وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الهيئة الإسلامية المسيحية: "الحدائق التوراتية" اخطر مشاريع تهويد القدس

نشر بتاريخ: 31/01/2010 ( آخر تحديث: 31/01/2010 الساعة: 16:32 )
نابلس - معا - اكد الامين العام للهيئة الإسلامية المسيحية الدكتور حسن خاطر ان المواطن المقدسي بات يعيش اجواء اختناق جراء سياسة الاحتلال الهادفة الى اغلاق جميع المتنفسات في وجهه، وعدم تمكينه من تلبية الحد الادنى من احتياجاته للبناء والتوسع، جراء الاستمرار في مصادرة الاراضي وعدم منح تراخيص البناء مع تصعيد سياسة الهدم والتهجير.

وبين الدكتور خاطر في بيان صحفي وصل "معا" نسخه منه، ان هذه السياسة ليست عفوية وانما هي استكمال لكل المخططات والخطوات التي نفذتها وما زالت تنفذها سلطات الاحتلال في سبيل تهويد القدس وتهجير المقدسيين.

وقال الامين العام للهيئة الاسلامية المسيحية ان فكرة "الحدائق التوراتية" التي تقوم سلطات الاحتلال اليوم بمصادرة الاراضي من اجل تنفيذها في كل من العيسوية وسلوان وباب الرحمة تعد من اكثر المشاريع خطورة لاسباب لخصها في نقاط ثلاث:

اولا – باقامة هذه الحدائق يتم مصادرة ما تبقى من اراضي القدس، مؤكدا ان فكرة الحدائق فكرة مطاطية تستطيع سلطات الاحتلال من خلالها السيطرة على ما تشاء من الارض وتوسيعها كيفما تشاء ومتى تشاء، في حين ان بناء الوحدات الاستيطانية – وهو الاسلوب الاكثر شيوعا في الاستيلاء على الارض - كان يحتاج على الدوام لمستوطنين وهو الامر الذي تعاني منه سلطات الاحتلال ولم تعد قادرة في كثير من المواقع على تأمينه.

ثانيا – باقامة هذه الحدائق تتمكن سلطات الاحتلال من فصل ضواحي القدس العربية عن البلدة القديمة والمقدسات الاسلامية والمسيحية فيها، اضافة الى تقطيع اوصال الضواحي وعزلها عن بعضها البعض، وكذلك محاصرة هذه الضواحي ومنعها من التوسع لعدم الابقاء على الاراضي اللازمة لذلك.

ثالثا- اطلاق اسماء "حدائق توراتية" على هذا الشكل من اشكال الاستيطان وترويجه على هذا الاساس ومحاولة بناء هذه الحدائق على اسس مستوحاة من التوراة هو امر خطير يهدف اساسا لتعويض الفشل التام للسلطات الاسرائيلية في العثور على أية اثار يهودية في المدينة المقدسة على مدار اكثر من اربعة عقود من البحث المستمر، ويبدو ان هذا الفشل يجعل دولة الاحتلال فقيرة الى الرمزية الدينية التي يتميز بها المسلمون والمسيحيون في المدينة، الامر الذي دفع الاحتلال الى اختراع فكرة "الحدائق التوراتية " التي ستكون بمثابة متاحف مليئة بنماذج وشعارات ومجسمات ورموز مما وصفته او تحدثت عنه التوراة او ارتبط بشخصيات دينية ورمزية من شخصيات التوراة.

وهذا يعني - كما يقول الدكتور خاطر – ان كل ما لم يجدوه تحت الارض سيجسدوه من خلال هذه الحدائق فوق الارض، مؤكدا ان القدس مدينة دينية اولا واخرا وان السياحة فيها سياحة دينية ليس الا وبالتالي فان سلطات الاحتلال تخطط من وراء ذلك الى الاستحواذ على هذه السياحة من خلال هذه الحدائق، وهذا يمنحها وجودا دينيا في المدينة لم يكن له رصيد في التاريخ او في علم الاثار وهو ما يعده الدكتور خاطر من اعجب واغرب اشكال التحايل على الدين والتاريخ وحقوق الشعوب في هذا العصر !!

وطالب الامين العام للهيئة الاسلامية المسيحية الدكتور حسن خاطر كافة المؤسسات الدولية المعنية بالمحافظة على هوية المدينة المقدسة وعلى راسها اليونسكو ضرورة التحرك العاجل لمنع سلطات الاحتلال من تنفيذ جرائمها الجديدة في حق القدس وهويتها الدينية والحضارية، مؤكدا ان بناء مثل هذه الحدائق هو تزوير مباشر وصريح لهوية الجغرافية المقدسية وتاريخ المدينة المقدسة وتضليل كبير وخطير للشعوب والحضارات الانسانية المعاصرة !!