بانتظار وصول ابنة الشهيدة إكرام ( 21 عاما) من رام الله, حيث تدرس في كلية الطيرة, ليتم بعد ذلك تشييع جثمانها في مسقط رأسها بضاحية ذنابة.

وللشهيدة خمسة من الابناء الذكور والاناث هم: محمد يوسف زلط ( 17 عاماً), انعام ( 15 عاماً), اكرام ( 21 عاماً), أنسام ( 18 عاماً), وأحلام ( 23 عاماً).