|
الإعلام الفلسطيني يصاب بحمى الفضائيات
نشر بتاريخ: 18/01/2010 ( آخر تحديث: 18/01/2010 الساعة: 18:32 )
غزة- معا- أصيبت الساحة الإعلامية الفلسطينية، في الآونة الأخيرة "بحمى" إطلاق القنوات الفضائية، وكأنها في سباق مع الزمن، لنشر أفكارها ومعتقداتها، خاصة وان الساحة الفلسطينية كانت رهينة تنافس بين محطتين فضائيتين، لا ثالث لهما هما: فضائية فلسطين التي أنشئت في العام 1995 بعد قدوم السلطة الفلسطينية وفضائية الأقصى التابعة لحركة حماس.
لكن الأسابيع القليلة الماضية، حملت في طياتها الكثير من المفآجات، والأسماء على الشاشة الصغيرة، عبر القمرين الصناعيين (نايل سات، وعربسات) وجميعها أسماء لمحطات فضائية فلسطينية، منها ما هو معلوم المصدر والتمويل ومنها، ما دون ذلك إلى الآن. فقد ظهرت "قناة القدس"، ثم "الفلسطينية" التي تم وقف بثها، ثم فضائية "فلسطين المستقبل"، ثم تلاها فضائية "المنتدى" لرجال اعمال، ليلحق بها "فلسطين اليوم"، ومن المتوقع أن تظهر في المستقبل القريب العديد من القنوات الفضائية، من بينها "فلسطين الغد" وذلك في حال تمكن القائمون على القنوات "الجديدة" غير المعروفة، من الحصول على التجهيزات والفرصة المناسبة للظهور والانطلاق. إعلام هادف: الصحفي صخر ابو العون، أمين سر نقابة الصحفيين الفلسطنيين، يقول: "إن ظاهرة بروز الفضائيات بهذا الحجم، ظاهرة ايجابية تدل على تطلُّع القائمين عليها، لإظهار صورة فلسطين بشكل قوي وجلي، خاصة وأن القضية الفلسطينية، قضية مركزية وهي قلب الصراع وتحتاج لكل جهد إعلامي ممكن". لكنه؛ استدرك قائلاً: "يجب ان تكون هناك ضوابط وآليات محددة ترسم آلية عمل هذه الفضائيات، بحيث تعكس الوجه الحقيقي للإعلام الفلسطيني الهادف، بعيدا عن الحزبية والفئوية التي يمتاز بها الإعلام الفلسطيني الحالي". ويقول أبو عون إنهم في نقابة الصحفيين يثمنون أي يجهد يقوم رجال أعمال أو مؤسسات به، لفتح قنوات فضائية، شريطة أن يكون الهدف الأول والأخير هو "فلسطين" بما يحمله هذا الاسم من معان وطنية وثقافية واجتماعية وسياسية، بعيدا عن الردح والسب والتهجم. ويؤكد أن الإعلاميين، يتطلعون لوجود إعلام فلسطيني، مستقل ونزيه، وبحاجة لقناة فلسطينية مستقلة، تنقل الحقائق كاملة، وتفضح ممارسات الاحتلال، وتنقل كل ما يجرى في فلسطين بشكل مهني واخلاقي، وليس محطات فضائية تلمع الوجوه والمؤسسات، والأحزاب، التي أساء إعلامها للقضية الفلسطينية بدرجة كبيرة. إعلام البزنس: فيما يقول الصحفي صالح المصري مراسل قناة "الكوثر" الفضائية الإيرانية، إن ما تشهده الساحة الإعلامية الفلسطينية اليوم، هو أشبة بما شهدته الساحة العراقية بعد سقوط نظام صدام حسين واحتلال العراق، حيث ظهرت عشرات القنوات الفضائية العراقية، والتي أحدثت حالة ارتباك وفوضى اعلامية عارمة. وقال المصري: "إن القائمين على القنوات الفضائية الجديدة أو على جزء منها يبدو ومن الوهلة الاولى أنهم غير مختصين بمجال الإعلام وهم دخلاء على هذا المجال، يهدفون إلى الربح والكسب المادي من خلال الإعلانات التجارية، والحصول التمويل الخارجي، إنهم يؤسسون لإعلام البزنس في فلسطين"، يقول المصري. من جانبه ابدى جبريل ابو كميل مدير شركة "الواحة" للإنتاج، ومدير مكتب فضائية "فلسطين المستقبل" في قطاع غزة، تخوفه من حدوث حالة فوضى وتخبط في الساحة الإعلامية الفلسطينية، نتيجة لتواصل انطلاق القنوات الفضائية، وعدم وجود رؤية مهنية ووطنية تتحكم بعمل هذه المحطات، ما يؤدي الى ضياع الهدف التي انطلقت منه هذه الفضائيات، موضحا أن قناة "فلسطين المستقبل" ستكون قناة كل الفلسطينيين، وتظهر الصورة الحضارية والأخلاقية للشعب الفلسطيني، بحيث يستطيع أي مواطن فلسطيني ان يجد نفسة فيها، بعيدا عن الترهات والشتائم التي نراها اليوم. ضوابط وقوانين وطالب المصري الجهات المختصة والمسؤولة- يقصد وزارة الإعلام الفلسطينية- أن تقوم بوضع معايير مهنية خاصة، تضبط الساحة الإعلامية نتيجة للتدافع في ظهور القنوات الفضائية، كي لا تكون الساحة مفتوحة على مصرعيها لكل من أراد أن ينشئ فضائية كما يحلو له دونما ضوابط، معربا عن قلقة من أن الازدياد الكبير في عدد القنوات الفضائية قد يؤثر على المضمون الذي تحملة والتي قد تسيئ للقضية الفلسطينية والإعلام الفلسطيني معاً نتيجة لعدم الخبرة للقائمين بالاتصال وعدم وجود لوائح وقوانين تضبط عمل تلك الفضائيات خاصة وانها تعد تجربة جديدة بالنسبة للفلسطينيين. |