|
مركز القدس: ارتفاع وتيرة انتهاكات الاسرائيلية للحريات الدينية والمدنية
نشر بتاريخ: 14/01/2010 ( آخر تحديث: 14/01/2010 الساعة: 19:59 )
القدس -معا- اتهم تقرير أصدرته وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية السلطات الإسرائيلية برفع وتيرة انتهاكاتها للحريات الدينية والمدنية ، وتصعيد الاعتداءات على أماكن العبادة ورجال الدين المسلمين والمسيحيين خلال شهر كانون أول المنصرم، حيث رصدت الوحدة عددا كبيرا من هذه الانتهاكات والاعتداءات ، إضافة إلى الزيادة في حجم أعمال التنكيل التي تعرض لها مواطنون ومتضامنون أجانب من قبل عناصر الأمن الإسرائيليين والمستوطنين المتطرفين خلال فعاليات سلمية نظمت ضد الاستيلاء على منازل المقدسيين في الشيخ جراح، في وقت شهد شهر كانون أول المنصرم انخفاضا كبيرا في عدد هدم المنازل التي هدمتها البلدية في القدس الشرقية المحتلة.
هدم المنازل: سجل شهر كانون أول 2009 انخفاضا ملحوظا في عدد المساكن والمنشآت التي هدمتها بلدية الاحتلال في القدس سواء بالهدم المباشر بواسطة أطقم الهدم التابعة لها، أو من خلال أصحاب المنازل أنفسهم الذين هدموا منازلهم بأيديهم تنفيذا لقرارات أصدرتها البلدية تلزمهم بذلك تحت طائلة الغرامة المالية العالية. ففي الخامس من الشهر المذكور أرغمت البلدية المواطن المقدسي داود احمد العلمي من سكان حي الصوانة إلى الشرق من البلدة القديمة على هدم جزء من منزله بدعوى عدم الترخيص. وقال المواطن العلمي إن المنزل كان شيد في العام 1980، وهو عبارة عن غرفتين الأولى في الطابق الأول، وشيدت من الطوب، والثانية في الطابق الثاني من المنزل، وكانت أقيمت من الخشب أزيلت في العام 1999 قبل أن تستبدل بطوب. ويقطن الغرفتين نجل المواطن العلمي وعائلته المكونة من 5 أفراد. وكانت أطقم من بلدية الاحتلال هدمت يوم 14 كانون أول من العام 2009 كشكا لتصليح بناشر السيارات على الشارع الرئيسي لقرية بيت صفافا جنوب القدس ، وصادرت كونتينر كانا يستعملان لإصلاح عجلات السيارات. وأفاد الحاج خضر موسى صاحب المنشأة انه فوجئ من اقتحام الشرطة وموظفي البلدية لمحله، ومصادرة محتوياته. وأضاف:" لم يكتفوا بالهدم، بل اعتدوا علينا بالضرب والغاز المسيل للدموع، ورايتهم أثناء خروجي من المنزل لمعرفة ما يحدث يعتدون على نجلي احمد بالضرب ، فيما اعتقل احمد وشقيقه حمزة ، وصاحب الأرض المقامة عليها المنشأة المواطن فتحي أبو دويح. إلى ذلك أبلغت بلدية الاحتلال في القدس يوم 23 كانون أول 2009 المواطنة نوال صبحي شرقاوي من حي الأشقرية في بيت حنينا شمال القدس بقرارها هدم منزلها الذي شيدته قبل عامين ونصف العام بدعوى عدم الترخيص. وقالت الموطنة الشرقاوي إن البلدية أمهلتها أياما لتنفيذ عملية الهدم ، مشيرة إلى أن محامي العائلة كان قدم استئنافا ضد عملية الهدم لمحاكم الصلح والمركزية والعليا إلا أنها رفضت جميعا. وتبلغ مساحة المنزل 55 مترا مربعا ، ويضم ثلاث غرف وتوابعها ، وهي أرملة وتعيش مع ولديها . وكان المواطن طارق العيساوي من سكان بلدة العيسوية شمال شرق القدس تسلم يوم 24 كانون أول امرأ من بلدية الاحتلال يقضي بهدم منزل نجله شادي المعتقل في سجن جلبوع. ويقضي الأمر الصادر عن محكمة البلدية بإخلاء المنزل من الأثاث حتى 8 آذار 2010 القادم. ويقطن المنزل والد شادي طارق العيساوي وزوجته وولده مدحت وكريمته شيرين ، وهو مشيد من العام 1999 ، وتبلغ مساحته 230 مترا مربعا، ومكون من