وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

إسرائيل تصعد عدوانها .. والمقاومة تتبع سياسة ضبط النفس !

نشر بتاريخ: 12/01/2010 ( آخر تحديث: 13/01/2010 الساعة: 08:21 )
غزة -تقرير معا- ازدادت حدة الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة في الآونة الأخيرة، من حيث عددها ونوعيتها، والضحايا الذين سقطوا جراء تلك الهجمات. فعمليات الاستهداف والاغتيال لرجال المقاومة، وقصف الأهداف والمنشات والأنفاق على الشريط الحدودي لم تتوقف، وعلى ما يبدو فان إسرائيل عاقدة العزم على تنفيذ ما تخطط له ، فهي إلى ألان لم تلتزم لا بهدنة معلنة ولا بغير معلنة ، وتشق طريقها وتسير فيه كما يحلو لها دون حسيب او رقيب .

تصعيد متزايد

المتتبع للشأن الفلسطيني يلحظ اشتداد حدة الهجمات والتهديدات الإسرائيلية على حدود القطاع والتي أدت إلى سقوط ما يقارب عشرة شهداء من المقاومين وإصابة عدد آخر، وهذا العدد يعد مرتفعا جدا في ظل حالة الهدوء التي شهدها القطاع، وقد ترافق ذلك مع حرب نفسية قادتها إسرائيل على سكان القطاع من خلال إلقاء عشرات ألاف من البيانات التحذيرية.

ولم يستبعد أبو مجاهد الناطق باسم لجان المقاومة في تصريحات لــ"معا" من إقدام إسرائيل على حرب جديدة على الشعب الفلسطيني ، خاصة وان تلك التهديدات والتسريبات الصحفية تشبه إلى حد كبير تلك التي جاءت قبيل الحرب على القطاع العام الماضي .

ورأى الدكتور رياض الأسطل، محلل سياسي أن التهديدات الإسرائيلية، وعمليات القصف والاستهداف، تأتي في سياق الحرب النفسية التي تشنها إسرائيل على سكان القطاع ، ومحاولة للضغط على فصائل المقاومة وتحديدا حركة حماس، من اجل دفعها لتطوير موقفها بشأن عملية تبادل الأسرى".

ضغوط على المقاومة

فصائل المقاومة الفلسطينية على ما يبدو لم تتفاعل إلى الآن مع حجم العدوان المتصاعد، وتظهر وكأنها غير قادرة على الرد على ممارسات الاحتلال ، او كأن ضغوط قوية تمارس عليها من قبل الحكومة المقالة بغزة . وهو ما نفاه كليا أبو أحمد الناطق باسم سرايا القدس الذي أكد أن المقاومة قادرة على الرد وبشكل مؤلم، لكنها في هذا الوقت لن تنجر خلف الاستفزازات الإسرائيلية، التي تحاول من خلالها توجيه ضربات مؤلمة للمقاومة وكوادرها .

واعتبر ابو احمد لــ"معا" أن حق الرد مكفول لكل فصائل المقاومة، ولا توجد على المقاومة ورجالها ضغوطات من قبل اى أحد كان! وهو ما اتفق معه ابو مجاهد مضيفاً "لا احد يفرض علينا شيئا، ولم نتعرض للضغوط لعدم الرد على الانتهاكات أو اي شي من هذا القبيل والحكومة في غزة لم تبحث معنا مسألة عدم الرد على الاحتلال"، معتبرا أن الحكومة المقالة في غزة هي حكومة مقاومة ولن تحرج من أي عمل دفاعي تقوم به المقاومة .

العبر والعظات

ورأى أبو مجاهد أن المقاومة استنتجت كافة العبر والعظات من الحرب الأخيرة على القطاع، وتعلمت من أخطاء الماضي، كما أنها استطاعت أن تكيف نفسها وتطور أدواتها وأفكارها في كافة المجالات، وهي ( المقاومة ) المخولة بتقرير طبيعة الرد و استخدام أدواتها فيما يتعلق بالعدوان .

واعتبر أبو احمد الناطق العسكري لسرايا القدس أن إسرائيل تسعى من خلال عملياتها الأخيرة، إلى استدراج المقاومة، بهدف النيل منها وإيقاع اكبر خسائر ممكنة في صفوف المقاومين، وقال "نحن لا نريد أن نستدرج من قبل الاحتلال وان يفرض علينا المعركة، بل نحن من سيحدد زمان ومكان المعركة، وفق مصالح الشعب الفلسطيني، وسيكون ردنا نوعيا ولكن؛ عندما تتاح الظروف الميدانية، وهذا موقف إجماع بين مختلف فصائل المقاومة - حسب قوله.

لا حرب

واستبعد الاسطل، إقدام قوات الاحتلال على تنفيذ عملية الرصاص المصوب رقم 2 ، وتنفيذ عمليات عسكرية ذات مغزى في القطاع لان إسرائيل غير معنية بإسقاط حكم حماس في القطاع ، وذلك لان الأخيرة تنفذ تهدئة من طرف واحد بالتنسيق والتفاهم مع الحكومة المصرية (تفاهمات مصرية حمساوية )، وهي اتفاقات لا تزال سارية المفعول إلى ألان، كون أن الطرفين (الإسرائيلي وحكومة غزة ) معنيان باستمرار التهدئة للحفاظ على مصالحهما المشتركة.

وتوقع الاسطل، أن تقوم إسرائيل بعمليات نوعية تتمثل في عمليات إنزال محدود في مكان ما، والإقدام على اغتيال عدد من الشخصيات وقادة المقاومة الميدانيين ، والاستمرار في استهداف منطقة الأنفاق وبعض الأهداف المتنوعة ، والتي من ورائها ، للاستمرار حاجز الخوف والرعب لدى الفلسطينيين .

فيما اشار أبو مجاهد الى أنهم ينظرون بجدية لاي تهديد إسرائيلي بتنفيذ عمليات عسكرية في قطاع غزة ، وان يتعاملون بمسؤولية عالية تجاه تلك التهديدات، معتبرا ان المقاومة استفادت من التجارب السابقة وتعد نفسها جيدا لمواجهة اى عدوان محتمل .