|
فياض: التغلب على الاستعصاء السياسي يتطلب إلزام اسرائيل بالقانون الدولي
نشر بتاريخ: 21/01/2010 ( آخر تحديث: 22/01/2010 الساعة: 09:07 )
رام الله -معا- أكد رئيس الوزراء د.سلام فياض أنه لا بد من التغلب على الاستعصاء القائم في العملية السياسية، وفتح الطريق أمام مفاوضات جادة ومتوازنة وقادرة على تحقيق الأهداف المرجوة منها والمتمثلة في انهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف أن تحقيق هذا الأمر واعادة المصداقية للعملية السياسية يستدعي تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته المباشرة في انهاء الاحتلال الاسرائيلي عن كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، والتدخل الفاعل والملموس لالزام اسرائيل بقواعد القانون الدولي والاستحقاقات السياسية المطلوبة منها، وفي مقدمتها الوقف الشامل والتام لكافة الأنشطة الاستيطانية، وخاصة في مدينة القدس ومحيطها، ووقف الاجتياحات للمناطق الفلسطينية، ورفع الحصار، وخاصة عن شعبنا في قطاع غزة. جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء د.سلام فياض مع نظيره الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو في مقر رئاسة الوزراء الاسبانية في مدريد مساء اليوم. وشدد رئيس الوزراء على الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه اسبانيا خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي، واعتبر أن البيان الوزاري لدول الاتحاد الأوروبي الصادر في 8 ديسمبر الماضي قد اشتمل على العناصر الأساسية التي تؤكد على ضرورة الزام اسرائيل بقواعد القانون الدولي كقوة احتلال، وكذلك في مواجهة الخطوات الاحتلالية الأحادية، والتي سعت اسرائيل من خلالها إلى محاولة فرض وتكريس سياسة الأمر الواقع. وشدد فياض على أن تحديد المرجعية القانونية للعملية السياسية المتمثلة في القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والعناصر الأخرى التى وردت في البيان وخاصة رفض الاجراءات الاسرائيلية في مدينة القدس، ورفض التغييرات التي سعت اسرائيل لفرضها على حدود عام 1967، تشكل مدخلاً هاماً لبناء موقف دولي في اطار اللجنة الرباعية يلزم اسرائيل بوقف انتهاكاتها وتفتح الطريق أمام العملية السياسية لتحقيق أهدافها في انهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره في بناء دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس كمفتاح للأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، وقال" إن العمل على تحويل هذا البيان إلى موقف دولي من خلال اللجنة الرباعية بالتعاون مع الادراة الأمريكية يشكل فرصة هامة لأوروبا كي تلعب دوراً سياسياً فاعلاً في العملية السياسية كشريك أساسي في صنع السلام في المنطقة". وأطلع رئيس الوزراء د.سلام فياض رئيس الوزراء الاسباني على الجهود التي تبذلها السلطة الوطنية من أجل استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين، والارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدمها لشعبنا الفلسطيني، وتعزيز قدرته للصمود على أرض وطنه، وبما يؤدي إلى التعجيل في انهاء الاحتلال والمعاناة التي يفرضها على شعبنا. كما أشار فياض إلى الدور الذي تقوم به السلطة الوطنية من أجل الاسراع في تحقيق المصالحة وانهاء حالة الانقسام وإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته كشرط لا يمكن تجاوزه لبناء دولة فلسطين وتحقيق أهداف شعبنا، وأكد على الأهمية القصوى لرفع الحصار فورا عن قطاع غزة، وإعادة فتح المعابر، بما يمكن من البدء في اعادة اعمار القطاع وانهاء المأساة التي يعيشها عشرات آلاف المواطنين المشردين منذ أن دُمرت منازلهم في العدوان على قطاع غزة في نهاية العام الماضي، وأضاف " إن رفع الحصار عن قطاع غزة سيمكننا من تنفيذ البرامج التي تم اعتمادها في مؤتمر شرم الشيخ لاعمار قطاع غزة، كما سيمكننا من تنفيذ مئات المشاريع التنموية وبأقصى سرعة كتلك المشاريع التي يجري تنفيذها بالضفة الغربية"، وذلك في اشارة لبرنامج الألف مشروع والذي تم الانتهاء من تنفيذه في مختلف محافظات الضفة الغربية، والذي يستهدف تعزيز صمود المواطنين، وخاصة في المناطق الريفية والمهمشة والمخيمات، والمناطق المتضررة والمهددة من الجدار والاستيطان وقال" نحن مصممون على القيام بمسؤولياتنا تجاه شعبنا في كافة انحاء الأراضي الفلسطينية سواء في قطاع غزة، والضفة الغربية بما فيها القدس، وسنواصل تنفيذ هذه المشاريع دون اكتراث للعقبات العراقيل التي يضعها الاحتلال الاسرائيلي، وبما يمكننا من بناء وقائع ايجابية على الأرض على طريق استكمال بناء دولة فلسطين ومؤسساتها العصرية القوية، وبنيتها التحتية في كافة المجالات، وبما يساهم في استنهاض طاقات شعبنا وتمكينه من نيل حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في الحرية والعودة والاستقلال". من جانبه أشار رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو بالجهود التي تقوم بها السلطة الوطنية، وشدد على أهمية مواصلة الحكومة الفلسطينية ورئيس الوزراء د.فياض على متابعة تنفيذ خطة عمل الحكومة التي عبرت عنها وثيقة "فلسطين: انهاء الاحتلال واقامة الدولة"، وبما يضمن بناء دولة فلسطين المستقلة كحقيقة راسخة، وأعرب عن أمله في أن يكون يوم تكريس دولة فلسطين كعضو في الأسرة الدولية ليس بعيداً، وأشار إلى أن تحقيق هذا الأمر يشكل العنصر الأهم للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وأكد ثاباتيرو على أن اسبانيا وفي اطار الرئاسة الأوروبية ستعمل كل ما في وسعها وبالتعاون مع باقي الأطراف الدولية للتغلب على الاستعصاء والصعوبات التي تواجه صنع السلام في المنطقة. وكان رئيس الوزراء د.سلام فياض وفي إطار زيارته إلى مدريد قد اجتمع في وقت سابق مع وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخل موراتينوس، كما اجتمع في وقت لاحق مع ملك اسبانيا خوان كارلوس. هذا وكان رئيس الوزراء قد افتتح صباح اليوم في مدريد ملتقى سفراء فلسطين في الدول الأوروبية والمنظمات الدولية، وأشار إلى الأهمية التي تضمنها بيان وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، وما مثله من خطوة هامة يجب استثمارها والبناء عليها لتطوير الدور الأوروبي المباشر في عملية السلام. وأعطى رئيس الوزراء توجيهاته التفصيلية للسفراء من أجل المزيد من بذل الجهد لتفعيل مواقف البلدان الأوروبية وتطوير الاصطفاف الدولي لإلزام اسرائيل بتنفيذ متطلبات نجاح عملية السلام. وفي ختام زيارته التقى رئيس الوزراء د.سلام فياض مع السفراء العرب المعتمدين في اسبانيا حيث أطلعهم على تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والجهود التي تبذلها السلطة الوطنية لانهاء حالة الانقسام، وأكد على أهمية تعزيز التنسيق العربي مع كافة الأطراف الدولية من أجل ضمان التغلب على الصعوبات التي تواجه العملية السياسية، وتطوير الاصطفاف الدولي لالزام اسرائيل بتنفيذ الاستحقاقات المطلوبة منها، وشدد على اصرار شعبنا على مواصلة صموده على أرض وطنه حتى نيل حقوقه الوطنية المشروعة. |