وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

منتخب الساجدين .. ابناء المعلم .. بقلم :جواد غنام – القاهرة

نشر بتاريخ: 17/01/2010 ( آخر تحديث: 17/01/2010 الساعة: 20:42 )
لم يهدأ "بني صهيون " يوما ولا اعوانهم من بني الاصفر ولا حتى بني يعرب ، ولن يكونوا كذلك الا ان يروا دم العروبة يسيل بين بعضهم ، حينها سيعلمون ان مسعاهم البغيض قد نجح ، فبالامس القريب كانت مباراة الاشقاء بين ابناء الفراعنة (الساجدين ) ومحاربي الصحراء ، ونتيجتها الرياضية يعرفها الجميع ، ولكن الذي صاحبها من نتائج عملية سواء على المستوى الرياضي او الاعلامي او حتى السياسي كان كبيرا ويلفت الانظار ، وفي اعتقادي الشخصي ان في الامر شبهة ايدي خفية ، خاصة ان "صحافة بني صهيون " قد ادلت بدلوها حينها ، وقد كتبت انا شخصيا من خلال هذا المنبر الحر عن اساليب الصحافة العبرية المدججة باعتى عقول علم النفس والاجتماع والمدربة على خلط السم بالعسل من خلال كلامها المدروس والمعسول المسمم في ان واحد ، وقد هدأت عاصفة تلك المباراة وبدأت الامور تعود الى مجاريها الطبيعية حيث راهن مفتعلي تلك العاصفة على احداث كبيرة في الشارع العربي هنا وهناك دون ان يعلموا ان هذا الشارع يجري في عروقه دم نقي اسمه عربي ثائر .

واليوم تطالعنا صحافة بني الاصفر بحرب اخرى اخطر من سابقتها ، حيث يبدو ان الدائرة المستهدفة هي مصر ام الدنيا ، هذه الحرب التي يريدونها في اروقة المنتخب القومي المصري لاسباب وهمية يفسرونها ويطلقونها حسب تفكيرهم الاسود ، حيث ان سجود لاعبي مصر الاحتفالي عند تسجيل هدف اشغل بال الكثيرين من هؤلاء ، وهم باثارة هذه القضية وفي هذا الوقت بالذات ، لهم فيها مآرب كثيرة ، فلم تكن تصريحات المعلم حسن شحاته تخرج عن كونها تفسيرات رياضية خبيرة حول اختيار لاعبي المنتخب ، ولم يكن يعلم انها ستتحول الى ذخيرة حية تطلقها الصحافة الامريكية والايطالية نحو المنتخب المصري وحسن شحاته ، والقضية هنا ليست رياضية بالقدر الذي نتوهم ، بل هي ابعد من ذلك بكثير ، فهم حين يطرحون منتخب الساجدين لايعنون به عدد لاعبي المنتخب القومي المصري بل يعنون به سبعين مليون مصري ، ويعنون به المسلم والقبطي .

فلم تكن اثارة هذه القضية في هذا الوقت بالتحديد هي محض الصدفة ، بل هي مدروسة بعناية ، والا لماذا لم يعلقوا على هذا المسمى سابقا وقد طرحه حسن شحاته اكثر من مرة ، ولكنهم يعرفون ما يفعلون ، فهم اولا يستغلون خلافا فرديا حدث في الاعياد القبطية في مصر لجعله مشكلة عالمية من خلال اثارة النعرات بحجة الدفاع عن الاقليات كمبدأ امريكي من خلال العولمة ، وهم بالتالي - وهو هدفهم – يضعون خنجرا مسموما في قلب التركيبة الاجتماعية المصرية ، فهم يدعون ان سياسة حسن شحاته في المنتخب لا تضم الا المسلمين ، وكلمة مسلمين هنا هي مربط الفرس ، ولكنهم لا يعلمون ان الاقباط والمسلمين هم اصلا مصريين عرب ، اخوة في الهم والدم والارض ، ولا يعلمون ان الروم والارثوذكس والارمن وغيرها من الطوائف هم فلسطينيين عرب اخوة في الهم والدم والارض ، وهي علاقات لم تفهما مجساتهم الاستخبارية ولن تفهمها لانها روحية وليست مادية كعالمهم ، وان العلاقة هي علاقة وطن وتاريخ وتراث عريق لا تفصل عراه اي تدخلات صفراء حاقدة ، وقد كان موقف الأنبا شنودة في مصر قبل زمن موقفا مشرفا عندما رفض اي تدخل اجنبي في مجال العلاقة التاريخية بين المسلمين والاقباط في مصر ، وقد كانت هناك محاولات سابقة لايدي اجنبية للتفريق بين وحدة الشعب المصري من خلال اثارة الفتنة بين المسلم والقبطي ، ولكنها فشلت وقد قالها غيظا اللورد الانجليزي كرومر : انه حاول جاهدا ان يجد اي فرق بين المسلم والقبطي في مصر فلم يجد لا في السحنة ولا في اللغة ولا في القيم ولا في العادات ولا في اساليب التنشئة الاجتماعية .

اذن هي حملة مدروسة ضد ام الدنيا ، واعتقد ان باب هذه الحملة اصبح واضحا وهو محط انظار الملايين حاليا ، الا وهو المنتخب القومي المصري ، وخاصة في ظل انجازاته الرائعة وانسجامه الرائع ، فهم بضرب انسجام هذا المنتخب يضربون اكثر من عصفور بحجر واحد ، سواء على المستوى الرياضي او على المستوى الاجتماعي الداخلي في مصر ، ولو رجعنا قليلا الى الوراء لوجدنا ان بوادر تلك الحملة قد بدأت ضد اللاعب الخلوق الساجد محمد ابو اتريكة عندما تعاطف مع غزة فلسطين امام العالم اجمع وعوقب حينها ، رغم ان هناك لاعبا رفع العلم الاسرائيلي محتفلا بتسجيله هدف ولم يعاقب ، ورغم ان كاكا البرازيلي يرفع قميصه دوما عن عبارة (احب المسيح ) ولم يعاقب ايضا ، وتستمر تلك الحملة بوجهها السافر القبيح ضد منتخب الساجدين من خلال التحذير الموجه للاعبي منتخب مصر قبل مباراة مصر وموزمبيق بعدم الافراط في الاحتفال بعد تسجيل هدف او بعد الفوز ، وهو تحذير ليس لمنتخب مصر فقط بل لكل الساجدين على شاكلة منتخب مصر وحتى المعتدلين من الساجدين وهي حرب من نوع اخر ضد الصلاة بالتحديد .

وهنا هذه دعوة لكافة الجماهير الرياضية العربية عامة والفلسطينية خاصة بالوقوف صحافة وشعبا خلف المنتخب المصري ودعمه لان الهجمة شرسة عليه وعلى ساجديه وعلى المعلم حسن شحاته .وقد تكون هذه الحملة اليوم في قلب قاهرة المعز ولكنها قد تنتقل غدا الى عمان العروبة او مدينة المسيح اوغيرها من مدن العروبة ، لذا يجب ان نكون على قدر من الوعي والحذر من تلك الحملات المشبوهة التي تهدف الى تقويض دعائم وحدة الشعب والمجتمع ، واعتقد ان جمهور الرياضيين حاليا هو المستهدف وهو باب الولوج الى تحقيق مخططاتهم ، فلنكن اذا على قدر المسؤولية .