وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا * بقلم :صادق الخضور

نشر بتاريخ: 15/01/2010 ( آخر تحديث: 15/01/2010 الساعة: 13:56 )
النشاط الكروي متواصل ولكنه في معظمه مرتبط بنشاطات ودية ، فالممتازة ب انطلقت ولكن جدول اللقاءات يرزح تحت وطأة العشوائية والتأجيل ، ودوري الأولى أ عاود الانطلاقة ، ودوري الأولى ب ينتظر ولو مجرد ذكر من قبل لجنة المسابقات.

تأملات في دوري الذهاب
* في دورينا وخلال مرحلة الذهاب برزت ملاحظات عدة ومنها غياب التبديل المؤثر ، فقد قل نسبيا عدد اللاعبين المستبدلين القادرين على قلب النتيجة بمجرد نزولهم ، وهذه النقطة تسجل على المدربين ليضاف إليها عدم التجديد في خطط اللعب وطرائقه التي ظلت محصورة في دائرتي 5-3-2 أو 4-4-2 ، مع أن هناك طرقا أخرى ، فبمتابعة طريقة 4-3-2-1 في كأس الأمم الأفريقية وضح جليا ما توفره هذه الآلية من آليات لسرعة الارتداد للدفاع أو الانطلاق للهجوم بزخم عددي قادر على امتلاك منطقة المناورة .
*في مرحلة الذهاب كانت الدقائق الأخيرة نقمة على الأمعري ونعمة عليه في الوقت ذاته ، فقد كانت المفارقة أن يعود الأمعري لأجواء مباراته أمام العبيدية في الرمق الأخير من عمر المباراة ، وأن تكون هزيمته أمام المكبر في الدقائق الأخيرة ، كما أن الدقائق الأخيرة خدمت الثقافي أمام بيت أمر .
*ثمة لاعبون مهاجمون وهدافون من الطراز الأول يجيدون أيضا صنع اللعب وصناعة الأهداف لزملائهم وقد كانت مرحلة الذهاب شاهدا على قيام علي عايش وأحمد علان بهذا الدور باقتدار .
* خسائر السمران الكرميين بنتيجة ثقيلة غير ذي مرة تفرض تساؤلات حول ما حلّ بالفريق ، والمتابع لاستعدادات الفريق خلال فترة توقف الدوري يكتشف أنها لم ترتق للمستوى المطلوب
*الكرة الأرضية السريعة والانضباط التكتيكي سمتان تجسدتا في فريق ثقافي طولكرم وهذه نقطة تحسب للمدرب الذي بنى أداء ذي طابع خاص ، وحتى في المباريات التي خسرها الثقافي فقد حظي بإعجاب المتابعين لا سيما وأنه حصّل المركز الخامس بهدوء وبعيدا عن التصريحات النارية .

بطولة الحسيني
دور أول لم يرتق فنيا للمستوى المأمول في بطولة فيصل الحسيني ، ولعل غياب عدد من اللاعبين كان سببا في ذلك مع أن الحديث يدور عن فرق عززت بالجملة مما يعني أن الغيابات يجب ألا تكون مبررا ، وبوصول البطولة لدور الأربعة ستزداد الإثارة لا سيما وأن الفرق المتبارية متقاربة ، فهي من الخمس الأوائل في دورينا ، وفي عنق المكبر دين للثقافي الذي أحرجه مرتين هذا الموسم ، ومباراة الهلال والأمعري لا تقل شأنا فهي بين فريقين ينافسان بقوة على الدوري .
في ظل تواصل البطولة ، أقترح وفي حال كان طرفا النهائي من القدس أن تقام المباراة النهائية في القدس ليترسخ معناها ، ولتكتسب دلالات تعبر عن استحضار فعلي لفيصل الحسيني ، فقد باتت مباريات فرق القدس حتى للفئات العمرية خارج المدينة ، ولذا وجب التنبه لهذه النقطة ، وقد يقال إن إقامة المباراة في القدس ستحرم الفريقين من بعض لاعبي التعزيز وهنا نقول : أيهما الأهم تعزيز الفرق أم تعزيز المدينة؟؟
اقتراح قابل للتطبيق ، وبالإمكان تطبيقه في دوري الناشئين ، ونتمنى للبطولة مواصلة مشوارها الذي شهد كما بطولة الهيموني استقطاب كوكبة من رياضيي الزمن الجميل ، وعبّر عن قدرات متميزة لأبناء القدس في المجال الإعلامي .

