محطات من دورينا * بقلم :صادق الخضور

أريحا كانت شاهدا على تواصل مباريات المنتخب ، وكان أبرز ما في اللقاء تزايد الاهتمام الرسمي بالمنتخب وشؤونه ، مما يعني أن الاتحاد أضاف للتواجد الجماهيري الشعبي بعدا رسميا .

المنتخبان ، تساؤلات وملاحظات
من يتابع تشكيلة المنتخبين الأولمبي والأول ، يتملكه سؤال عن جدوى عدم الإفادة منهما لإبراز عناصر جديدة وفق المعايير ، فحين يغدو الوضع في المنتخب الأولمبي غلبة واضحة للاعبين أعمارهم فوق السن المسموح به ، نقول : ماذا استفدنا حتى ولو فزنا ؟
في المنتخب الأول وفي الوقت الذي نرحب فيه بلاعبينا من داخل فلسطين 48 ، مع عدم إنكارنا ما تتركه المغالاة في الاستعانة بهم من تأثيرات على صعيد الأندية ، نجد أن المنتخب ينزع للخيار ذاته ، وملسنا ضد تواجدهم ، لكن السؤال المطروح :هل بالإمكان تواجدهم في مباريات رسمية ؟؟
وفي معرض الحديث عن المنتخب الأول نطالب بأن نستضيف هنا في فلسطين منتخبات وليس أندية مهما كان تاريخها ، وبالتقدير لما بذله الاتحاد ولا زال من جهود ، فإننا نتطلع لأن يواصل اللواء الرجوب وصحبه حالة الاستنهاض للمنتخب.
نكرر ونعيد : منتخبنا أملنا ، وكلنا أمل أن يتم إخضاع ما قدمه من مردود حتى اللحظة لنقاش متخصص من خلال ورشة عمل لبلورة رؤية واضحة المعالم ليواصل المنتخب خطه التصاعدي من الناحية الفنية .

الإثارة تعود
من جديد ، وبعد انتظار طال سيعاود الدوري انطلاقته مع وجود وقائع لا يمكن تجاهلها ، وأبرزها أن رباعي منطقة الهبوط مطالب ببذل جهود مضاعفة لتثبيت نفسه بين الكبار ، وإذا كانت حداثة عهد العبيدية وبيت أمر مما يشفع لهما ،فإن تاريخ البيرة والخضر لا يتناسب وما آل إليه حال الفريقان اللذين حاق بهما ما حاق ببلاطة في الدوري الفائت ، لكن بلاطة تعود وبسرعة البرق .
العميد والمكبر ، منازلة من العيار الثقيل ، والتقارب في المراكز بينهما من جهة وبين ثلاثي المقدمة من جهة أخرى ، ومستوى الفريقين ، كل هذه تجعل اللقاء في واجهة الحدث الذي يتطلب طاقما تحكيميا متميزا وكنت أفضل إبقاء طاقم التحكيم الإماراتي لقيادة اللقاء.
الإثارة تعود ، وبعض الفرق جددت في لاعبيها واستقطبت لاعبين جدد ، فماذا سيقدمون ؟
مع انطلاقة الدوري وقبلها نطمح في صدور ملحق خاص بمعية إحدى الصحف ليتطرق لكل شاردة وواردة في مرحلة الذهاب ، وحبذا لو بادر محررو الصحف للتعاون مع منتدى كورة لإنتاج هذا الجهد الذي لن يكون متعبا في ظل الخبرة والمعلومات والبيانات المتوافرة لدى كل طرف .
مع انطلاقة المرحلة الحالية فريقان آخران مطالبان باستعادة بريقهما لتوهجا أكثر ، وهما الغزلان والسمران ، والفريقان قادران ، لكن نتائجهما في الذهاب اتسمت بعدم الثبات .

بلاطة تعود
تتويجا لجهد جبار وعمل مدروس ، بلاطة على أعتاب دوري الأضواء مرة جديدة لتقدم درسا في فنون الإصرار وعلاج الأخطاء .
جدعان بلاطة نسجوا توليفة جدّ رائعة بين الإرادة والإدارة ، وعادوا بهمة ونشاط ، وأول ما يسجل لهم المستوى الفني الرائع ، وتجانس اللاعبين وتكامل الخطوط ، وقد تابعت مبارياتهم فلاحظت أن اللاعبين يلعبون كل مباراة وكأنها بطولة في حد ذاتها .
ولم تنس بلاطة تجديد دماء هيئتها الإدارية مما انعكس إيجابا على تواصل نمطية الفاعلية ، وواهم من ظل أن دور الإدارة أقل من دور اللاعبين ، ولعل ما يبرهنه فرسان إدارة العميد من جدية وتفان أكبر دليل على أن الإدارة قادرة على بعث الحيوية في نفوس اللاعبين .
بلاطة تعود وتحلق في السرب المستنير بسنا الأضواء ، فلها ولفرسانها ولجدعانها كل التحية والمباركة ، وكل التوفيق لبقية الفرق في الممتازة ب ففيها من يستحق العودة وبجدارة ، فلا يمكن تناسي سلوان عميد القدس ، ولا عسكر الفريق المتسم بحيوية دافقة ، وتجانس خططي وانضباط تكتيكي ، وكذا الحال لأهلي الخليل الفريق القادم بتطلعات لا يحد منها سوى لعنة التعادلات .

تعليق على التعليق
من تابع مباراتي نهائي النسوي والمنتخب الأول مطالب بالتعليق على التعليق الذي رافق المباراتين والذي انتصر للخيار الخطابي على حساب الأبعاد الفنية التحليلية والوصفية ، فقد كانت التعليقات والتعليق مما يتطلب المراجعة ، وليس المطلوب من المعلق أن يكون منفعلا أصلا للتعبير عن وجود إثارة في المباريات ، ولو كان هناك تناغم بين مستوى الإثارة في المباراة والتعليق لكان ذلك أبلغ وأفضل.
لا يأتي التعليق على التعليق من باب الانتقاص من قدرات أي معلّق ، بل هو من باب التطلع لأن يكون نقل أية مباراة والتعليق عليها فرصة لتقديم معلومات مركزة للمشاهد العربي في كل مكان ، المطلوب التكثيف في المعلومة والمباشرة فيها وليس من المعقول أن يتكرر ذكر اللاعب رقم كذا دون ذكر اسمه وخصوصا إذا كان اللعب من منتخبنا .
التعليق يجب أن يكون بمثابة جزء مكمل للأداء في الملعب ، وثمة وقفات يجب أن تكون ، وحديث عن التكتيك وأسلوب اللعب ، ونقاط القوة والضعف ، والسرد التاريخي له وسائل أخرى
تعليقا على التعليق ، نقول : كل التوفيق لمعلقينا ، لكننا نطمح بالمزيد من إبداعاتهم وهم قادرون على ذلك ، وحبذا لو كانت هناك جلسات حوارية لإعلاميين مع المعلقين تنطلق من إعادة الاستماع لتعليق على مباريات ثم تبادل الملاحظات ، وحبذا لو بادر المعلقون لتنفيذ الفكرة والدعوة إليها .

الأولى أ
بيت لقيا مصرّة على تجاوز عثرات الماضي ، فشبح البقاء في الأولى أ في اللحظات الأخيرة من الدوري الماضي كانت درسا للفريق الذي بدّل مدربه لكنه تمسك بالعزيمة والإرادة ، ولهذا يستحق التحليق ، وكذا الحال بالنسبة لعين يبرود الفريق الذي تكاملت عناصر عدة لإبرازه أهمها المدرب القدير حسن صندوقة الذي أجاد في توظيف اللاعبين ، وبرهن أن فريقه ليس فريق النجم الواحد الأوحد .
فريق آخر عزف على وتر النجاح ، وانتفض ليعاود الانتصار لتاريخه الطويل ومتوسط أعمار لاعبيه ليكون الأداء فتيّا كما الأعمار ، كما أن ضربة الهبوط كانت موجعة لكنه لم يستسلم : إنه العربي الصفافي
مركز العروب من ناحيته وكعادته فاجأ ، لكنه نتائجه في الأسبوعين الأخيرين فاجأتنا ، والفريق قادر على البقاء ضمن دائرة المرشحين بقوة للصعود شريطة استعادة الحاسة التهديفية من قبل مهاجميه .
هذا أبرز ما أفرزه دوري الأولى أ حتى اللحظة مع التأكيد على أن فريقي نابلس الاتحاد والشباب كانا قادرين على الذهاب بعيدا لكن عدم الجدية في الذهاب أطاحت بأملهما مع أن مستواهما يؤهلهما لفرض سطوتهما .