وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض من يطا: زمن أول حوّل.. والمساعدات لا تمثل سياسة وهي جزء من واقع

نشر بتاريخ: 16/01/2010 ( آخر تحديث: 16/01/2010 الساعة: 21:02 )
الخليل-معا- وضع د. سلام فياض رئيس الحكومة اليوم، حجر الأساس لاستاد الشهيد وفا وكذلك حجر الأساس للطابق الثالث من مستشفى ابو الحسن قاسم في بلدة يطا جنوب الضفة الغربية.

وقال فياض "لن يبقى أي جزء في فلسطين مهمشاً أو منسياً بعد اليوم، إن سلطتكم بقيادة ابو مازن لا يمكن الا أن تكون بجانبكم على درب التنمية والاعمار، وبذل كل جهد ممكن في المدن والقرى والمخيمات ومضارب البدو، لاستكمال بناء الدولة الفلسطينية القادمة في قطاع غزة والضفة الغربية وعاصمتها القدس الشريف."

جاء ذلك خلال زيارة قام بها فياض لمدينة يطا، استهلها بزيارة مبنى البلدية ولقاء رئيس لجنة البلدية زهران ابو قبيطة، بحضور رسمي وشعبي كبير، ثم قام بوضع إكليل من الزهور على صرح شهداء يطا، ووضع حجر الأساس لبناء وتأهيل استاد الشهيد وفا، وسط احتفال مهيب، وبدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم ثم تلاه السلام الوطني الفلسطيني.

وفي بداية كلمته، نقل رئيس الحكومة تحيات الرئيس محمود عباس، لأهالي بلدة يطا، ومباركته لهم على ما أنجز وعلى الجهود المبذولة من قبل السلطة الفلسطينية ولجنة البلدية وكافة الجهات ذات العلاقة.

وتطرق في كلمته للتقدم في مجال الأمن والجهد المبذول من المؤسسة الأمنية لتحقيق الأمن والأمان، مضيفا" الكل يعلم حالة الفلتان التي كانت تريد أن تعصف بمشروعنا الوطني ، وزمن اول حول، ولن تعود حالة الفوضى والفلتان لسالف عهدها."

واستعرض فياض، خطة الحكومة الفلسطينية للعام 2010، مشيراً الى أنه تم انجاز نحو 1000 مشروع، وهناك نحو 1000 مشروع آخر في انتظار التنفيذ.

وقال فياض، إن حكومته لا تزال تسعى الى الحصول على المزيد من المساعدات من أجل تنفيذ المشاريع والمبادرات، وأن هذا الأمر لا يمثل سياسة إطلاقا وان الحاجة إلى المساعدات هي جزء من واقع لا بد من التعامل معه باتجاه تخفيف الاعتماد على المساعدات الخارجية.

وأكد رئيس الحكومة انه مصمم على التنمية في كافة المناطق المحتلة عام 1967، بما فيها الأغوار، وقال :"ما قمنا بانجازه في المحافظات الشمالية واجب علينا أن ننفذه في قطاع غزة، ورفع الحصار الظالم عنه واعادة الوحدة الوطنية وانهاء الاتقسام لأنه أمر ضروري وحيوي لتحقيق مشروعنا الوطني".

وفي كلمة الترحيب اعتبر رئيس لجنة بلدية يطا زهران ابو قبيطة، هذا اليوم بالتاريخي، مضيفاً "هذه هي أول زيارة لرئيس الحكومة الفلسطينية لمدينة يطا منذ قيام السلطة الفلسطينية، وسيكون يوما مميزا في مسيرة المدينة الصامدة المرابطة بأهلها."

وأشاد بانجازات الحكومة الفلسطينية على كافة المستويات وأهمها الأمن والتنمية، التي انعكست بشكل ايحابي على حياة المواطنين والاقتصاد، وتطرق في كلمته لمعاناة سكان ومدينة يطا، مشيراً الى أنها تعاني من تهميش على صعيد البناء والاعمار ولم تحظ بأي مشروع كبير منذ قيام السلطة الفلسطينية.