خمس غرف مع توابعها. وقال المواطن العيساوي انه تسلم أمرا آخر من البلدية يقضي بتغريم نجله شادي المعتقل حاليا مبلغ 67 ألف شيكل ، أو اعتقاله لمدة عام ونصف. بدورها أعلنت البلدية في جلسة عقدتها يوم 10-12-2009 عن قرارها هدم 59 منزلا جديدا في القدس الشرقية وفق ما أوردته أسبوعية "يروشاليم" التي قالت إن اللجنة المالية في البلدية خصصت في تشرين ثاني 2009 مبلغ 300 ألف شيكل لتنفيذ هدم هذه المنازل 8 منها تقع في سلوان لوحدها. وكانت محكمة الشؤون المحلية في القدس الغربية جمدت يوم 1 كانون أول 2009 أمر هدم أصدرته البلدية فشهر حزيران من العام 2009 يقضي بهدم المبنى في الأول من الشهر الماضي. وتبلغ مساحة المبنى 290 مترا مربعا، وتقطنه عدة عائلات مقدسية . ثانيا: الاستيطان: وفيما يتعلق بالأنشطة الاستيطانية أشار التقرير إلى أن الشهر الماضي شهد استدراج المزيد من عروض البناء الاستيطاني على أراضي المواطنين الفلسطينيين في القدس الشرقية، وتنفيذ عمليات مسح للأراضي المستهدفة. ففي الثالث عشر من كانون أول قامت أطقم من المهندسين والمساحين الإسرائيلي بحماية قوات من حرس الحدود الإسرائيلي بعمليات مسح شاملة للمنطقة الشمالية من أراضي بلدتي شعفاط وبيت حنينا شمال القدس ، بهدف توسيع مستوطنة ريخس شعفاط المقامة على أراضي البلدة، وبناء أكثر من 500 وحدة استيطانية جديدة. وتزامنت أعمال المسح هذه مع أعمال مماثلة في أرض كرم المفتي في حي الشيخ جراح البالغة مساحتها 37 دونما والمملوكة لشركة الفنادق العربية منذ العام 1962 . وتعتزم السلطات بناء 200 وحدة استيطانية على هذه الأراضي بدعم وتمويل من ايرفينغ موسكوفيتش ، إضافة إلى 20 وحدة استيطانية مكان فندق شبرد المحاذية لكرم المفتي. وكان مستوطنون ادعوا ملكيتهم لـ 33 دونما من أراضي المواطنين في حي سمير أميس خلف جدار الفصل ، مقام عليها 25 منزلا تؤوي أسرا فلسطينية. وسبق ذلك إعلان بلدية الاحتلال في القدس العام قبل الماضي عن مخطط لربط منطقة قلنديا سمير أميس بالمنطقة الصناعية عطروت. وتعتزم السلطات بناء ما يقرب من 11 ألف وحدة استيطانية للمتدينين اليهود تمتد من مطار القدس – قلنديا ، عطروت، وجزء من أراضي قلنديا ، رافات ، وحتى عوفر، وربطها عبر نفق يمر تحت كفر عقب وقلنديا والجدار الفاصل مع مستوطنة كوخاف يعقوب في الشرق.، وربط البؤر الاستيطانية شمال وشرق رام الله بالشارع الالتفافي 443. إلى ذلك أعلنت وزارة الإسكان الإسرائيلية يوم 27 كانون أول الماضي عن استدراج عروض لبناء 692 وحدة استيطانية في مستوطنات النبي يعقوب ، بسغات زئيف وجبل أبو غنيم . ثالثا: الاعتداء على المقدسات وانتهاك الحريات الدينية والمدنية: لكن التصعيد الأهم خلال الشهر المنصرم هو متعلق منه في انتهاك الحريات الدينية والمدنية والاعتداء على المقدسات عبر سلسلة الاقتحامات للمسجد الأقصى ، وفرض قيود على دخول المصلين إليه، وإصدار المزيد من أوامر الإبعاد عن البلدة القديمة وعن المسجد الأقصى ، إضافة إلى أوامر المنع من السفر إلى الخارج. ففي الثاني من كانون أول 2009 أصدر قائد الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي أمرا يمنع الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى من دخول المسجد لمدة ستة أشهر. وكانت عناصر من المخابرات والشرطة الإسرائيلية اقتحمت فجر الثالث عشر من كانون أول 2009 منزل حاتم عبد القادر مسئول ملف القدس في حركة فتح في بيت حنينا واستدعته للتحقيق