وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خمسة أيام على لقاء الضيف الكبير

نشر بتاريخ: 17/01/2010 ( آخر تحديث: 17/01/2010 الساعة: 19:06 )
** لقاء الوطني ودينامو موسكو الروسي يعيد الحرارة إلى شرايين الوطن ويذوب الحدود ويصهر حلقات كسر الحصار عن رياضي الوطن **

** نجوم الدوري يفرضون هيمنتهم على تشكيل الوطني وعودة حميدة للمحترفين بعد غياب رباعي الأردن **

** لقاء دينامو موسكو يعمق تطلعات الجماهير للالتفاف حول الكرة الفلسطينية وصولاً إلى المنافسة ومقارعة الكبار **

غزة - معا - محمد العمصي - الثاني من شهر تشرين ثاني 2009 ، هي بداية قصة لقاء آخر من كسر الحصار حين نسج اللواء جبريل الرجوب رئيس اتحاد كرة القدم خيوطه الأولى عندما التقى سيرجى كوزلوف رئيس ممثليه دولة روسيا الاتحادية لدى السلطة الوطنية ، وتم الاتفاق على إقامة اللقاء المنتظر الذي يجمع فرسان الوطني مع فريق دينامو موسكو في أريحا ، ليكون يوم الثالث والعشرين من شهر كانون ثاني الحالي هو عنوان اللقاء .

خمسة أيام فقط وتشرق في أريحا شمس اللقاء الدولي الودي الجديد ، ليعيد الدفء والحب إلى شرايين الوطن فتلقى الحدود المصطنعة وتنصهر الجنسيات وتترسخ أبجديات كسر الحصار ، في لقاء يحمل من المعاني الكثير سواءً على الصعيد الرياضي والسياسي والثقافي على حد سواء .

هو استحقاق هام لفرسان المنتخب الوطني كونه الأول له مع إطلالة العام الجديد ، ليضاف إلى عام مضي ، شهد استحقاقات هامة كبيرة ترسخت فيه الهوية الفلسطينية على التراب الفلسطيني ، فكان التعانق مع الشيشان على استاد فيصل الحسيني في السادس من حزيران ، وفيه دشن الاولمبيان الوطني والاردنى أستاذ الحسين بن على في العاشر من أيلول ، ومنه استمدت نواعم فلسطين كتابة حكاية اللقاء الدولي الودي الأول مع نواعم الأردن في السادس والعشرين من تشرين أول ، ليس هذا فحسب فكان تيرك غروزنى واستضافة الوطن لنسور قرطاج وهم الذين احتضنوا الثورة الفلسطينية منذ نشاتها في رسالة حب وتضامن وتلاحم .

ولان كرة القدم وحدها المادة الساخنة والمثيرة التي تبعث على الاهتمام ويحبها كل الناس في كل مكان ، فان لقاء دينامو موسكو الروسي يحمل في طياته الكثير من المعاني الهادفة ، بحيث انه إذا أضيف إلى هذه المادة نجوم ومواهب تستحق التقدير والإعجاب ، فان متعة الكرة تتضاعف خاصة وان لقاء الفريق الروسي أصبح في هذه الأيام هو حديث الشارع الرياضي الفلسطيني .

لقاء هام تدخل فيه حسابات السياسة بالرياضة لتعود بايجابيات كثيرة من خلال ترسيخ هذه اللقاءات التي بدأت ولن تتوقف ، ليكون لقاء دينامو موسكو القادم محطة هامة تزخر بالعديد من الايجابيات نرصدها في ملاحظات مبعثرة فلنقرأ :-

** الوطني الشخصية والهوية وكسر الحصار **

لعل ما يبعث على الفخر والاعتزاز هو ما نجح به اتحاد الكرة بشخصية اللواء جبريل الرجوب في ترسيخ هوية المنتخب الوطني ومساهمته في كسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني ورياضيه ، ليس هذا فحسب ، فقد سجل التاريخ أن اتحاد الكرة والمنتخب الوطني هو المنتخب الوحيد الذي ساهم في كسر الحصار الرياضي على دولة العراق الشقيق من خلال وصوله إلى أربيل والعراق في العاشر والثالث عشر من شهر تموز الماضي ومشاركته المنتخب العراقي فك الحصار ، بحيث كان له ما أراد من خلال قرار الاتحاد الآسيوي باللعب على ارض العراق الشقيق ، ليواصل اتحاد الكرة من خلال لقاءات المنتخبات والفرق العربية والأجنبية على التراب الفلسطيني عملية كسر الحصار الكامل على الرياضة الفلسطينية بحيث تكون مهيأة لاستقبال البطولات الرسمية وإقامة استحقاقات مشاركاتها الخارجية على ارض الوطن دون تحكم الإرادة الإسرائيلية في ذلك ، ليكون لقاء دينامو موسكو هو حلقة أخرى من حلقات كسر الحصار .

· نتائج الدوري حاضرة في اللقاء *

المتتبع والمراقب للقاء المنتخب الوطني وفريق دينامو موسكو يلاحظ أن الدوري الفلسطيني الذي انتظم ، أصبح مفخرة للشارع الرياضي الفلسطيني وحاضراً بقوة في اللقاء القادم ، ولا أدل على ذلك من اختيار الجهاز الفني للمنتخب الوطني (23) لاعباً محلياً بعضهم يخوض اللقاء الأول مع الوطني ، فيما جميعهم يعتبرون فرسان الدوري العام الذي اختتم مرحلة الذهاب منه ، وحمل بين اسطر فصوله أسماء اللاعبين الذين سيمثلون فلسطين أمام الفريق الضيف .

