وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

غزة- توصيات بايجاد الية لمناهضة هجرة الشباب الفلسطيني

نشر بتاريخ: 19/01/2010 ( آخر تحديث: 19/01/2010 الساعة: 12:26 )
غزة- معا- طالب أكاديميون وتنمويون بضرورة إعداد برامج تنموية تهتم بتطوير قدرات الشباب والرفع من كفاءتهم واستثمار طاقتهم بالشكل المناسب، وشددوا على أن أهمية دور الأكاديميين في الجامعات الفلسطينية في إنهاء حالة الانقسام الذي كان له الدور الأكبر في تزايد إعداد الراغبين في الهجرة من الشباب الفلسطيني، داعيين إلى إيجاد آلية من الحكومة المقالة لمناهضة الهجرة ومناهضة الدعايات التي تساهم في زيادة منسوبها ومعدلها.

جاء ذلك خلال حديث الشباب الخامس الذي نظمه يوم أمس معهد دراسات التنمية IDS ضمن نشاطات مشروع تعزيز قدرات الشباب المعرفية الممول من برنامج الأمم المتحدة الإنمائيUNDP تحت عنوان "هجرة الشباب وآثارها المستقبلية"، وذلك في جمعية الأكاديميين الفلسطينيين بحضور د. محمد مقداد رئيس مجلس إدارة معهد دراسات التنمية ود. محمد زيدان رئيس جامعة القدس المفتوحة فرع رفح ود. سهيلة شاهين المديرة التنفيذية لجمعية الأكاديميين الفلسطينيين والعديد من أساتذة الجامعات والخريجين والخريجات والعاملين في مؤسسات محافظة رفح.

وفي مداخلته رحب د.محمد مقداد بالحضور وقدم نبذة عن المعهد وأهدافه وإستراتيجيته خلال السنوات الخمس القادمة مشيراً إلى أهمية المشروعات التي تسهم في تطوير قدرات الشباب وكذلك عملية التنمية الشاملة التي يقع الإنسان في صدارتها.

واستعرض مقداد أنشطة مشروع تعزيز قدرات الشباب المعرفية الذي يأتي حديث التنمية ضمن فعالياته التي تم تركيزها حول قضايا الشباب المختلفة وهمومهم الحالية والمستقبلية.

وقال مقداد "فئة الشباب هم من يغذون التنمية بطاقاتهم وإبداعاتهم من خلال اندماجهم في المسيرة التنموية وإن المعهد يبذل قصارى جهده من خلال تبنى قضاياهم والتعرف على احتياجاتهم لمساعدتهم في تخطى الأزمات التي يواجهونها".

وبين أن هذا يأتي من خلال الاحتكاك المباشر بين المعهد والشباب عبر الدورات التدريبية التي يتم عقدها وكذلك اللقاءات وورش العمل، حيث جرى تنظيم أربعة لقاءات سابقة ضمن هذا المشروع استهدفت الشباب في مناطق مختلفة من قطاع غزة.

وأوضح مقداد أن التنمية أساسها البشر والتنمية أساسها الشباب فهم العناصر الجوهرية لهذه التنمية وأن هجرة الشباب إلى الخارج تمر في مرحلة متزايدة ومتسارعة نتيجة انعدام الأفق وغياب الرغبة في الإبداع والإحساس بالتميز نتيجة الحصار الإسرائيلي والإغلاق والبطالة بين صفوف الشباب، وقال بأن الشباب لديهم روح التغيير والوصول إلى الأفضل فالهجرة ليست مشكلة فلسطينية فحسب بل مشكلة عربية، كما تحدث عن أن الغرب يستغل طاقات الكفاءات المهاجرة ويوفر لها كل الإمكانيات والمغريات الحياتية للاستفادة منها.

أما د. محمد زيدان رئيس جامعة القدس المفتوحة فرع رفح فقد استهل حديثه بنبذة تاريخية عن الهجرة في دول العالم، مبيناً أن الهجرة تكون لعدة أسباب منها هجرة العقول للحصول على الإبداع والتميز في بيئة تقدر هذا الإبداع وتنفق عليه الأموال الطائلة، وإما هجرة بدوافع سياسية وتنظيمية وإما بسبب البحث عن لقمة العيش وهذا السبب هو الأكثر جذباً للشباب

وبيّن أن الهجرة الشبابية ليس لها علاقة بالاحتلال ولكن السبب الرئيسي هو الاضطهاد السياسي، وقمع حرية الرأي وهو أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع الشباب والعقول النيرة في المجتمع الفلسطيني للهجرة.

وأضاف بأن الحصار الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني والمناكفات السياسية بين المتخاصمين في الأطر السياسية أدى بمجمله إلى وجود حالة من التشتت بين أفراد المجتمع ورغبة كبيرة بالهجرة لعدم الإحساس بالأمان وعدم توفر الفرص الكافية من أجل استغلال الكفاءات الشبابية في مؤسسات تهتم بهذه الكفاءات، فيجد الشباب أن الهجرة إلى مكان آخر يحصل فيه على لقمة العيش واحترام كفاءته وإبداعه أفضل من البقاء في بيئة لا تقدر هذه الكفاءة ولا توفر له الحد الأدنى من الحياة الكريمة.

وتحدثت د. سهيلة شاهين عن الهجرة في العالم العربي والغربي وذكرت العديد من الإحصائيات التي تشير إلى أن العالم العربي وخاصة فئة الشباب والعلماء والمبدعين يتوجهون للهجرة إلى الغرب لأسباب عديدة منها الاهتمام الكبير من قبل مؤسسات الغرب باحترام الكفاءات والعقول المبدعة والإنفاق عليها وتوفير كل السبل لاستغلالها وقطف ثمارها.

وفي نهاية اللقاء أوصى المتحدثون والمداخلون بأهمية إنهاء الانقسام الوطني كمقدمة لعملية تنموية حقيقية وجادة تسهم في دفع الشباب إلى التمسك بأرضهم ووطنهم، تفويت الفرصة على العدو الذي يتطلع إلى تفريغ الأرض من سكانها، ودعوا إلى إقرار قانون الشباب ورعايتهم بالشكل الذي ينبغي أن تقوم عليه هذه الرعاية من جهة الخدمات والسياسات المجتمعية، وحق الشباب على قيم التمسك بالوطن باعتباره خياراً دائماً بما يحتويه من فرص النهوض بالذات وبالمجتمع ودفع كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية إلى القيام بدورها في هذا المجال، وتعزيز فرص الشباب في المشاركة وترسيخ الأمل الدائم بأن الغد سيحمل معه الخير الذي يتمناه الجميع في وطن موحد يحقق لأفراده ما يطمحون إليه من فرص وإمكانات.