|
المغراقة بعد الفيضان- تفاصيل مرعبة.. وعائلات مشردة وخسائر فادحة
نشر بتاريخ: 19/01/2010 ( آخر تحديث: 20/01/2010 الساعة: 10:52 )
غزة- معا- "لقد أتى السيل على كل شيء، البيت دُمِّر بالكامل، غرف النوم، غرف الأطفال، المطبخ، ساحة البيت، الأثاث والثلاجة والتلفزيون جميعها دُمِّرت وأتلفت نتيجة لغرق البيت بمياه السيل".
كلمات قليلة تحدث بها المواطن نبيل القيشاوي (61 عاما)، وهو يتفقد أثار الدمار والخراب الذي لحق في بيته الذي يؤوي أكثر من تسعة عشر شخصا، جميعهم الآن- بلا مأوى- بعد أن دمرت السيول القادمة من إسرائيل، بيتهم وشردتهم منه. دمار في كل مكان: يقول القيشاوي، وعلامات الحزن والإرهاق، تبدو واضحة على تجاعيد وجهه، بعد ليلة كارثية عصيبة، حلت بهم، "كان الأمر طبيعيا، رياح وأمطار خفيفة تضرب المنطقة، وكنا نتعامل معها كالمعتاد، لكن سرعان ما سمعنا صوت المسجد، يحذر المواطنين لأخذ الحيطة، ونتيجة للأحوال الجوية، لم نسمع الصوت جيدا، حتى خرجت لنتفقد البيت من الخارج، فوجدت، أن مياه وادي غزة، تصل إلى بيتنا بالرغم من وجودنا على مسافة تبعد 200 متر عن الوادي، بدأنا في أخراج الأطفال من البيت، وكانت مع الوقت المياه تزداد وشعرنا بقوة المياه وهي تدفعنا، أبعدنا الأطفال إلى أبعد نقطة آمنة يمكن الوصول إليها، وعند رجوعنا لنأخذ حاجياتنا وملابسنا كانت المياه قد غمرت المنطقة لمسافة مترين وكان البيت يغرق تحت وطأة قوة السيل الذي كان مخيفا وقويا". ويتابع القيشاوي بحسرة: "فقدنا كل شيء، ولم يبق لنا ما يمكن الاستفادة منه، حتى ملابس الأطفال، وكتبهم ودفاترهم، وملابسنا، لقد أصبحنا مشردين بلا مأوى أو مسكن". ليلة مرعبة: عدنان الخمايسة في الخمسين من العمر، التقيناه مباشرة بعد عودته من المستشفى، حيث كان يتلقى العلاج، بعد أن غرق في مياه السيل، الذي لم يقو على مواجهته. يرسم لنا المشهد فيقول: "كنت في بيتي انا وأطفالي ووالدي، صلينا العشاء، وكان الجو عاصفا والرياح تشتد حدتها، خرجت لتفقد الأغنام والماشية، ورأيت أن المياه بدأت تتدفق في الوادي، عرفت حينها أن الأمر خطير، بدأت بإخراج أفراد أسرتي- وبالكاد فعلت- حتى بدأت المياه الجارفة تندفع بقوة كبيرة في الوادي وتأخذ في طريقها البيوت والماشية والإبل، حاولت بكل قوة ان اخرج من قلب السيل ودون جدوى، فأخذت بالتشبث بالأشجار وبأي شيء أجده في طريقي، وبقيت على هذا الحال، حتى جرفني السيل أكثر من مرة وغرقت، إلى أن تم انقاذي من قلب السيل". ويضيف الخمايسة "كانت ليلة مرعبة لقد رأيت الموت ألف مرة، لم أكن أتوقع أن تكون حدة السيل وقوة اندفاعه بهذا الشكل، لقد كان مرعبا ومخيفا". المياه تحاصر المواطنين: في مجرى الوادي تقطن العشرات من عائلات البدو، في مساكن متواضعة من (الخيام والزينكو)، ترعى أبقارها وأغنامها وماشيتها، دون أن ينغص عليها أحد؛ لكن هذه الإقامة، كادت أن تفتك بهم، بعد أن هاجمتهم السيول فدمرت مضاربهم ومساكنهم المتواضعة. هاني الدراوشة أحد سكان المنطقة، يقول، ان المياه حاصرتهم من كل مكان، وكلما حاولوا الهروب وجدوا أن المياه قد غمرتها، موضحا، انه وعدد كبير من المواطنين بقوا محاصرين لساعات طويلة، في ظل حالة من الخوف والهلع، حتى تمكنت الطواقم المختصة من إجلائهم وإنقاذهم. ويشير الدراوشة، إلى أن إغلاق مجرى الوادي من قبل المواطنين نتيجة التعديات زادت من حجم المشكلة وارتفاع منسوب المياه التي وصلت إلى مترين، وهو ما أكده، المهندس منذر شبلاق مدير بلديات الساحل، حيث قال: "التغيير الحاصل بمجرى الوادي بفعل التعديات، واعتبار المنطقة مكاناً للتخلص من النفايات الصلبة أدى إلى تفاقم حجم المشكلة"، مطالبا السلطات المعنية بضرورة، أن يتم إعادة مجرى الوادي إلى طبيعته للحد من الآثار السلبية لمثل هذه الفيضانات سواء كانت لأسباب طبيعية أو مفتعلة. خسائر فادحة : واوضح رئيس بلدية المغراقة يوسف أبو هويشل أن خسائر فادحة لحقت بممتلكات المواطنين والأراضي الزراعيةالتي غمرتها ودمرتها المياه بالكامل، مشيراً إلى أن أكثر من (70) منزلاً سكنياً تضررت في المنطقة بعد أن غمرت المياه أجزاء منها، كما أن مئات رؤوس الأغنام والطيور نفقت، هذا بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بأثاث ومقتنيات المنازل التي فوجئ سكانها بالمياه تندفع وتهاجمهم. ودعا المواطنين المنكوبين في منطقة المغراقة المسؤولين التدخل للتخفيف عنهم من هول الكارثة ومساعدتهم في توفير مساكن آمنة للسكن، خاصة في ظل الأحوال الجوية الصعبة التي تشهدها المنطقة، مبدين خشيتهم من تكرار وقوع كوارث تكون اكبر إذا لم تسارع جهات الاختصاص لتقديم المساعدة وإيجاد الحلول المناسبة. |