في شرطة المسكوبية في القدس الغربية على خلفية كسره للأمر العسكري الذي يحظر عليه دخول المسجد الأقصى. وسبق ذلك إخضاع الشرطة للحاج مصطفى أبو زهرة رئيس لجنة مقابر المسامين ، وعضو الهيئة الإسلامية العليا للتحقيق على ذات الخلفية. وفي الرابع عشر من ذات الشهر أخضعت الشرطة الإسرائيلية عبد القادر لتحقيق مماثل ، ولم تفرج عنه المحكمة إلا بعد إلزامه بالتقيد بحظر دخول الأقصى ، وكفالة مالية مقدارها 20 ألف شيكل. ووصف عبد القادر قرار محكمة الصلح بأنه تعسفي ويمس حرية العبادة التي يجب أن يتمتع بها كافة أبناء الشعب الفلسطيني، وضرورة الوصول إلى أماكن العبادة وخاصة المسجد الأقصى. ووجهت الشرطة الاسرائيلي لعبد القادر تهمة الاعتداء على جنديين في المسجد الأقصى في تشرين أول من العام الماضي خلال اقتحام مستوطنين للمسجد. وقال عبد القادر إن هذا الاتهام باطل ، ومحض افتراء ، وهو اتهام كيدي. من ناحية أخرى أصدرت السلطات الإسرائيلية خلال الشهر المنصرم سلسلة من أوامر الإبعاد عن البلدة القديمة، ومنع السفر للخارج طالت أساتذة جامعات وباحثين ومواطنين عاديين. ففي الحادي عشر من كانون أول 2009 سلمت الشرطة الإسرائيلية الشيخ جميل عبد الرحيم ألحمامي عضو الهيئة الإسلامية العليا قرارا بمنع من السفر لمدة ستة أشهر بحجة أمنية. وكان من المقرر أن يشارك الشيخ ألحمامي في لقاء بتركيا حول السياسات الخارجية التركية. ووصف الشيخ الحمامي القرار الإسرائيلي بأنه أهوج وظالم، ولا يستند إلى مبرر قانوني. عدا عن كونه تعديا على حريته الشخصية وتدخل سافر في عمل أكاديمي. كما منعت السلطات الإسرائيلية وفي إجراء مماثل الشيخ ناجح بكيرات رئيس قسم المخطوطات والتراث في المسجد الأقصى من السفر، وذلك للمرة الرابعة على التوالي ووصف بكيرات قرار المنع الصادر عن وزير الداخلية الإسرائيلي بشأنه بأنه قرار عنصري. وكانت قوة من الشرطة الإسرائيلية حاولت يوم 21 كانون أول منع النائب احمد الطيبي العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي من دخول المسجد الأقصى ، رغم تمتعه بالحصانة البرلمانية. وقال الطيبي تعقيبا على ذلك إن ما تمارسه حكومة إسرائيل مناف تماما لحرية العبادة ، وأن عنوان المرحلة القادمة هو التهديد والتهويد وهو ما يواجهه المسجد الأقصى والمواطنون المقدسيون. وأصدر قائد الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي في الأول من كانون ثاني 2009 أمرا عسكريا يحظر بموجبه على الشاب حمزة بدر الزغير من سكان البلدة القديمة من دخول المسجد الأقصى لمدة ستة أشهر ، ومنعه من الاقتراب منه لمسافات متفاوتة. إلى ذلك تواصلت الاعتداءات على المسجد الأقصى من قبل متطرفين يهود ، ومن قبل هيئات رسمية وشبه رسمية . ففي مطلع كانون أول 2009 انتهت بلدية الاحتلال في القدس من نصب آلات تصوير مصوبة نحو المسجد الأقصى ، وضع بعضها على هوائي الهواتف الخلوية المنصوب على مبنى قسم المعارف، ، وآلات أخرى منصوبة على مبنى فندق بلازا كراون في مدخل المدينة ، إضافة إلى ثلاث آلات تصوير أخرى منصوبة على مبان عالية في أماكن إستراتيجية مختلفة. وكانت بلدية الاحتلال صادقت في الأول من كانون ثاني 2009 على مخطط بناء في ساحة البراق يضم مركز شرطة ومؤسسة تربوية يهودية ومبنى خدمات عامة، ما سيؤدي هذا إلى زيادة مساحة البناء القائم بحوالي 944 مترا مربعا. وتزامن ذلك مع قيام منظمة " عيش التوراة" اليهودية المتزمتة بتدشين مقرها الجديد في حارة