|
عاملو مصنع ياميت- قصة نجاح رغم الظروف القاهرة
نشر بتاريخ: 25/01/2010 ( آخر تحديث: 25/01/2010 الساعة: 12:16 )
القدس- معا- المنطقة الصناعية المقامة على اراضي طولكرم المصادرة والمسماة (ببراعم السلام)، تضم حوالي 11 مصنعا، تنتج مواد متعددة منها ما هو صناعي وزراعي ومنتجات أدوية زراعية، ومصنع لتصنيع وتنظيف جرار الغاز وتصنيع التنكات الكبيرة وأخطر مصنع يتواجد بالمنطقة مصنع جيشوري الذي ينتج المبيدات الزراعية ومصانع لفرز القمامة وخصوصا الكرتونية منها.
ويعمل بتلك المنطقة ما يقارب 250 عاملا فلسطينيا بظل ظروف عمل صعبة وحقوق عمالية منتهكة وغياب الرقابة على واقع العمال أدى الى انتهاكات حقيقيه بالقانون. فحوالي 85% من العمال لا يحصلون على قسيمة راتب ولا الحد الأدنى من الأجر، ولا يحصلون على وسائل السلامة والصحة المهنية، وأصابات العمل تذهب بالكامل الى المستشفيات الفلسطينية دون الحصول على كامل الحقوق، وبأحد المصانع توفي عاملان، وأمراض المهنة تظهر على العمال بشكل واضح ولا توجد هناك فحوصات دورية للعمال للكشف المبكر عن تلك الأمراض. وقد تحدث العامل خليل شهاب وهو مسؤول اللجنة العمالية بمصنع يميت، لجمعية عنوان العامل باللقاء الذي جرى بينهم امس كيف أنهم بظل هذه الظروف الصعبة تم تحقيق النجاح، حيث يعمل بالمصنع حوالي 60 عاملا فلسطينيا موزعين بين طولكرم والمخيم والقرى المجاورة، ويقوم المصنع على تصنيع فلاتر تستخدم للري الزراعي وقد اقيم المصنع في عام 1991م، و90% من منتجات المصنع تصدر الى الدول اللأوروبية، وقد كان يحصل العمال على متوسط أجر 10 شواقل مقابل ساعة العمل ولا حساب لساعات العمل الأضافية واعتبارها ساعة عمل عادية، وبيئة عمل لا تحمي العمال من خطر الأصابة أو الأمراض المهنية. ومن بين هذه الظروف القاهرة أصبح العمال لديهم الأصرار بتغيير هذا الواقع وعدم الأستسلام له، فتجمع العمال وأنتخبوا لجنه تمثلهم، وبدأوا بالعمل على توعية العمال بالقانون والطرق الصحيحة لتحقيق المطالب القانونية وبدعم كامل من الأتحاد العام وجمعية عنوان العامل، وبعد لقاءات استمرت حوالي العام ومراسلات أجريت بن الجمعية والمصنع، وبعد التخطيط السليم المبني على رؤية صحيحة تم الدعوة لأضراب عن العمل استمر أكثر من 21 يوما وكان الألتزام به من قبل العمال 100%، وبعد تسليط الضوء على مطالب العمال وتجنيد راي عام وصحافة، تمت الموافقة على جميع مطالب العمال. وأكد خليل شهاب، انهم اليوم يحصلون على قسيمة راتب مفصلة والحد الأدنى للأجر والبالغ حوالي 21 شيقلا مقابل ساعة العمل، وظروف عمل صحية الى حد كبير، وتجرى لهم اليوم فحوصات طبية دورية ويوجد حماية على الماكينات من خطر الأصابة. وقال "إن هذا النجاح دفع بالكثير من المصانع للحذو نحو تجربتنا، بعد أن تحسنت معنويات العمال وتطورت بالأتجاه الأيجابي، قام العمال بالتوجه الى جمعية عنوان العامل من مصانع مختلفة والى الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، مما نتج عنه أن قام مكتب العمل الأسرائيلي بعمل اكثر من زيارة على المنطقة الصناعية بدأها من شهر 102009، وقام التلفزيون الاسرائيلي بعمل تقرير مفصل عن المنطقة، ما دفع بالكثير من أصحاب العمل للتقدم قليلا باتجاه تطبيق القانون. واليوم يوجد حوالي 120 عاملا من أصل 250، يحصلون على الحد الأدنى للأجر، ويعملون بظروف عمل أكثر أمناً، موجها نداء الى باقي العمال بأنه "بالتخطيط السليم المبني على دراسة حقيقية لواقع العمال والعمل الجماعي والألتفاف حول اللجان العمالية وبمساندة جمعية عنوان العامل والاتحاد العام لنقابات العمال، يمكن لنا تحقيق النجاح". وأضاف عرفات عمرو مندوب جمعية عنوان العامل، أن الجمعية تعمل على الدفاع عن العمال الفلسطينيين الذين يعملون عند مشغلين اسرائيليين بغض النظر عن مكان عملهم وفضح كافة الانتهاكات الأسرائيلية التي تمارس بحق العمال الفلسطينيين، ودفع الجهات الرسمية الاسرائيلية لمراقبة عمل العمال، ووقف هذا النزيف الّذي يستهدف العمال ويحرمهم من ملايين الشواقل شهريا، ويجعلهم يعملون في ظل ظروف عمل غير صالحة للعمل الانساني وتعرض العمال لإصابات عمل قاتلة وأمراض مهنية خطيرة. |