أسماء محلية عديدة في القائمة لأول مرة وأخرى أخذت مكانها الطبيعي في التشكيل ، فيما بقى الدوري الفلسطيني يجنى ثماره جراء تعدد خيارات الأجهزة الفنية ، وعدم اقتصار المنتخب الوطني على الأسماء ذاتها التي شغلت المهمة لسنوات طويلة .

* الحاضرون والغائبون في الميزان *

يحمل اللقاء في طياته جانباً فنياً داخلياً بحيث أن التشكيل الخاص بلقاء دينامو موسكو حمل بين جنباته استدعاء لاعبين جدد يخوضون ولأول مرة مع الوطني لقاءاً ودياً على التراب الفلسطيني ، حيث عاد إلى القائمة الحارس رمزي صالح حارس النادي الأهلي الذي يعتبر لقاء دينامو موسكو هو الأول له مع المنتخب الوطني على التراب الفلسطيني في عهد الاتحاد الجديد ، بعد أن عاد ولعب أول لقاء مع الوطني في العاشر من تشرين أول أمام المنتخب الاماراتي في دبي ، فيما يعتبر استدعاء اللاعب محمد سماره نجم المقاولون العرب هو الأول من نوعه بعد غياب اللاعب عن صفوف المنتخب الوطني لأكثر من ثلاث سنوات حين شارك مع المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم أمام سنغافورة .

وإذا كان استدعاء سماره وصالح إلى لقاء دينامو موسكو واقعاً ، فان استدعاء اللاعب محمد شطريت المحترف في أحد الأندية الفرنسية يندرج تحت بند لقاء المغتربين على ارض الوطن ، فيما يعتبر استدعاء ماجد أبو سيدو طبيعياً بعد أن شارك في اللقاء الأخير مع الوطني في أستاذ فيصل الحسيني .

ومع استدعاء أربعة محترفين فقط للقاء دينامو موسكو فان اللقاء سيشهد غياب عدد من النجوم أمثال اللاعبين عبد اللطيف البهداري واحمد كشكش " الوحدات الأردني " فادي لافي " شباب الأردن " فهد عتال " الجزيرة الأردني " وهو غياب كبير ربما يحمل التأثير الايجابي والسلبي لما سينتهي عليه لقاء الوطني .

* كسر قاعدة التعادل والهزيمة وارد *

يراقب الكثيرون من الجماهير والمتابعين لمسيرة المنتخب الوطني بكل تجرد النتيجة التي ستئول إليها لقاء الوطني مع فريق دينامو موسكو الروسي ، كون اللقاء يأتي بعد تعادلات كثيرة وخسارات أدرجت في سجل المنتخب الوطني ، حيث لم تدخل نتيجة الفوز إلى سجل المنتخب الوطني في مبارياته الودية منذ فترة طويلة .

وهذا حق مكتسب يطالب به الجمهور الفلسطيني المنتخب الوطني ونجومه والجهاز الفني واتحاد الكرة ، خاصة وان نطاق مباريات الطابع السياسي وكسر الحصار لابد أن يتسع لتحقيق الفوز والانتصار ، بعد أن وصل الوطني إلى لقاء المنتخبات العربية مروراً بالساحة الدولية والأوربية .

* رؤية أكاديمية للقاء الوطني *

يقول الدكتور اسعد المجدلاوي رئيس دائرة التخطيط والتطوير في اللجنة الاولمبية الفلسطينية انه من البديهي لأي اتحاد أن يسعى جاهداً لوضع خطة متكاملة لتطوير مستوى اللعبة ، وأيضاً من البديهي أن يكون المستوى الفني للمنتخب الوطني هو المرآة التي نحكم من خلالها على مستوى اللعبة ، ولكن خصوصية الوضع الفلسطيني تحتم ألا يكون المستوى الفني مع أهميته الهدف الوحيد لتدخل واجبات أخرى إلى الميدان سواء على الصعيد الوطني والاجتماعي والنضالي .

وأعتبر د.مجدلاوي أن استمرار وتنوع اللقاءات الودية للمنتخب الوطني ستؤدي الى تحقيق مجموعة من الأهداف منها على المستوى الفني الذي يبقي المنتخب في دائرة الضوء والاحتكاك والتجانس و استثارة الدافعية لدى اللاعبين ، والاستفادة من خبرات فنية لمدارس متنوعة ، وهذه إضافة تعود على المنتخب من اللقاء مع دينامو موسكو حيث أن المعروف أن فريق دينامو موسكو احد ابرز الأندية الأوربية .

وأضاف : اللقاء يساهم في عملية كسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني وهو مساهمة فاعلة لفريق دولة بحجم روسيا ، حيث يؤتى ثماره بتعزيز الصداقة والعلاقة مع مؤسساتها الرياضية ، إضافة إلى تعزيز صمود هذا الشعب من خلال تعزيز ثقته بنفسه وان لديه القدرة بالإرادة والأمل أن يتواصل مع أكثر الشعوب تطوراً .

وأشار المجدلاوي أن اللقاء وفى ظل وجود أهم الفرق الأوربية يدفع الإعلام الخارجي والعالمي لتسليط الضوء على منتخب فلسطين ومعاناته ومعاناة الشعب الفلسطيني .