|
كاتب اسرائيلي:صورة اطباء اسرائيل في هايتي لن تحجب وجهها القبيح في غزة
نشر بتاريخ: 18/01/2010 ( آخر تحديث: 19/01/2010 الساعة: 07:48 )
بيت لحم- معا - من قال بأننا منغلقون على انفسنا داخل فقاعه تل ابيبية ؟ كم من الدول الصغيرة والمحاطة بالاعداء استطاعت ارسال مستشفى ميداني الى هايتي المنكوبة؟ اعطونا زلازال مدمر في هايتي او تسونامي في تايلند او عملية ارهابية كبيرة في كينيا ، وانتظروا انتصار الناطق بلسان " جيش الدفاع " الذي سيجد دائما على متن طائرة النقل مكانا للمراسلين العسكريين الذين سيرسلون تقاريرهم عن شبابنا الطلائعيين في قيادة الجبهة الداخلية .
حقيقة جميعهم يقومون بعمل رائع، المنقذون الذين يبحثون عن الاحياء مرورا بالاطباء الذين يجهدون في انقاذ حياة البشر هناك وصولا الى الصحفيين الذين يسهبون بتقاريرهم الصادقة في محاولة لاظهار وجه اسرائيل الجميل بعد ان تحول نائب وزير الخارجية داني ايلون الى وجه اسرائيل في العالم . ان التضامن المؤثر والعالي مع مأساة هايتي البعيدة يظهر في احدى جوانبه اللامبالاة حيال مأساة ومعاناة مستمرة يعيشها سكان قطاع غزة الذي لا يبعد سوى ساعة سفر تقريبا من اسر تحرير الصحف الكبرى حيث يعيش 1:5 مليون انسان الحصار منذ عامين ونصف تقريبا في جزيرة معزولة فمن يهتم بهبوط 80% من رجال ونساء واطفال القطاع الى ما دون خط الفقر؟ كم اسرائيلي يعلم بان غزيا واحدا من بين كل اثنين يعيش على المساعدات ؟ من يعلم بان مئات البشر الذين فقدوا اطرافهم او بعض اطرافهم خلال عملية " الرصاص المصبوب " يتجولون في شوارع القطاع التي تتدفق منها مياه المجاري الى البحر ؟ . بهذه المقدمة النقدية الحادة استهل الكاتب الاسرائيلي عكيفا اللدار مقاله النقدي المنشور اليوم في صحيفة "هأرتس" الاسرائيلية، محاولا اجراء مقاربة مأساوية بين مأساتيين ضربت احداها هايتي بحكم الطبيعة وتقلباتها فيما ضربت الاخرى غزة بفعل فاعل معلوم وموثق في ثنايا وهوامش التقارير الدولية . واضاف الدار " قارئ الصحف الاسرائيلي يعرف قصة الطفل الذي اخرج من تحت انقاض هايتي لكن قلة قليلة منهم يعلمون شيئا عن وجود اطفال تحت خرائب منازلهم في قطاع غزة وما قرار منع دخول الصحفيين الى غزة الذي اصدره الجيش سوى ذريعة ممتازة لدفن الرؤس في رمال شواطئ تل ابيب وفي افضل الايام يتم القاء تقارير خطيرة ومهمة تصدر عن منظمات حقوقية مثل منظمة " غيشاه " واطباء من اجل حقوق الانسان و بتسيلم الى الصفحات الخلفية وحتى نكون فكرة عن الحياة داخل اكبر السجون في العالم يتوجب علينا التنازل عن الاخ الاكبر " المقصود هنا الرقابة " والولوج الى احد القنوات الاجنبية . ويضيف الكاتب :ان مأساة هايتي وقعت نتيجة لضربة وجهتها الطبيعة لكن مأساة غزة من صنع الانسان او من صنع ايدينا " جيش الدفاع " لم يرسل الى قطاع غزة طائرات نقل محملة بالادوية والتجهيزات الطبية لكن الصواريخ التي ارسلتها الطائرات الحربية قبل عام اصابت 60 الف منزل ومصنع تقريبا حولت 3500 منها الى خراب ودمار ومنذ ذلك الوقت يعيش عشرات الاف البشر دون مياه جارية وحوالي 40 الف دون كهرباء فيما توقفت 97% من المصانع عن العمل بسبب القيود التي فرضها حكومة اسرائيل على ادخال المواد الاولية اللازمة للصناعة وقريبا ستحل الذكرى السنوية الاولى للتعهدات التي قطعها المجتمع الدولي على نفسه خلال المؤتمر الطارئ الذي عقد في شرم الشيخ وقرر تقديم 4:5 مليار دولار لاعادة بناء وترميم قطاع غزة وهذه الاموال فقدت قيمتها بسبب منع اسرائيل ادخال مواد البناء . ايام قليلة سبقت ارسال الاطباء لانقاذ ضحايا هايتي منعت سلطات حاجز ايرز وصول 17 مريضا فلسطينيا الى مستشفيات رام الله لاجراء عملية زراعة قرنية طارئة ومستعجله ، هذا هو مصير المرضى الذين صوتوا لصالح حماس وفيما يعكف اطباء النفس الاسرائيليون على علاج ايتام هايتي يسعى مراقبون اسرائيليون بكل جهد لمنع اي كان من محاولة تهريب دمية اطفال او لوح من الشكولاته داخل الحاويات التي تنقل المواد الحيوية فقط لقطاع غزة. وتساءل الكاتب: اذا ماذا يعني طلب لجنة غولدستون من اسرائيل رفع الحصار عن غزة، ووقف العقاب الجماعي ؟ فقط اعداء اسرائيل يستطيعون تشكيل محكمة ميدانية لدولة ارسلت مستشفى ميداني الى هايتي . صحيح ان مليشيات هايتي لا تطلق الصواريخ على اسرائيل لكن من الصحيح ايضا القول بان الحصار لم يوقف اطلاق الصواريخ من غزة وفرض حظر على دخول " الكسبره والمعجنات وغيرها منذ 2007 خصص لتسريع عملية اطلاق سراح الجندي شاليط ولتسريع سقوط حكم حماس ومن المعروف بان ايا من الهدفين المذكورين لم يحقق النجاح ورغم هذا والانتقادات الدولية لا زالت تصر اسرائيل على اغلاق منافذ قطاع غزة وحتى صور الاطباء في هايتي لن تحجب صورتنا القبيحة في غزة . |