الشرف بالبلدة القديمة من القدس. ويشرف المبنى المكون من سبعة طوابق على منطقة الحرم القدسي الشريف، كما يوجد فيه مجسم متخيل لما يسمى ب" الهيكل الثاني ". من ناحيتها شرعت سلطة الآثار الإسرائيلية مطلع كانون أول الماضي بحفريات واسعة في المنطقة الجنوبية الملاصقة للمسجد الأقصى خاصة في منطقة القصور الأموية ، والزاوية الخنثنية. وفي الثاني والعشرين من نفس الشهر قامت طواقم من سلطة الآثار الإسرائيلية بالاستيلاء على عدد من حجارة القصور الأموية في المنطقة المعروفة بالخاتونية جنوب شرق المسجد الأقصى. في حين بدأت سلطة الآثار بحفر نفقين في منطقة واد حلوة يتجه أحدهما شمالا صوب المسجد الأقصى، بينما يتجه الثاني جنوبا ليصل إلى عين سلوان أسفل المسجد هناك. من ناحية أخرى اعتدى شرطيان إسرائيليان يوم 14 كانون أول على المواطن سامر صيام احد حراس المسجد الأقصى أثناء تواجده بالقرب من محراب الجامع القبلي المسقوف. وكانت عناصر من الشاباك اقتحمت ساحات المسجد الأقصى يوم 27 كانون أول بصورة استفزازية ، ونكلت بالمصلين من خلال استجوابهم والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية. رابعا: التنكيل بالمدنيين والاعتداءات على خلفية عنصرية: ومع تصاعد الاعتداء على المقدسات وانتهاك الحريات الدينية والمدنية ، سجل خلال شهر كانون ثاني 2009 ، ارتفاعا في عدد أعمال التنكيل الذي يتعرض له مقدسيون على خلفية عنصرية. ففي الأول من شهر كانون المنصرم استولى متطرفون يهود على الجزء المغلق من منزل المواطنة رفقة الكرد في الشيخ جراح ، وأخرجوا ما فيه من أثاث بالقوة. وتبلغ مساحة المنزل 30 مترا مربعا ، ومكون من غرفة وحمام شيد عام 200. وبعد يومين من الاستيلاء على هذا المنزل اعتدى متطرفون يهود يوم الثاني من كانون ثاني الماضي على المواطنة ناديا الكرد ( 60 عاما ) ، وأصابوها بجروح مختلفة. وروت المواطنة الكرد أن مستوطنا متطرفا واحدا على الأقل اعتدى عليها بالقرب من منزل العائلة المستولى عليها وطرحها أرضا ما تسبب لها بجروح إضافية ، بعد جروحها التي أصيبت بها خلال الاستيلاء على منزل والدتها فبل ذلك بيوم. وكان حي الشيخ جراح مسرحا لمواجهات وصدامات وأعمال عنف واعتداءات نفذها متطرفون يهود، وأفراد من الشرطة على مدى الشهر المنصرم ضد سكان الحي ونشطاء سلام أجانب. ففي الحادي عشر من الشهر المذكور اعتدت الشرطة بالضرب على عشرات المواطنين والنشطاء الأجانب خلال مظاهرة احتجاج نظموها ضد الاستيلاء على منازل المواطنين في الحي، واعتقلت 21 منهم . وفي التاسع عشر من نفس الشهر اعتدت مجموعة من المستوطنين على الطفلين الشقيقين عماد ومحمد عطية قرب منزل عائلة الغاوي في الشيخ جراح ، كما أصيب خلال الاعتداء المصور الصحفي نادر بيبرس ، فيما اعتقلت الشرطة 30 متضامنا مواطنا كانوا تظاهروا ضد اعتداءات المستوطنين واعتدوا على المواطنين بالهراوات ، والغاز المسيل للدموع. وفي الثاني والعشرين من الشهر ذاته اعتدى مستوطنون على منزل المواطن فواز الفتياني في الشيخ جراح ، وحطموا زجاج نوافذه ، كما اعتدوا على إحدى الفتيات في الحي. وسبق الاعتداءات في الشيخ جراح ، اعتداء الشرطة الإسرائيلية يوم 17 كانون أول الماضي على المشاركين في اختتام فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية وجرحت واعتقلت نحو 20 مواطنا ، بينهم متضامنون أجانب ومصورون صحفيون عرف من بينهم عمار عوض من وكالة رويترز، أشرف الشويكي من بال ميديا، ومحفوظ أبو ترك ، ومصور قناة الجزيرة الفضائية. وكان مستوطنون يهود حطموا يوم 8 أول الماضي زجاج 17 سيارة لمواطنين مقدسيين في منطقة التلة الفرنسية، وألحقوا أضرارا بممتلكات المواطنين هناك. وترك المعتدون منشورات تهديد تتوعد سكان الحي المقدسيين بمزيد من الاعتداءات . من ناحيتها أصدرت الشرطة الإسرائيلية في ذات اليوم أوامر إبعاد ل 7 مواطنين من سكان حي الشيخ جراح عن منازلهم في الحي على خلفية مشاركتهم في احتجاجات ضد اعتداءات المستوطنين المتطرفين. وكان احد عشر مواطنا ومتضامنا أجنبيا أصيبوا يوم 26 كانون أول الماضي بجروح بعد تعرضهم للضرب من قبل الشرطة التي فضت بالقوة احتجاجا سلميا في الشيخ جراح، كما تعرض هؤلاء لاعتداء من قبل عشرات المستوطنين الذين اقتحموا الحي. وعرف من بين المصابين الطفل مصطفى الغوي ، وناصر الغاوي ونجله محمد، إضافة إلى متضامن فرنسي في الثانية والأربعين من عمره. وقالت المواطنة أم محمود الغاوي من سكان الحي ، أن مستوطنتين كتبتا شعرات عنصرية على سيارتي ولديها " الموت للعرب " و"ارحلوا ". وقال المواطن عبد الصباغ أن نحو 30 مستوطنا اعتدوا على منازل المواطنين في الحي مستخدمين الحجارة ، والمسدسات والآلات الحادة في الاعتداء على أصحاب المنازل، حيث تعرض هو وزوجته للضرب ، ، كما اعتدي على تامر الصباغ ، ونادين الصباغ،، ورمزية الصباغ، وحسام الصباغ. وكان جنود إسرائيليون عند حاجز النفق قرب جيلو – جنوب القدس – اعتدوا بالضرب العنيف يوم 29 كانون أول على المواطن ناصر محمد عطون ( 37 عاما )، وهو سائق سيارة أجرة بسبب طول لحيته، وفق شهود عيان تواجدوا على الحاجز أكدوا كذلك تعرض عطون للإهانة والاستهزاء والسخرية من قبل جنود الحاجز. في حين سجل تزايد في اعتداءات المتطرفين اليهود على راهبات وكنائس مسيحية في البلدة القديمة من القدس ، حيث يقوم هؤلاء باهانة الراهبات وشتمهن والبصق عليهن ، فيما كتبت شعارات عنصرية على جدران 3 كنائس على الأقل. وقد حملت جميع هذه الاعتداءات طابعا عنصريا ، وتزامنت مع تصريحات وتفوهات عنصرية صدرت عن الزعيم الروحي لحركة شاس الدينية المتزمتة الذي وصف فيها المسلمين ب" الأغبياء" وبأن " دينهم بشع مثلهم". وترافق مع العنف الذي استخدمته الشرطة ، وتزايد اعتداءات المستوطنين على المواطنين المقدسيين ، قيام الشرطة بحملات اعتقال في مخيم شعفاط، وتقديم لوائح اتهام طالت فتيين قاصرين، وتقديم لوائح اتهام بحق ثلاثة مقدسيين تتهمهم بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وتقديم مساعدات مالية لعائلات هدمت منازلها في القدس. في حين أصدرت المحكمة المركزية الإسرائيلية حكما بالسجن الفعلي لمدة عامين على شابين من العيسوية بتهمة حرقهما صناديق انتخابات البلدية، وهما: عبد الله عبيد، وإياد علي عبيد. خامسا: اسقاط حق الإقامة: كان ابرز ما كشف عنه خلال شهر كانون أول الماضي تقرير لوزارة الداخلية الإسرائيلية يفيد بقيام الأخيرة بإسقاط حق الإقامة عن 4577 مقدسيا خلال العام 2008 ، أي أكثر ب 21 ضعفا عن معدل سحب هويات المقدسيين طيلة السنوات الأربعين الماضية من عمر الاحتلال. ويضاف هذا العدد إلى 8558 مقدسيا سحبت إقامتهم حتى نهاية العام 2007 ، ولا يشمل هذا العدد من فقدوا حق الإقامة خلال العام المنصرم 2009 ، ولا يشمل أيضا نحو 125 ألف مقدسي باتوا مهددين بفقدان حق الإقامة بسبب وجودهم في مناطق عزلها جدار الفصل، وباتت خارج الحدود البلدية المصطنعة لمدينة القدس. |