وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

موسكو ... أريحا ...الطريق سالكة * بقلم : خالد سكر

نشر بتاريخ: 21/01/2010 ( آخر تحديث: 21/01/2010 الساعة: 21:44 )
لم تمنع المسافات وما يتخللها من صعاب ولا تلك الحواجز المفروضة على بلادنا قسرا وقهرا أعرق الأندية الروسية من المشاركة في نشاط رياضي يتجاوز في معانيه حدود مفردات الفعل الرياضي الى حدود غاية في الأهمية رغم أن الرياضة تتضمن أسمى المعاني وأجملها.

دينمو موسكو سيحل ضيفا على فلسطين،وهنا يجب الالتفات جيدا الى مضامين هذه الزيارة التاريخية،وأقول تاريخية لأنها تأتي في ظرف استثنائي نعيشه كشعب يتعرض للتغييب،ولمحاولات طمس غير مسبوقة من قبل احتلال يجهد في نفي حقنا ليس في أرضنا ومقدساتنا و ارثنا الحضاري والتاريخي فحسب وانما في ما هو أكثر من ذلك.

زيارة النادي الروسي المنتظرة لن تقتصر على لقاء رياضي سيجمعه بمنتخبنا الوطني وانما ستتعدى الزيارة بمعانيها المختلفة حدود اللقاء الرياضي لأن ثمة رسائل سياسية وسيادية أخرى انسانية تحملها هذه الزيارة والتي يجب أن نحسن قرائتها جيدا،وأن نجتهد أيضا في التعامل معها وعلى كافة المستويات الشعبية والرسمية،وبالنظر الى أهمية مثل هذه الزيارات التي ستسهم في تجسيد معالم دولتنا المنتظرة يواصل اتحاد كرة القدم نشاطا هادئا هادفا لجهة تفعيل الحراك الرياضي باتجاهات وطنية لا تقل أهمية عن أي فعل سياسي أو نضالي يقول بتكريس كافة حقوقنا المشروعة.

وعندما نؤكد ضرورة بذل ما نستطيع من جهد لتكون الزيارة في سياقها المفترض اذا ما أردنا جني ثمارها المرجوة انما نحث ليس على طيب الاستقبال وكرم الضيافة التي عهدناها في شعبنا فحسب ولكن يجب أن نذهب في التعامل مع الزيارة الى ما هو أبعد من ذلك،وهنا نقول بوجوب أن يحضى الحدث المنتظر باهتمام باالغ من وسائل الاعلام المختلفة اضافة الى ضرورة الهرولة من سائر المحافظات الى مدينة القمر مكان اللقاء الكروي ذو الأبعاد المختلفة كما أسلفنا ونؤكد لاننا وفي حدود رأيي المتواضع لم نوظف ما سبق من زيارات مماثلة لفرق كروية عربية وكذلك لبعض الرسميين العرب والفنانين والصحفيين الذين أموا بلادنا للاحتفاء بفعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية وغيرها من المشاركات في مناسبات أخرى لم نوظفها في سياقها المفترض كما يجب وبالتالي علينا الاستفادة قدر ما يمكن من هذه الزيارات بغض النظر عن طبيعتها لأنها تسهم ليس في كسر حواجز الاحتلال بل في دثر حواجز أخرى كثيرة.
فهلا وعينا الأهمية الكامنة في تفاصيل الحدث المرتقب ...أعتقد بضرورة ذلك.