وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

طولكرم - الوزير غنيم يزرع الأشجار ويلتقي المتضررين

نشر بتاريخ: 21/01/2010 ( آخر تحديث: 21/01/2010 الساعة: 21:23 )
طولكرم - معا - قال وزير الدولة المكلف بشؤون الجدار والاستيطان المهندس ماهر غنيم اليوم الخميس، ان لا سلام ولا استقرار حقيقي في المنطقة في ظل استمرار وتصاعد الهجمة الاستيطانية والتوسعية التي يقوم بها الاحتلال في مختلف مناطق الضفة الغربية وعلى راسها مدينة القدس.

واكد غنيم خلال افتتاحه مهرجان حملة فلسطين خضراء الذي نظمته وزارة الزراعة في بلدة باقة الشرقية بمحافظة طولكرم، بمشاركة حشد من المسؤولين الرسميين والمحليين على راسهم العميد طلال دويكات محافظ طولكرم، والمهندس حمد الله حمد الله مستشار وزير الزراعة لشؤون الجدار والاستيطان، ان اطلاق الحملة في محافظة طولكرم وفي منطقة باقة الشرقية المتضررة من الجدار، يؤكد تمسك شعبنا بارضه وحقوقه وايمانه بحتمية تحقيق احلامه في ظل دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ولفت الوزير غنيم الى تصاعد غير مسبوق خلال هذه الفترة في وتيرة اوامر الهدم وعمليات الهدم الاسرائيلية، ضد عدد كبير من منازل ومنشات ابناء شعبنا بمختلف المناطق، موضحا انها تندرج ضمن نفس المخطط الاسرائيلي الهادف للاستيلاء على المزي من اراضي المواطنين الفلسطينيين وتهجيرهم من اجل فرض حقائق جديدة على الارض، تؤدي عمليا الى صعوبات غيرعادية ومدمرة في وجه عملية السلام والاستحقاقات المطلوبة من الجانب الاسرائيلي فيها.

وحيا غنيم ابناء شعبنا بمختلف تجمعات وبلدات محافظة طولكرم، داعيا الى المزيد من الصمود وزراعة الارض والتشبث بها.

من ناحيته، قال العميد دويكات ان الجدار الحق اضرارا كبيرة مست مختلف نواحي حياة مواطني المحافظة اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا وايضا على الصعيد الوطني العام، مبيناً ان الاف الدونمات تمت مصادرتها من 16 تجمع ومجلس محلي وقروي في المحافظة لصالح الجدار، فيما عزلت تجمعات وحتى منازل منفردة خلفه، واضاف دويكات ان الحصار الاسرائيلي واجراءاته المعقدة ادت الى ارتفاع نسبة البطالة بشكل غير مسبوق بين ابناء المحافظة، منوها ان الالاف منهم كانوا يعملون قبل العام 2002 داخل الخط الاخضر.

وحيا دويكات في نهاية كلمته الرئيس محمود عباس على مواقفه المبداية والشجاعة في رفض العودة الى طاولة المفاوضات بدون توقف اسرائيل التام عن اية اعمال استيطانية.

وفي كلمته، نقل المهندس حمدالله تحيات وزير الزراعة للمشاركين في المهرجان، مشيرا لوجود علاقة لا تنفصم بين زراعة الارض والعمل ومواجهة المخططات التوسعية الاستيطانية لدولة الاحتلال، متطرقا لمخاطر الجدار والاستيطان على ارضنا ومزارعينا وشعبنا عامة، مؤكدا انه بدون التمسك بالارض فلن نصل الى تحقيق اهدافنا المشروعة.

وذكر المهندس حمد الله ان وزارة الزراعة اطلقت هذا العام مشروع فلسطين خضراء لمدة خمس سنوات، حيث سيتم فيه زراعة 5 ملايين شجيرة في كافة المناطق الفلسطينية.

وكان مؤيد حسين رئيس مجلس قروي باقة الشرقية افتتح المهرجان بكلمة ترحيبية بالحضور، وقال ان الشجرة تعني الحياة والحياة تعني المسؤولية والعمل، مؤكدا بالقول اذا اقتلع الاحتلال شجرة فسنزرع عوضا عنها عشرة، متناولا في سباق كلمته ابرز احتياجات باقة الشرقية خاصة في المنطقة المتضررة من الجدار.

وعقب اختتام المهرجان قام الحضور برزع عشرات الشجيرات بجانب مناطق قريبة من الجدار الذي التهم اجزاء من باقة الشرقية.

وكان الوزير غنيم قام اليوم بجولة في عدة مناطق متضررة من الجدار بمحافظة طولكرم، استهلها بزيارة لمقر المحافظة التي استقبل فيها من قبل المحافظ ونائبه وعدد من المسؤولين الرسميين.

وانتقل غنيم برفقة المحافظ وحشد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية الى جولة في مناطق بالمحافظة شملت ضاحية شويكة ونزلة عيسى ومناطق المصانع الكيماويات الاسرائيلية، حيث استمع من ممثلي الهيئات المحلية والمواطنين الى اشكال من المعاناة اليومية التي يعيشونها بفعل الجدار الذي حول حياة العديد منهم الى كابوس من التعب والمعاناة اليومية، بعد ان اصبحت مناطق منه ومن نفس المنطقة خلف الجدار، فيما التهمت اجزاء اخرى منه مساحات واسعة من اراضي المزارعين الذين لم يعد باستطاعتهم الوصول لاراضيهم لزراعتها والعمل فيها.

وذكر د.فيصل عمر مدير المنطقة التعليمية لجامعة القدس المفتوحة بطولكرم والذي اصبح منزله خلف الجدار، ان الخروج من المنزل والعودة اليه يكون بتصريح وباوقات محددة من سلطات الاحتلال وعبر بوابة وضعت على بعد مئات الامتار من المنزل.

فيما قسمت بعض العائلات الى قسمين واحدة خلف الجدار والاخرى في اراضي المنطقة الفلسطينية.

وعقد الوزير غنيم اجتماعا موسعا مع عدد من ممثلي الهيئات المحلية والجمعيات ولجان مقاومة الجدار والقوى السياسية، حيث قدموا له شرحا مستفيضا عن ابرز احتياجاتهم ومطالبهم، مؤكدين على اهمية تواصل وتعزيز دور المؤسسات الفلسطينية الرسمية في دعم صمود المواطنين والوقوف بوجه مخططات التهويد الاسرائيلية.

من جانبه، اكد غنيم على اهمية تكامل الجهدين الرسمي والشعبي لمواجهة الجدار، وذكر ان مقاومة الاستيطان وعمليات التهويد وتعزيز صمود المواطنين في المناطق المتضررة والمهمشة يقف على راس جدول اعمال الحكومة الفلسطينية.