إبداع والإمتاع
كأس السلة يحطّ حيث حطّ درع الدوري السلوي ، وأبناء إبداع يجمعون بين الإبداع والإمتاع والإقناع هذا ما يمكن الخروج به من ما انتهت إليه الكأس السلوية ، وقد أجاد فرسان إبداع هجوما وارتدادا ، دفاعا وإغلاقا للمنطقة ، فدانت لهم النتيجة أمام فريق السرية الذي قدّم هو الآخر فاصلا سلويا ممتعا لا يقلل منه مجانبة اللقب له ، وهي فرصة طيبة للاتحاد للشروع فورا في تجميع المنتخب السلوي وإقامة معسكر تدريبي ولعب مباريات ودية مع فرق محلية أو من الداخل ، ولا يعقل أن تظل اهتماماتنا بالمنتخب مقرونة بوجود استحقاقات خارجية .
وبعد نجاح الاتحاد في هذه البطولة وغيرها نسجل أن أسرة السلة عملت بروح الفريق ، وكانت وفية لناصيف الراحل ، وأن خضر ذياب وأمجد الخضيري وبقية الزملاء نجحوا في تفعيل الاتحاد ، وتجاوز شوائب خلفتها طبيعة العلاقة مع بعض الأندية في السابق .
إبداع يظفر باللقب ، وهو يستحق ، فكل التهنئة والتبريك لفريق واصل العزف على نغمة الانتصارات ، ونجح مديره الفني في توظيف لاعبيه بإبداع ، وسجل لاعبوه وتناقلوا الكرة بإبداع ، لمّوا الكرات بإبداع ، باختصار نحن نتحدث عن إبداع .

أندية أم فرق ؟؟؟
هل لدينا أندية أم مجرد فرق ؟؟ سؤال وجيه في ظل اقتصار نشاط العديد من الأندية على كرة القدم أو الطائرة، أو السلة ما يجعلها أقرب منها لوصف فريق من وصف ناد.
فلو تأملنا فرق الممتازة لوجدنا أن الشباب الخليلي ، والبيرة والأمعري والثقافي تكاد تكون صاحبة التنوع في عدد الاهتمامات ، وبتفوق واضح للعميد الذي أبدع في القدم ، وتأهب في الشطرنج ، واهتم بالسلة وحلّق في الطائرة وكذا اليد ، في وقت لا تزال فيه فرق عدة تعاني من عدم الاهتمام الشمولي بالرياضات كلها .
هي حال أنديتنا عموما ، فمن يتحمل المسؤولية ، ولماذا لا تبادر الاتحادات إلى فتح حوارات والقيام بحملات لتنشيط الأندية ؟الأندية التي تعززّ بجنون في القدم ، ولا تولي الألعاب الأخرى الاهتمام الكافي ؟؟
الأندية التي تجلب مدربين برواتب عالية للعبة واحدة مع أن بمقدورها دفع الراتب على خمسة مدربين في الألعاب المختلفة، ليعود السؤال: أندية أم فرق ؟؟
في مسح شامل لواقع فرقنا نرى أن مركز شباب العروب يكاد يكون الوحيد في فلسطين الذي يهتم بالألعاب كلها ، ولذا وجب أن تبادر اللجنة الأولمبية لتكريم الأندية التي تعّبر عن حضورها الشامل

علي عايش ..محبوب الجماهير
علي عايش يتسيد المشهد في استفتاء أفضل لاعب محلي ، وهو يستحق فهو مهاري وسريع ، يلعب بفكره وقدمه ، ويسجل أهدافا ولا ينسى دوره في صناعتها ، وهو قبل هذا وذاك هداف دورينا ، ومن هنا نبارك له هذا الامتياز المعنوي الذي تزامن مع قسط من إنصافه باختياره في المنتخب الأولمبي .
مبروك لعلي عايش، وللعميد بهذا اللاعب الذي حضر حيث كان يجب أن يحضر وسجل للعميد هدفا غاليا في مرمى العساكر ليواصل العميد تواجده بين الكبار، كما أنه يسجل في الأوقات الحرجة.
علي عايش : موهوب ، وهو قادر على التسجيل من أشباه الفرص ، ولهذا يستحق التكريم الخاص الذي بادرت للإعلان عنه رابطة مشجعي العميد في لمسة وفاء لابنها المتوج مرحليا بلقب الهداف ، وشعبيا بلقب أفضل لاعب ، وجماهيريا بلقب معشوق الجماهير.