وطالب رئيس الحكومة بتوفير فرص عمل لأبناء يطا نظراً لارتفاع البطالة في صفوفهم، موضحاً بأن عدد السكان بلغ نحو 105 آلاف نسمة وتعتبر بذلك المدينة الثالثة في عدد السكان بين المدن الفلسطينية، وتشكل مساحتها ضعفي مساحة مدينة الخليل، ونوه في كلمته الى أن معدل النمو السكاني يبلغ 5.8% وهي أعلى نسبة مواليد ليس في فلسطين فقط بل في العالم أجمع.

وأضاف "منذ أن تسلمنا رئاسة لجنة بلدية يطا، عملنا على وضع خطة استراتيجية متكاملة تشمل جميع النواحي التنموية من بنى تحتية وصحية ومدارس ومرافق عامة، ومجمع للسيارات ومجمع للدوائر الحكومية وبلغت القيمة الاجمالية لهذه المشاريع نحو 45 مليون دولار، وقمنا بتسليم هذه الخطة للوزارات المعنية، ونطالبكم معالي دولة رئيس الحكومة بتشكيل لجنة وزارية لدراسة احتياجات وخطتنا التنموية لمدينتنا والعمل على توفير الموارد المالية، ونطالبكم بأن لا تبقى مدينتنا متخلفة عن ركب مسيرة الاعمار وبناء مؤسسات دولتنا العتيدة، نثمن جهودكم الكبيرة لدعم مدينتنا ولزيارتكم التاريخية."

وطالب الأسير المحرر نبيل أبو قبيطة في كلمة الأسرى والمحررين، رئيس الحكومة بمزيد من الاهتمام بمدينة يطا، مبينا أن دخل المدينة يعتمد على العمل داخل الخط الأخضر، مشيراً الى أن ما يزيد عن 15 ألف عامل يعملون داخل الخط الأخضر، وأضاف "نحن نعلم بأنك تعمل لخدمة الفلسطينيين أينما كانوا ولا تعمل وفق أجندات خارجية، ومن هذا المنطلق نطالبك بأن تولي مدينتنا مزيداً من الاهتمام.

وشدد العضو السابق في المجلس التشريعي موسى أبو صبحة على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية وانهاء حالة الانقسام لأنها تشكل ضعفنا وتزيد من عمر الاحتلال الاسرائيلي.

ثم قام رئيس الحكومة بزيارة للجمعية الإسلامية لرعاية الأيتام ، حيث كان في استقباله رئيس الجمعية، محمد موسى أبو صبحه وأعضاء الهيئة الإدارية للجمعية بالإضافة لسماحة الشيخ حاتم البكري رئيس الجمعية الخيرية بالخليل ونائبه ومدير الجمعية.

والتقى رئيس الوزراء بالأيتام الذين قدموا له الهدايا، وقد تحدث كل من رئيس الجمعية والشيخ حاتم البكري حول معاناة الأيتام وضرورة توفير كل أسباب الدعم المادي والمعنوي لهم، بدوره شكر رئيس الوزراء القائمين على إدارة الجمعية لاهتمامهم بموضوع الأيتام.

وبعد ذلك قام فياض برفقة وزير الصحة د. فتحي ابو مغلي ومحافظ الخليل، د. حسين الأعرج، بوضح حجر الأساس للطابق الثالث لمستشفى أبو الحسن قاسم في يطا، وتناول طعام الغذاء على طاولة رئيس لجنة بلدية يطا قبل توجهه لمدينة الظاهرية جنوب الضفة الغربية.

وفي بلدة الظاهرية قام رئيس الحكومة والوفد المرافق بزيارة للبلدة القديمة من مدينة الظاهرية، واطلع عن كثب على أعمال ترميم البيوت التاريخية فيها واشغالها من قبل مؤسسات البلدة لاقامة نشاطاتهم المتنوعة.

ثم قام بافتتاح افتتاح مركز الطوارئ والولادة الآمنة.

وحول زيارة رئيس الحكومة لجنوب الضفة الغربية، قال محافظ الخليل د. حسين الأعرج "تعتبر هذه الزيارة ضمن زياراته وتفقده للمناطق، وتم اطلاعه على كل ما تحتاجه المنطقة من مشاريع تنموية تساهم الى حد كبير في تميكن المواطن وصموده فوق أرضه أمام التحديات التي تواجهه من سلطات الاحتلال والمستوطنين."